وصف ريتشارد ميلز القائم باعمال السفير الامريكي لدى الامم المتحدة سياسة بايدن في الشرق الوسط بقوله .. حتى تتمكن الولايات المتحدة من استعادة دورها كشريك موثوق بة لا بد من اتخاذ خطوات تعيد الثقة لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لذلك اعاد الرئيس بايدن المساعدات للفلسطينيين التي قطعها سلفه ترامب وكذلك اعاد فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن كما أكد ميلز ان ادارة بايدن ترحب باقامة علاقات دبلوماسية بين اسرائيل واربعة دول عربية ولكن التطبيع العربي الاسرائيلي ليس بديلاً عن عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني لان الرئيس بايدن يؤيد حل الدولتين .. مما يعني هناك خطوات مدروسة وتفهم واضح لمشاكل المنطقة بعد الفوضى التي خلقها ترامب نتيجة الانحياز الكامل لاسرائيل والذي بدوره انهى تمويل وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطنيين (اونروا) وغلق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن فضلاً عن دعم اسرائيل في اقامة المستوطنات والاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لاسرائيل .. هذة الاجراءات المجحفة بحق العرب اراد ترامب ان يلفت النظر عنها بالعقوبات الهزيلة على ايران الذي تعدد بوصفها بتسميات لا تعبر عن حقيقتها واخرها الضغوط القصوى بينما ترك العراق حديقة خلفية لايران وبوابة للعبور ومركز للتمويل في مواجهة الحصار الامريكي، وكذلك الهاء الناس بالتواجد العسكري في منطقة الخليج على اساس ان الحرب قاب قوسين او ادنى الى ان رحل وخذل الجميع في مسرحية هزيلة ضحك بها على ملايين من الناس وترك وراءه سمعة أسوء رئيس مراوغ ومنحاز الى اسرائيل .. اما سياسة بايدن على صعيد ايران يقول جون ألترمان وهو محلل في مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، إن طهران سوف تعود للمفاوضات حينما تشعر انها وسيلة لاحتواء الولايات المتحدة بدلا من التوصل إلى حلول، بمعنى الاستمرار في المراوغة كما حصل قبل 2015 تلافيا لبحث موضوع الصواريخ الباليستية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار .. بينما الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة – مثل إسرائيل – والسعودية يعتقدون أنه لا يمكن العودة إلى اتفاق 2015 مالم يتم اعادة صياغته في اطار رقابة مشددة من غير تحديد سقف زمني للاتفاق مع بحث موضوع الصواريخ الباليستية التي لم يعد تهديها فقط لدول المنطقة وانما لحلفاء امريكا من الاوربيين وكذلك التدخلات في الشؤون دول المنطقة حسب وجهة نظر السعودية التي تقول إنه يجب مشاركة دول الخليج بشأن أي اتفاق جديد، حسب ما اشار الية جون ألترمان .. مما يعني ان كل من الطرف الامريكي والايراني يريد رمي الكرة في ملعب الاخر بسبب انعدام الثقة بين الطرفين، ويقول فريق بايدن إن إيران يجب أن تستأنف الامتثال لاتفاق 2015″، بعد أن رفعت تخصيب اليورانيوم فوق المستويات المتفق عليها، بينما ايران تتهم امريكا بان ادارة ترامب مزقت اتفاق 2015 وعلى ادارة بايدن العودة الية .. بمعنى ان ايران سوف تناور وتطاول من اجل حصر المفاوضات في اطار الاتفاق النووي بالتزامن مع رفع العقوبات وبعدها تبدأ بالشد والجذب والمماطلة سنين طويلة كما فعلت قبل اتفاق 2015 من اجل عدم التطرق الى موضوع الصواريخ الباليستية والتدخل في شؤون المنطقة .. ويبقى السؤال هل ستبلع ادارة بايدن الطعم وهي التي جهزت خبراء من الذين شاركوا في المفاوضات السابقة واستوعبوا مراوغة طهران في الوقت الذي لم يتطرق احد منهم الى موضوع رفع العقوبات مما يعني هناك استراتيجية جديدة للولايات المتحدة تتمثل بالنفس الطويل وهي تطبخ على نار هادئة مسار التعامل مع ايران بمشاركة جميع حلفائها من الاسرائليين والعرب والاوربيين الذين طالما عولت عليهم ايران من اجل حصرها في الزاوية الحرجة لقبول الشروط الامريكية .. واخيرا لا ننسى موضوع العراق الذي أهمل الحديث بشأنه من قبل الادارة الجديدة وكأن العراق لم يعد ذات اهمية وهنا تكمن الخطورة لانة لو ارادت ادارة بايدن الضغط على ايران بشكل جدي سيكون العراق في المقدمة واول من سيتعرض للرقابة البنك المركزي والمصارف العراقية لانها النافذة التي من خلالها تهربت ايران من العقوبات ونهبت اموال العراق لتغذية حروبها في المنطقة.