ملفات .. ملفات .. ملفات .. الجميع يتحدث عن الملفات .. ملفات فساد .. ملفات خيانة .. ملفات تواطؤ .. ملفات العمل بأجندات خارجية .. حتى يخيل لك ان هناك ملايين الاطنان من هذه الملفات ويراودك تساؤل حائر : ياترى اين يتم خزن هذه الملفات وهل سيكون لها تأثير في اصلاح المسارات المنحرفة ؟ .. وفي واقع الحال ان الملفات الموجودة هي فعلا ملفات كثيرة وهائلة ومرعبة ايضًا وهي تتوزع في جميع المجالات .. ولا يكاد نائب من النواب البالغ عددهم 328 نائباً تخلو ادراج مكتبه من وجود مثل هذه الملفات لاسيما ملفات الفساد الاداري والمالي .. فالنائبة ماجدة التميمي مثلا مافتئت تتحدث طرفي النهار وزلفاً من الليل وبأرقام فلكية عن حجم الفساد المالي في وزارات الدولة ومؤسساتها .. ولست ادري ماجدوى الحديث عن هذه الملفات عبر وسائل الاعلام في حين ينبغي ان تذهب تلك الملفات الى القضاء وهيئة النزاهة ..
اما النائب حاكم الزاملي وهو رئيس اللجنة الامنية النيابية فهو ايضاً يمتلك اكداساً من الملفات التي شاهدتها بأم عيني خلال لقائنا بالزاملي انا ومجموعة من الزملاء في المركز الخبري .. وقد اطلعنا الرجل على بعض منها ، وبدت لنا مخيفة ومرعبة .. وكان سؤالي للسيد الزاملي : وما مصير هذه الملفات ، هل تبقى حبيسة هذه الادراج المحكمة ام انها ستأخذ طريقها الى القضاء مثلا .. اجاب : ان أي ملف منها يستوفي كل شروطه لا نتأخر في ارساله ولكن الكثير منها مازال في طور جمع الادلة والقرائن لكي لاندع مجالا للشك او الطعن على الرغم من اننا متأكدون من دقة وصحة المعلومات الواردة فيها ..المشكلة ان أي جهة او شخص معني بما تحتويه ملفات الزاملي او سواها الموجودة لدى آخرين ،وما ان تسأله عن موقفه منها يأتيك الجواب سريعاً، انها معلومات مزورة وتهدف الى تسقطينا بدوافع اما سياسية او طائفية او شخصية او ابتزازية ، بلحاظ ماشهده مجلس النواب يوم الاثنين خلال استجواب وزير الدفاع الذي احدث زلزالا في المجلس بعد ان اعلن عن فضائح مجلجلة بغض النظر عن مدى مصداقيتها .
وهنا لايمكنني اخفاء شكوكي بأن هذه الملفات ستصل الى القضاء ولا اتوقع ان اجراءات ستتخذ بشأنها في ظل الريبة والشكوك التي تراود الكثيرين بشأن هيئة النزاهة او حتى مجلس القضاء ، اذ يتهمهما البعض من المعنيين بتلك الملفات _طبعا- بعدم الحيادية او انهما يحابيان هذا الطرف او ذاك على حساب الحق والحقيقة !! .. ومرد شكوكي هذه يعود الى عشرات الملفات التحقيقية التي انجزتها اللجان المشكلة ولكن لا احد يعرف مصيرها بعد مضي سنين على بعضها ، وهنا يبدو ان ثمة ايد خفية تعمل على تسويف وإخفاء نتائج تلك التحقيقات لأسباب معروفة وهم يراهنون على ان الزمن كفيل بمحوها من الذاكرة !! .. ولو اردنا ان نستعرض القضايا التي سوفت لما كان بالإمكان استيعابها في هذه السطور القليلة .. فكل التفجيرات الدموية التي استهدفت العراقيين شكلت فيها لجان تحقيقية ولكن لم يظهر للرأي العام شيء منها ، فضلا عن قضايا اخرى شكلت مفاصل مهمة في تاريخ العراق ، وهنا نشير الى قضية سقوط الموصل وقضية سبايكر وسواهما من القضايا ..
ترى الى متى تبقى الملفات حبيسة الادراج ان كانت تمثل ادانة حقيقية ؟..ام ان اسلوب ارضاء الخواطر بدعوى الحرص على اللحمة الوطنية والعملية السياسية سيبقى هو سيد الموقف حتى يعلن العراق افلاسه الكامل ويجلس على قارعة الطريق متسولا ؟؟!! اسئلة حائرة تبحث عن إجابات.