أنتخابات مجالس المحافظات تنافس نبيل لتقديم الخدمة , وملحمة لأزاحة الفاسدين المجتمع اليوم يعترض كثيراّ على تردي الواقع الأمني سوء الخدمات وأزمة السكن والبطالة وعدم وجود المدارس النظامية والطرق والبيئة وغياب التخطيط , الأعتراض والغضب الشعبي يحرك الرأي العام للشعوب لتشخيص الواقع والبحث عن حلول , وهذا الحلول لا تأتي لمجرد الأعتراض إنما بالمشاركة ولكن المشاركة الصحيحة النوعية وليس الكمية .
سبب هذه الازمات إفتقار الأفكار والتخطيط الستراتيجي وتفشي الفساد الأداري الذي قدم المحسوبية والمنسوبية والحزبية والطائفية على حساب الكفاءة , وهذه السياسة افقدت القائمين على السلطة إمتلاك زمام الأمر بالسيطرة على أدارة الدولة عامة والمحافظات خاصة , وجعل المحاصصة سبيل لتنمية الحيتان الكبار التي صنعت لنفسها مماليك خاصة يصعب السيطرة عليها , مافيات الفساد بأمتلاكها للقوة والنفوذ والمال والحماية جعل منها عفاريت وأخطبوط يمد مخالبه بكل الأتجاهات , من استخدام ذلك النفوذ بالأرتباط بالمافيات الأكبر وأطلاعها على الملفات وكانت شريكة ومساهمة في الفساد والسرقات والنهب العلني , رؤوساء القوائم بهذا الأسلوب فقدوا السيطرة على قوائمهم الأنتخابية وأحزابهم لوجود المنتفعين حول كل واحد من هؤولاء ولم يقتصر خطرهم على الدولة والمركز الوظيفي إنما أمتد ذلك ليكونوا تهديد لنفس القائمة وفرض بقائهم وإعادة ترشيحهم مرة أخرى رغم وضوح حالات الفساد والفشل في أدارة الملفات الخاصة بواجباتهم ,وأمتلاك تلك العناصر ملفات الأدانة والمشاركة مع الأخرين .
اليوم نرى هنالك الكثير من القوائم تعيد نفس الأسماء والشارع يتسأل هل إن رئيس الحزب والقائمة لا يعرفهم ؟! بالطبع الجواب لا فمن مسؤوليته السؤال والتحري لتشكيل فريق عمل متكامل ؟!
لكن المشكلة إن أغلب رؤوساء القوائم ومرشحيها اصبح همهم كيفية الوصول للسلطة والمحافظة عليها بأي وسيلة , مثل تلك القوائم البعض يعتقد ان التحالفات فرضت مشاركتها ولكن الوطنية وطبيعة المهمة لا تستوجب شراكة المفسدين , مما دفع رؤوساء الاحزاب اتباع اساليب بعيد عن ما هية الديمقراطية وإستغلال النفوذ وسطوة هذه الحيتان على المال العام لأستخدامها للترويج لبرامجها كتحريك المشاريع المعطلة أو الوعود الكبيرة , لذلك استخدموا التخفي تحت مسميات الرموز ولم يسعوا لتنمية الأليات الديمقراطية ومحاولة استغفال الشارع والمواطن البسيط الذي لا يعرف سوى رئيس القائمة .
غياب برامج تلك الكتل وفشلها جعل منها تستخدم الشعارات الطائفية والوعود لتكون أقصر الطرق للوصول للمنصب , الطبقات المثقفة وصلت الى مرحلة من النضوج السياسي ولكن البعض منها لم يمارس الدور الحقيقي كونه عنصر أشعاع في المجتمع ويفسر ما يدور في الساحة , وتشخيص مكامن الخلل وأليات العلاج وإشعار الجميع بالمواطنة وإهمية الصوت وقداسته وإن الشعوب استطاع ان تزيح كبار الطغاة والجبابرة المستخدمين لقضايا المواطن سلم لوصول غاياتهم , الشعب العراقي هذه الأيام إمام مسؤولية كبيرة بين الصالح والطالح بين طالب السلطة والساعي للخدمة , من يملك تاريخ في الدفاع عن المواطن وبين من تاريخه للدفاع عن منافعه والتستر على الفاسدين , الإعتراض لابد ان يترجم لعمل بأختيار الكفاءة والنزاهة والبرنامج والبحث والتمحيص في القوائم وأفرادها , فالجيد لا يستطيع ان يصنع تغيير في قوائم الفاشلين , ومن ثم النزيه لا يدخل بشراكة مع المفسدين , الكرة بيد المواطن لأثبات مواطنته بحسن الاختيار والنجاح في الاختبار .