مع إنتهاء العام الميلادي 2015، وإطلالة العام الجديد 2016، فإن إلقاء نظرة متفحصة على ماکان يمثل و يجسد الخطر الاکبر الذي هدد السلام و الامن و الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط و ألقى بظلاله الداکنة على العالم، فإننا نجد أنفسنا أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقوده حفنة من الملالي المتطرفين الذين يحلمون بالسيطرة على المنطقة و فرض إمبراطورية دينية ذات بعد و عمق طائفي.
خطر هذا النظام و تهديده لايزال مستمرا على أشده ومن السذاجة التصور بإن هذا الخطر قد تم إقصائه أو التخفيف منه ونحن على أعتاب العام الجديد، بل إننا نتصور بإن هذا النظام قد إستفاد من الظروف و الاوضاع الدولية و ملابساته و يسعى لتوظيفها من أجل أن يحقق أهدافه و غاياته عن طرق”دس السم بالعسل”، أو”خلط الحق بالباطل”، خصوصا بعدما طفق هذا النظام يقدم نفسه مع النظام الدموي القاتل لشعبه في سوريا، بمثابة شريکين في محاربة الارهاب، في حين إننا نعلم جميعا بإن مصدر الارهاب و منبعه و بٶرته الاساسية في طهران و دمشق.
المشاکل و الازمات المختلفة التي تسبب هذا النظام بإيجادها و خلقها، إعتمدت على توظيفه للتطرف الديني المعتمد على الارهاب کوسيلة من أجل تحقيق الغاية، وإن الخطأ الاکبر الذي يجب تحذير المجتمع الدولي من عدم الوقوع فيه، هو فسح و إتاحة مجال و مساحة شرعية معترف بها دوليا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کي يتحرك عليها و يمارس نشاطه المشبوه من خلالها، ذلك إن ذلك بمثابة أن تقوم بإدخال الآلاف من الأفاعي و العقارب السامة في الاماکن المأهولة بهدف القضاء على الافاعي و العقارب السامة، وهو کما يبدو مجرد خداع للنفس و الرکض وراء وهم لاوجود له!
هذا النظام الذي أثبتت الاحداث و التطورات و المستجدات من إنه أساس و جوهر معظم المشاکل التي تحدق بالمنطقة و العالم و يکفي أن نعلم بإن نفوذه و هيمنته على أربعة دول عربية هي السبب ليس في تفاقم الاوضاع و وخامتها بهذه الدول وانما في المنطقة بأسرها، ولذلك فمن المهم جدا الانتباه الى إن الخطر سيبقى محدقا بالعالم طالما بقي هذا النظام وإن ضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة بشکل خاص مرتبط جدليا بالقضاء على هذا النظام.
زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، وفي رسالتها التي وجهتها بمناسبة أعياد الميلاد و بدء السنة الجديدة، قدأعربت عن أملها أن “تسود هذه المنطقة رسالة الرحمة والحرية والتسامح وبداية جديدة في العالم وميلادا مستجدا من خلال
التخلص من الدكتاتورية والتطرف الديني. وناشدت المجتمع الدولي بإقامة جبهة دولية ضد نظام ولاية الفقيه والنظام التابع له في سوريا وميليشياته في العراق ومواجهة التطرف الإسلامي الذي هو الد الخصام للمسلميين الحقيقيين والمسيحيين واتباع سائرالأديان السماوية.”، وإن هذا هو الخيار الوحيد أمام المنطقة للتخلص من نظام ملالي إيران الذي يعتبر الخطر الاکبر للمنطقة و العالم. [email protected]