18 ديسمبر، 2024 7:50 م

ملف الكهرباء تحدي كبير ومعاناة لا تنتهي للمواطنين

ملف الكهرباء تحدي كبير ومعاناة لا تنتهي للمواطنين

تتفاقم ازمة الكهرباء هذه الايام مما زاد من نقمة الاهالي على الحكومة، بعد استقرارها خلال الشهرين السابقين في جميع مناطق بغداد في ظل ارتفاع ملحوظ بدرجات الحرارة، ومعاناة المواطنين، الذين باتوا في حيرة من امرهم جراء جائحة فايروس كورونا وحظر التجوال والبقاء في المنزل، وغياب التيار الكهربائي بزيادة القطع لساعات طويلة، وعن هذا الغياب المزمن للكهرباء الوطنية والمعاناة منها، بين عدد من المواطنين.
اعذار ووعود زائفة لتحسين التيار الكهربائي
في ظل دخول الصيف مبكراً وارتفاع درجات الحرارة والظرف الصحي الطارئ بانتشار وباء جائحة كورونا، ودعوة وزارة الصحة وخلية الازمة المواطنين للبقاء في المنزل تجنباً لاصابتهم بالفايروس او نقل العدوى للاخرين، ولا ادري هل ابقى في البيت مع الانقطاع التام للكهرباء ام اكون خارج المنزل واتعرض لخطر الاصابة بعدوى كورونا وانا كبير السن واعاني من امراض عدة.هذا ما بينه المواطن ابو حسن من سكنة حي الاعلام في السيدية مضيفا ” ان ادعاءات وزارة الكهرباء لاسباب الانقطاع التام للكهرباء بحلول فصل الصيف، لزيادة الاستهلاك للطاقة او قيام المخربين بنسف ابراج نقل الطاقة الى بغداد، تعد ادعاءات مردودة، فأين مشروع سيمنز وجنرال اليكتريك التي وعدنا بها لحل مشكلة الكهرباء وتحسينها على مراحل ستة أشهر وسنة وثلاث سنوات للانتهاء من مشكلتها. اما العذر الاخر وهو نسف الابراج والخطوط الناقلة فاعتقد من الاجدر ان تعتمد على بنصب محطات في كل محافظة تقوم بتزويدها بالطاقة الكهربائية وعدم ربطها بالمحافظات الاخرى، لحين تحسن الوضع الامني ومن ثم ربط البلاد بشبكة كهربائية.
مستدركا “كان العام السابق افضل من هذا العام فمعاناتنا كبيرة تزداد اكثر نتيجة جشع اصحاب المولدات الاهلية واستغلالهم لغياب التيار الكهربائي الوطني.
ديون اضافية بسبب تاخر جباية اجور الكهرباء
واضاف ابو حسن “من المشاكل الأخرى التي نعاني منها، موظف الجباية وتوزيع قوائم استهلاك الكهرباء، اذ لا يقوم بتوزيعها حال صدورها من دائرة توزيع كهرباء الكرخ بل يقوم بحجبها في بيته وينتظر صدور قوائم جديدة بعد شهرين لتوزيعها عجزاً منه، فتكون القوائم الجديدة تحمل ديون القائمة السابقة التي لم توزع مما يؤدي الى حدوث مشاكل بينه وبين المواطنين، ومن المشاكل الاخرى حالياً لدينا عطل فيزين وباقي فيز واحد يعمل فنضطر للتحول جميعا الى هذا الفيز الشغال وبالنتيجة سينهار هذا الفيز وربما المحولة ومنذ ثلاثة ايام نراجع الصيانة للقيام بواجبهم دون جدوى.
عوائل فقيرة بدون كهرباء
بين المواطن انور سعد من سكنة منطقة سبع البور “نعاني بشكل كبير من انقطاع التيار الكهربائي المستمر وخاصة في هذه الاشهر من فصل الصيف، وانتشار جائحة فايروس كورونا بين المواطنين، وكذلك حلول شهر رمضان والذي من المفترض، ان تقوم الحكومة باعادة تزويدنا بالتيار الوطني وهو حق من حقوقنا الانسانية وليس فضلا من الحكومة.
مضيفا “ان غياب التيار الكهربائي الوطني يسبب معاناة الكثير من العوائل المتعففة والفقيرة وخاصة هناك ناس كبار في السن واطفال ومرضى من سكان المنطقة، وذلك بسبب عدم امتلاكهم المبالغ الكافية وقدرتهم على الاشتراك في المولدات الاهلية، وهم يعيشون حياة قاسية يصعب على اي انسان عيشها، متسائلا “اين دور الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 ولحد الان من تلبية ابسط حقوق المواطن وهو يعيش في بلد يعتبر من اغنى بلدان العالم.
خليك بالبيت دون كهرباء وماء
اما المهندس باسم العبيدي من سكنة حي الشعب محلة 351 قال “رفع شعار خليك في البيت بسبب تفشي جائحة فايروس كورونا، لضمان عدم انتشار الفايروس والعدوى بين الاهالي، ومن سوء الحظ ان هذا المرض تزامن مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة واستمرار انقطاع التيار الكهربائي، مما جعل المواطن يكسر هذا الشعار والخروج من المنزل، بسبب شحة التيار الكهربائي وتزويده ساعة واحدة لكل خمس ساعات انقطاع، مما يولد معاناة كبيرة وخاصة اننا نعاني من شحة مياه الاسالة ولا نستطيع توفيرها الا بتشغيل المضخات الكهربائية، فكيف يبقى المواطن في البيت ولم تتوفر له الاسباب الرئيسية لعيشه بكرامة.
مشيرا “ان الاسباب التي تتعذر فيها الحكومة بعدم تزويد الطاقة الكهربائية نتيجة عمليات التخريب في ابراج الطاقة الكهربائية واعمال الصيانة في شبكة التوزيع وارتفاع درجات الحرارة واعذار اخرى غير مقنعة، لان المبالغ التي صرفت منذ التغيير ولحد الان مبالغ طائلة جدا ولو كانت هناك ارادة وطنية حقيقية لتجاوزنا مشكلة الكهرباء منذ زمن طويل.
الفساد هو السبب في تغييب الكهرباء الوطنية واعتماد المولدات الاهلية
اذا ما اردنا انهاء ملف الكهرباء نهائيا علينا بمحاربة الفساد اولا، والقضاء على المافيات المرتبطة بهذا الملف الكبير، هذا ما بينه المواطن الذي فضل عدم ذكر اسمه قائلا “ان تحسن التيار الكهربائي يعني خسارة كبيرة لاصحاب المولدات وممن يعمل في استيرادها وبيعها سواء كانت مولدات عالية القدرة ام قليلة منتشرة في الاسواق، وكلنا نعرف ان وراء هذه المافيات مسؤولين في الدولة، اضافة الى المشاريع الفاسدة لشبكات الكهربائية والتي سرقت الاموال المخصصة لها دون حساب او عقاب.
مستدركا “ان كل دول العالم بدأت تبحث عن الطاقة النظيفة والبديلة لتوفير التيار الكهربائي ومنها الطاقة الشمسية، والتي لدينا خبرة عالية فيها والتي كانت من ضمن التجارب التي دعت الى توفير الاضاءة الى شوارع بغداد، واراد ان يكتب لهذه التجربة النجاح لولا الفساد والمفسدين الذين جاهدوا من اجل افشال هذا المشروع، اعود واكرر لا عودة للتيار الكهربائي الا بالقضاء على الفساد والمفسدين.