23 ديسمبر، 2024 6:33 ص

ملف التدخلات الايرانية في العراق

ملف التدخلات الايرانية في العراق

بعد الموقف الامريکي الواضح من التدخلات الايرانية في العراق والذي تم طرحه في البيان الاخير للخارجية الامريکية بدعوة النظام الايراني لإحترام سيادة العراق وحل الميليشيات التابعة لها هناك وإعادة إدماجهم في الجيش وجعل هذه الدعوة أحد الشروط ال12 لواشنطن من طهران، فقد إتهم وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، ايران بالتسبب بعدم استقرار الاوضاع في بلدان العراق، وسوريا، ولبنان، مشيرا “أن الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي “ناتو” سيدربون القوات العراقية حتى تصل لمستوى تدافع به عن البلاد.” في السياق ذاته ذكر أن “طهران تحاول أن تجعل من العراق حديقة خلفية لها كما حدث في سوريا”، مشيرا أن”هذه حرب غير منطقية بالنسبة للشعب الإيراني، ولن تفيد بشيء، ولن تحدث”، وهذه التصريحات التي أعقبت بيان الخارجية الامريکية، تظهر عزما وحزما أمريکيا واضحا على التصدي لملف التدخلات الايرانية في العراق والذي تجاوز الحدود المنطقية بکثير.

المشاکل والازمات والاوضاع السلبية التي تداعت وتتداعى عن تدخلات النظام في العراق منذ الاحتلال الامريکي للعراق ولحد الان، أعطت إنطباعا کاملا بأنه من الصعب جدا إن لم يکن من المستحيل إيجاد حلول لهذه المشاکل والازمات مع بقاء هذه التدخلات وبقاء الاذرع الايرانية تسرح وتمرح دونما رقيب وتقوم بفرض إملاءات وخيارات النظام على الشعب العراقي، ومن الواضح بأن الدور السلبي للتدخلات الايرانية في العراق بشکل خاص والمنطقة بشکل عام قد صار واضحا للعالم وإن الدور الايراني ليس جزءا من الحل کما تحاول طهران للإيحاء بذلك بل وقد صار هناك إتفاق وتطابق في الآراء ووجهات النظر بخصوص إنه”أي الدور الايراني” يمثل جزء من المشکلة.

المواقف الامريکية المتتالية من التدخلات الايرانية في العراق، توحي وبصورة جلية إن هذا الملف قد صار قابلا للفتح والبحث فيه ولاسيما بعد أن سعت إيران لجعل العراق بمثابة حديقة خلفية له حينا وجبهة أمامية ضد أعدائه لتصفية الحسابات حينا آخرا أو جعله منفذا وثغرة للتملص والتخلص من العقوبات الدولية أحيانا أخرى، وبطبيعة الحال فإن الشعب العراقي يجد ضرورة لهکذا توجه أمريکي وحتى يرحب بها خصوصا وإنه کان في الاساس سببا وعاملا أساسيا في السماح للنظام الايراني في التدخل في العراق.

إنهاء التدخلات الايرانية في العراق خصوصا والمنطقة عموما، من شأنه أن يکون له دور إيجابي وفعال في إعادة الامن والاستقرار للمنطقة والعراق کما إنه سيکون له تأثير إيجابي مفيد على النضال الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والديمقراطية ذلك إن هذا النظام الذي طالما حاول أن يشاغل شعبه والمنطقة والعالم بتدخلاته ودوره المشبوه هذا سيرتد کيده الى نحره في حال القضاء على نفوذه.