18 ديسمبر، 2024 7:47 م

ملاحظة خطيرة … لم ينتبه لها الجميع عند زيارة بابا الفاتيكان للعراق

ملاحظة خطيرة … لم ينتبه لها الجميع عند زيارة بابا الفاتيكان للعراق

لقد إشرأبت الأعناق وهفت الأفئدة لرؤية مَقدَم بابا الفاتيكان السيد فرنسيس وقد حصلت مُفارقات كثيرة عند زيارته للعراق من لدن الحكومة والشعب معاً حتى أن المنغولي مقتده قد أدرك ضحالة حجمه وضآلة وزنه حينما لم يلتفت اليه البابا ولم يفكر باللقاء به عندما إختلى البابا مع نظيره الكاهن المعمم سستاني في بؤرة التآمر في النجف وهنا أدرك الزمال مقتده ولأول مرة أنه لم يكن بالعير ولن يكون بالنفير وعرف أنه قد أصبح مثل (شمهودة) عندما تلطم مع الكبار وتأكل مع الصغار (الزعاطيط).
ولكن الأهم في الأمر كله والذي يشّكل نقطة خطيرة وملاحظة هامة هو أن جميع الحكومات العراقية المتعاقبة لم تُعر رجال الدين المسلمين ومشايخهم في عموم العراق أدنى إهتمام وأقل إحترام بالرغم من أعدادهم الكثيرة (بگد الزبل) أي بقدر النفايات عندما أهملت وبشكل مُتعمد تنظيف مدن العراق وترميمها وإعمارها والإنتباه لها ولم تقم بتسخير ثروات العراق لشعبه بينما أثبتت أنّ لشخصية البابا وزناً محترماً ومكانة مرموقة يتفوق بها على جميع رجال الدين المسلمين مما يستدعي الإهتمام به والتحضير له فسارعت الحكومة بجميع مؤسساتها العاملة وعقدت العزم للقيام بأعمال النظافة وإكساء الشوارع وتقديم الخدمات لبعض المدن بما فيها الكهرباء الى منطقة أور التأريخية إحتفاءً بقدوم البابا علاوة على الإهتمام به على مستوى جميع الأنشطة الإعلامية والصحفية.
وهنا يتبادر لنا السؤال هل أن الحكومة العراقية تستخف بتوجيهات رجال الدين ولاتستجيب لهم عند مطالبتهم لها برعاية المجتمع العراقي ومنحه حقوقه وتوفير الخدمات له أم أنّ إرادة ومصالح الحكومة ورجال الدين قد إلتقت سويةً لإذلال الشعب العراقي وتحطيم معنوياته والحط من كرامته والانتقاص من حقوقه وأنهم شركاء في سرقة خيرات العراق وقتل أبنائه ومحاولة تسخيف أفكارهم والسعي لتضليل الرأي العام.
وهنا يحق لنا القول لو كان في النجف نوراً ينبعث من رجال الدين وحاخاماتهم كما يدّعون لشمل المجتمع العراقي بذلك النور بدلاً من أن يرزح بالظلام طيلة عمره ولعهود طويلة من القهر والإذلال.
لو كان هناك نوراً في أوساطنا لما بقى العراقيون في مأساتهم ومعاناتهم الى مماتهم على أمل أن يعفو عنهم منكر ونكير في قبورهم بعد مماتهم ويستمهل تعذيبهم يومين او ثلاثة عندما يوارون الثرى في رمال النجف وسراديبها.
متى نفيق من هذه الأوهام ومتى نكون أسياد أنفسنا بدلاً من اللجوء وانتظار كاهن أوروبي فنصفق ونغني له أو الإحتماء بمظلة معمم أعجمي فنقدسه ونهلّل له.