23 ديسمبر، 2024 1:09 ص

أنا العراقُ تاريخٌ وحضارةٌ وعلمُ
للانسانيَّةِ فِكرٌها وعِلمُها الحَقُّ يتَكلَّم ُ
أنا مَن ْ للحـَـرفِ و للرياضات مُؤسِّسٌ
سَلوا مَنْ لبابلَ يعرفُ ومَنْ بسومرْعالمُ
أنا مَنْ أولَّ مَنْ للانسانيَّةِ شرَّعَ قانونا
للعَدْلِ وللمَساواةِ مَسلَّةُ حُمورابي تَضُمُّ
شَعْبي واِن تعــــدَّدتْ مشاربهُ لغــةً
جُـــذورهُ جَزْريـَّــةٌ بذلكَ الآثارُ لنا تُعلِّمُ
عُلمُ الارضِ عَنْ عصورٍ خَلَتْ يُحدَّثُنا
لجزيرةِ العربِ جَدْبٌ أصابَها وللعيشِ هَمُّ
فانْتَشرَتْ قبائلُها شمالا شرقا وغربا
فأنشئَتْ لهم أمًّة بين المُحيطِ والبَحرِ التمُّوا
أمَّةٌ على الفكرِ والادَبِ لها أسَّسَتْ مُقوِّماتٍ
يـُـؤكِّــدُها القرآنُ بلغةٍ قوامُها بيــان و حِكَمُ
أنَّ الجاهلــــيَّةَ بالديـــنِ بالدين جهالةٌ لاأميَّة
فالشعر والادب مَهرجاناتٌ لهما في عُكاظٍ تُقامُ
أنا مَنْ على الضيْمِ والذلِّ يوماً ما صَمَتُّ
سَلـــوا ذي قـــار عنِّــي يـــومَ دُحِــرَ فيها العَجَـمُ

أنا أنتمي لأمَّــةٍ يعرفُ التاريخُ عزمَها
يوماً لخمسةٍ مِنَ القرونِ قِـدتُها لها يَشْهــدُ العالمُ
أرضُها لأنبياءِ اللهِ مَهْدٌ وللدياناتِ انطلاقةٌ
برسالاتِ الله للعـــبادِ مُبشِّرةٌ للانسانية عِلماً تُـعلِّمُ
أقرأوا القرآنَ بتدبُّرٍ ولِما جاءَ فيهِ افهَمُوا
فما أقـــولهُ مني ليس اجتهاداً بل اللهُربنا العالمِ يتكلَّمُ
أبو أنبياء اللهِ الخليلُ ابراهيمُ بأمانةٍ يُحدِّثُنا
فهوالأمينُ وللهِ خليلٌ انْ تكلَّمَ صدقْ لا يَخيبُ لهُ كلامُ
أبو الأنبياءِ اللهُ بجلالهِ عنهُ يَخْبرُنا مادحا ً
في أور مدينتي ولد وترعرع ولبقية الامة جُعِلَ امامُ
برسالةِ السماءِ انطلقَ مبشرا وللاسلامِ داعياً
دينُ اللهِ ،للهِ يُستَسْلمُ طاعــةً وللعــدلِ اقامـةٌ وســلامُ
بلَّغ الامانة للعَربِ يومَ لبيتِ اللهِ في الكعبةِ طافَ
ومع ولــده اسماعبل يقومانه ولــه فيه اليـوم أثرٌ ومقامُ
واسحاقٌ لاسماعيلَ أخٌ في بلاد الشامِ بالاسلام ِ
يبشِّرُ بين اهـــله من آل ابراهيم لـرب اخوة وعَمامُ
تلك أرضٌ لابراهيم وآلهِ اللهُ لهُم سكنا وعَدَ
وآل ابراهيم القـــرآن يبيِّنَهُم عربٌ وعِبريون لاأعاجمُ+
والعِـــبريَّة مصطلحُ لابراهيم وآلـــهِ مِمَّنْ
لنهرِ الفُــراتِ عبروا حيث لفلسطينَ وطناً لهمُ يؤمّــُوا
فلسطينٌ لأبناءِ أمَّتي وا شقَّاءٍ لهُمْ اللهُ وعدَ
فلا للصهيونيَّـــة كانَ مكانٌ ولا لليهوديَّـةِ يومَها اِسْمُ

فآل يعقوبَ ابنَ اسحاقَ بعبد اللهِ سُمِّيَ مَعْنىً
في العبريَّة تعني اسرا ئيلَ لا اصلا لشَعْبٍ يُوسَمُ
ومَن باليهودية دينا آمنَ ولمناسِكِها يُمارسُ
فاليهودية دينُ لاأصلاً عِـلمُ الأجناس للعالَمِ يُفَهَّـمُ
أنا العراقُ بما على أرضِي قد جَرى عليمٌ
فالكلُّ جزريون علــمُ الآثارِ بوقائعه لنا يخبرُ ويرسمُ
حيثُ يوما خُــصوبتي ونَهريَّ للمحتاجينَ
كانت مئابا من جزيرة قدامي العربِ في كنفِها التَمُّ
أرضُ الله للناسِ مَسْعىً انْ بهِم عُسرتْ
اللهُ للبشرِ يَخبرُ للقَحطِ لا تستسلموا فارضُهُ هِيمُوا
أنا العراقُ مع الفرسِ كانتْ لي قصصٌ
تفرعنَ كسراهُمُ فطَغى لا خلاق ٌ تَحْكُمهُ ولا قِيَمُ
فهبَّ شَعبْي عن كرامةِ العربِ وسمعتهُمُ دفاعا
فالتحَمُوا في ذي قارلِغُرورِكِسرى فارسَ يُحطِّموا
للأسلام في انطلاقتهِ كنتُ مثابة شَعْبٍ
للنصرِرايتَهُ رافِعاً لكسرى جبـروتِ الظُّلمِ بذلٍّ يَهزِمُ
فالتقى مثنى بني شيبان وأبن أبي الوقاص
في القادسية هَــزما بني فارس في مَلْحَمةٍ لا ترحَــمُ
فكانَتْ للاِسلامِ ملحمةً مِن الفرسِ ليَ تُحرِّرُ
الي الشامِ جحافلها تُزمْجِرُبغسَّانَ مُلتحمةً فيُهْزَمْ الرومُ
فأنا واِنْ عَليَّ جارَالغزاة بغفلـــةِ شعبي يوما
فالنَّصرُ في شَعْبي مُتأصِّلٌ اِنْ صَحى فالغزاةُ يُهْزَمُوا

ما كُنْتُ يوماً الاَّ للعُروبةِ والاسلامِ نصيراً
فالعـروبةُ للاسلامِ لغةٌ وحِكمةٌ اللهُ لقدرِها يَحْكِمُ
وما قتلُ الحسينِ على أرضي الاَّ فتنــةً
خلفَها أحفادُ كسرى ومَن يواليهم لهزيمتهُمُ انْتِقامُ
أبعدَ هذا للفرسِ أنسى تاريخاً أسوداً مُظْلما
للاسلامِ مُشوِّهاً للعروبةِ مُحْتقِرا للمَجوسيَّةِ ينتقم ُ
أنا عراقُ العِـزِّ العروبـَـةُ لامَّتي هويَّــــةٌ ٌ
مَنْ يعيشُ في كَنفي لها مُحْتــرِم ٌ كَغَيرهِ سيُحتَرَمُ
فليَفْهَمْ مَنْ لأمَّتي حِـــقداً وعَـداوةً يَضْمـــرُ
أنَّ شَعْبي عَريقٌ عِدوانٌ على أمَّتهِ بِعزٍّمنهُ سَيَنْتقم ُ
فيا شعبي الكريم لتاريخك بعز ونخوة تذكر
رصَّ الصفوفَ من العُملاءِ طَهِّرْها لعُروبتك احْتَرِمُ
للاِنسانيَّةِ أنا تاريخٌ للعروبةِ والاسلامِ مثابةٌ
بغدادي عربيَّةٌ للعَربِ مَصْدَرُعِزٍّ بكرامَتِها يتيمَّمُوا
فمَنْ على تاريخِها وعروبتِها لعنصريَّةِ يعتدي
فليسَ لتاريخِي ينتمــونَ واِنْ أدعوالأدياني هُمُ يَنتَمُوا
أنا لِكلِّ الدِّياناتِ كُنتُ مَدرســةَ عِـلمٍ وفِقهٍ
لكنَّ شَعْبي واحــدٌ جَزْريِّ الأُصولِ فَلْيَفْهــمْ المُتَوَهِّـمُ
كونوا في وِحْدتِكُم لأُمَّتكُمْ قِدوةً بكُم تُقتدِي
فوِحِــدةُ الامَّةِ للجَميعِ صونُ سيادةٍ تسودُها للأُمَّةِ قِيَمُ
لا عُنْصريَّةٌ ولا على أُمَمِ الأرضِ تَعالِــياً
أنَّما سَماحَةٌ ومَحَبَّةٌ في ظِلِّ َدْلٍ لقِيَمِ الانسانيَّةِ مَحْـرَمُ

ليسَ مِنِّي مَنْ للعُروبةِ يُظْهرُ حِقْداَ وكراهةً
قدوتُنا رسولٌ كريمٌ يالعروبة يَعْتزُّ وباحترامها يَهْتَمُّ
تَذَكَّروا لِصاحبهِ سلمانِ الفارسي مُحـَــــذِّراً
يومَ رآهُ مِنَ العربِ مُتأفِّفاً فالعِرقُ دَسَّاسٌ، ومِنهُ تَعَلَّمُوا
فكُرُهْ العربِ عند الرَّسولِ مكروه يتبعه حساب
المَقْــعَدُ في النارِ، فيا كارهِي العَـربِ ألا للرسولِ تَفْهَمُوا
اِنْ كرهتَ فيهِم حاكِما ظالِما خاطبهُ دونَ تقيَّةٍ
لا تُحَمـِّل اوزار الطُّغاة ِ لكلِّ العَربِ يا حَاقدا لا تُعجَـمُ
لا أقولُ عِنِّي ما التاريخُ لا يعرفهُ تفصيلا ًودقَّةً
مَنْ في قَولي لديهِ شُكوكٌ وهَواجسٌ فالتاريخُ عَنِّي يَتَكلَّمُ
أنا العراقُ لتاريخي بافتراءاتِ الأعاجمُ لا تُلَوِّثوا
فالاعـاجِمُ بشعوبيَّتِهٌمُ على الامَّةِ دسُّوا افتراءاتٍ تُوهـِــمُ
أنا بأحداثِ استشهادِ الحسينِ عليمٌ وخبيرُ
فتنةٌ فارسيَّةٌ للاسلام ِثأراً منهُ لقيمهِ تَهْدِم ُ
لسيرةِ لامامِ عليٍّ عُودوا وبدقَّةٍ تأملوا
فنهجُ البلاغةِ غيرَالمُحَرَّفِ لها يَحْفظُ لتَفْهَموا
ماكان للخلافةِ غاوِياً بل وزيراً مستشارا
بصراحةٍ يقولُها ويؤكدُ للاسلامِ خيرا لمَنْ يَفْهَمُ
أنا يا ابناء شَعْبِي عراقُكُمُ لِما أقولُ افهمُوا
أمَّتَكُمْ أمَّتـَكُمْ ثُمَّ أمَّتَكُمْ لا يَفْتَنَنَّكُمْ أعداءٌ أعَاجِمُ+

+أعاجم تعني غير العرب.
ملاحظة:- تلك قصيدة بلسان العراق تُرْوى.