أستهلال :
المقال الحالي يعتبر كجزء ثاني للمقال السابق ” تحت وفوق الطاولة قابوس ونتنياهو ” .
الخبر :
بثت وكالات الأنباء اليوم 26.10.2018 ، زيارة رئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو الى سلطنة عمان ولقائه بالسلطان قابوس ، وجاء بالخبر ( أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة ، زيارة لسلطنة عمان هي الأولى من نوعها ، التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد ، وشارك في الزيارة كل من رئيس الموساد يوسي كوهين ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات ، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم ، ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس ، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت ، وهذه الزيارة الثانية ، لرئيس وزراء إسرائيلي لعُمان ، حيث سبق أن زارها عام 1994 إسحاق رابين . كما استضاف رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز ، عام 1995 وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي في القدس . وحتى الآن ، لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين ، إلا أنهما وقّعا في يناير/ كانون ثاني ، 1996 ، اتفاقاً حول افتتاح متبادل لمكاتب تمثيل تجارية ، ولكن العلاقات جُمدت رسمياً مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أكتوبر/ تشرين أول 2000 / موقع العربية نيت في 26.10.2018 ) .
النص :
من الممكن القول ، أن أسرائيل تغازل عمان ، لأن سلطان قابوس قد بنى علاقة وثيقة مع العدو التقليدي لأسرائيل ألا وهي الجمهورية الأيرانية ، والعلاقة العمانية الأيرانية تمتد لنحو نصف قرن ، ولتاكيد ذلك ، فقد جاء في موقع / كيوبست – في 18.05.2018 ، التالي ينقل بأختصار ( تعطي العلاقات الإيرانية العُمانية صورة مختلفة تمامًا عن الواقع الذي يخيم على العلاقات الإيرانية في المنطقة العربية ، ففي حين استَعْدَتْ طهران شقًا كبيرًا من العرب ، بفعل طموح التوسع في المنطقة العربية ، وانخراطها عسكريًا في ربيع بعض الدول ، ما أدى إلى نشوب حروب أهلية مدمرة ، تغرد سلطنة عُمان منفردة في علاقة متينة مع إيران ، وتتسم العلاقات بين السلطنة والجمهورية ببعد إستراتيجي آخذ في الازدياد .. ) ، وعن صورة العلاقة التاريخية يضيف الموقع ، ما يلي ( بحكم الجغرافيا وسيطرة البلدين على أهم المعابر البحرية الدولية “ مضيق هرمز ” ، اتسمت العلاقة الإيرانية العُمانية تاريخيًا بالتقارب ، ومنذ تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم في عمان عام 1970 ، حرص على تقوية علاقات بلاده مع إيران ، كما نجح أيضًا بسياسة الابتعاد عن الاصطفافات الإقليمية ؛ ففي وقت تسود القطيعة والعداء بين إيران والمحور الخليجي بقيادة السعودية ، تحتفظ عُمان بعلاقة جيدة مع الطرفين. . ) ، هذه مجرد مقدمة لتاريخ العلاقة العمانية الأيرانية ، وذلك من أجل بناء قراءتنا الشخصية لزيارة نتنياهو لعمان ! .
القراءة : 1 . عربيا قد تعتبر عمان / الدولة الخليجية الوحيدة ، ذات مسار ستراتيجي يحسب بعيدا عن منحى السياسة العربية ، ويسجل أيضا خارج نطاق التغريدة الخاصة لمجلس التعاون الخليجي ، فالبرغم من العداء المستفحل السعودي الأيراني مثلا ، نرى أن عمان لها علاقات وثيقة مع أيران . 2 . أرى أن عمان قد تستخدم لتوصيل رسائل أسرائيلية لأيران ، بالرغم من أن مصر أيضا ترتبط بعلاقة رسمية مع أسرائيل ولكن علاقتها مع أيران ليست بمستوى علاقة عمان / بأيران ! ، كذلك بنفس الوقت أن مصر تنظر الى مصالحها الستراتيجية مع السعودية أكثر من القيام بهكذا دور ! . 3 . أسرائيل تتغلغل في الصف العربي ، وهذا يحسب لأسرائيل ، فكيف كان موقف الدول العربية من أسرائيل .. بعد حرب 48 ، وبعد حرب 67 ، وبعد حرب 73 ، ” كان يتسم بعدم وجود أي علاقة تذكر !! ” ، ممكن قياس هذا بالتحديد ، بعدد الدول التي لديها علاقات الأن / بغض النظر عن مستوى العلاقة ! مع أسرائيل ، هنا نلاحظ متوالية هندسية تصاعدية في مستوى الأتصال عامة بين الدول العربية وأسرائيل بعد هذه الحروب . 4 . من المؤكد أن عمان تنظر الى مصالحها الأقتصادية المستقبلية – مع أسرائيل ، بعيدا عن الموقف العربي العام ، المأزوم بمشاكل جمة ! ووقفت عمان أيضا موقف السياسي المحايد ، من الصراع الأيراني الأسرائيلي ! ، هذا من جهة ، وموقف متزن من الصراع العربي الأسرائيلي ، من جهة أخرى ، ِشخصيا لا أسميه صراعا ، لأنه مرتبط بأزمة الدولة الفلسطينية ! .
” من كل ما سبق : أرى أن كل المواقف الخاصة للدول ، تبنى على أساس المصالح الأقتصادية للدول ذات العلاقة ، بعيدا عن أي مسميات او مواقف أو تكتلات أخرى . ” .