23 ديسمبر، 2024 11:06 م

ملفات ساخنة ومخاطر متعددة فى أنتظار العبادي

ملفات ساخنة ومخاطر متعددة فى أنتظار العبادي

واضح للجميع أن المعركة مصيرية وشديدة ما بين الدولة العراقية وجماعات العنف والإرهاب‏ وفي مقدمتها داعش ، إلا أن النتيجة تبدو واضحة ،‏ فقوى الإرهاب يجب أن تخسر المعركة نظرا لأن العراق لا خيار له سوى الانتصار في هذه المعركة المصيرية.
 ومما يثير التفاؤل بتلك النتيجة ، هو أن الشعب العراقي بصورة عامة اختار أن يقف مع الدولة العراقية بكل مؤسساتها المتمثلة بالقوات المسلحة والشرطة وبقية أجهزة الدولة ، ضد قوى الظلام والتخلف خاصة بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة الدكتور حيدر العبادي.
ويبدو أن كلام السيد العبادي في البرلمان يوم السبت 18/10/2014، حول الخطط العسكرية لاستعادة السيطرة على الاراضي العراقية التي احتلتها داعش أثار الارتياح ، خاصة وان الرجل عادة ما يتكلم بصراحة عن التحديات الكبيرة التي تواجه حكومته ، في وقت أعلنت أجهزة الأمن عن تقدم واضح لاستعادة السيطرة على محافظة صلاح الدين التي ستكون بداية لمحاصرة داعش واخراجها من نينوى.
 إلا أن العنصر الاهم للسيد العبادي هو محاولة إعادة الثقة بين العراقيين ، لأن إعادة الروح الوطنية التي طالما تفجرت ما بين جموع الشعب العراقي في لحظات الخطر، للحفاظ علي الوطن ، والحفاظ على أسلوب حياة العراقيين ، والذي أبرز تجليات الوحدة والتسامح والأمل في المستقبل ، رغم قسوة اللحظة.
ورغم تلك التطورات فإن على القائد العام للقوات المسلحة إعادة هيكلة الجيش العراقي وبناءه من جديد على أساس المهنية والانتماء الوطني وفتح باب التطوع في جميع محافظات العراق وتدريبهم وتسليحهم بأحدث الاسلحة والمعدات العسكرية للدفاع عن الوطن بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة كي يعيد الثقة لتلك المؤسسة .
ولقد بات مألوفاً وواضحاً الآن للعراقيين حجم التحديات التي تنتظرهم ، وهذا برأيي يسهل على العبادي الطريق ، خاصة وأن العبادي غير مسؤول عن ضياع المساحات شاسعة من العراق في ليله وضحاها ، وتشير هذه الأمور مجتمعة إلى أن معركة العراق ضد الإرهاب لن تكون قصيرة ، بل ممتدة لأطول مما يتصور البعض.
لذا ، فإن على القوي المحلية والإقليمية والدولية التي تراهن على الإرهاب ، وعلى الجانب الخطأ من التاريخ ، أن تعيد حساباتها بدقة ، فليس من الحكمة ولا الواقعية السياسية خوض معركة مفتوحة مع الشعب العراقي.