18 ديسمبر، 2024 1:46 م

ملاحظات غير سياسية على قمة بغداد !!

ملاحظات غير سياسية على قمة بغداد !!

99,9 % من هذه الملاحظات تتعلّق بالجانب العراقي , وفي جوانب البروتوكول والتحضيرات والأداء والإستحضارات الأخرى .

لا يمكن الإعتبار بأنّ عنصر الوقت لم يكن كافياً بما فيه الكفاية لإستكمال المتطلبات الفنية واللوجستية للتهيئة للمؤتمر , وقد ظهرت على شاشات الفضائيات بعض الأخطاء او الإشكالات ” الأكثر من ثانوية ! ” والتي كان ممكناً تلافيها مسبقاً . كما أنّ زخم الحضور وهبوط طائرات الوفود – الضيوف بأوقاتٍ متقاربة جداً تصل احياناً الى دقائق معدودة بين طائرةٍ واخرى قد تسبّب بِ

Huge Load اكثر ممّا في العربية من ” عبئٍ كبير او ثقيل , على كلا الرئيسين الكاظمي وبرهم صالح في استقبال القادة العرب من بوابة الطائرة والى الجلوس المؤقت في صالة الشرف الكبرى في مطار بغداد , وثم الجلوس والتحادث معاً في فندق الرشيد – مكان انعقاد المؤتمر , وبدا كأنّه تبادلُ ادوارٍ عاجل او متعجّل بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في : مَنْ يستقبلُ مَنْ , من الضيوف ومستوى تمثيلهم من ملكٍ الى رئيسٍ او أمير , وكان استقبال الوفود على مستوى وزراء الخارجية يقع على عاتق السيد فؤاد حسين وزير الخارجية . وبالصددِ هذا فلا بدّ من الإشادة بالقائمين على السرعة الفائقة في تبديل اعلام الدول عند وصول الضيوف الى صالة المطار , وبما فيهم وزراء الخارجية الضيوف , لكنّه لوحظَ عدم وضع علم الجامعة العربية ” بجانب العلم العراقي ” اثناء استقبال السيد احمد ابو الغيظ امين عام الجامعة , وقطعا فلم يكن ذلك مقصوداً بل جرّاء السهو او الإرباك البروتوكولي المكثّف .. وبِعَودٍ على الملاحظات المشار لها في عنوان المقال , فلوحظِ اوّل ما لوحظ , ومن قبل أن يحطّ الرحال ايّ من الملوك والرؤساء في ارض المطار , أنّ السجّاد الأحمر المفروش المخصص لإستقبال القادة والزعماء ” كما في معظم الدول ” كان طويلاً جداً ويمتدّ لمسافةٍ تتطلّب المشي والسير الطويل ” ولم يحصل ذلك في العراق من قبل ! ” , وكان ذلك من اولى الأخطاء , وقد اقتضت المقتضيات عدم اجراء مراسم استعراض حرس الشرف , لما يتطلّبه ذلك من بعض الوقت , والذي قد تهبط طائرةٌ اخرى واخرى اثناء اداء هذه المراسم المفترضة مع كلّ الزعماء والقادة الضيوف .

ودونما تسلسلٍ في هذه الملاحظات ” وقد نبدأ من الأخير او ننتهي عند البدء .! فقد كانَ لافتاً للنظر وبدرجةٍ حادّة ظهور السيد الكاظمي ” اثناء انعقاد المؤتمر” والى جانبيه وزيرا الخارجية والماليّة ! ودونما حضور لرئيس الجمهورية .! < ولا أحد بمقدوره التكهّن او التنجيم عن ضرورة وجود وزير المالية بجانب الكاظمي .! ولو كان وزير الثقافة – الناطق الرسمي لرئاسة الوزراء , لكان الأمر اهون قليلاً .! > , بينما ملكٌ ورؤساء وأمراء هم المؤتمرون ولا حضور لرئيس جمهورية العراق ” حيث لم تُظهر التلفزة مكان وجوده اثناء انعقاد المؤتمر ” .! , كما لفتَ الأنظار أنّ وزير الطاقة لدولة الإمارات هو مَنْ قام بإلقاء كلمة الإمارات رغم وصول الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء الإمارات الى بغداد , واغلب الظّن أنّ وراء ذلك سببٌ فنّيٌ عارض .!

هنالك لفتة حادّة اخرى , ولعلّها اكثر حِدّة من سواها من هفواتٍ اخرياتْ , فخلال مرافقة الرئيس برهم صالح للرئيس الفرنسي ماكرون بإتجاه مكان الجلوس والإستراحة , فقد بادر الرئيس برهم بالجلوس قبل ماكرون ! وكان ذلك من كبائر الذنوب البروتوكولية اللواتي لا تُغتفر في الفقه الدبلوماسي .! لكننا نراها هفوة متسرعة وسهواً دونما قصد , لكنه وبالمقابل وما أن جلسا الرئيسان معاً , وضع الرئيس ماكرون ساقاً على ساقٍ في حركةٍ عفويةٍ جدا , بينما بادر الرئيس برهم بنفس الحركة ايضا .! < وفي الواقع طالما جرى الحديث في الإعلام العربي منْ أنّ الشرقيين والعرب بشكلٍ خاص يعتبرون ذلك كنوعٍ من عدم الإحترام , بينما المسألة لدى الغربيين هي اكثر من طبيعية > .!

ملاحظةٌ اخرى نختزل بها ملاحظاتٍ أخرياتْ ” لا يتّسع المجال والوقت لإدراجها هنا ” , فمنَ الجانب الإعلامي , فَلَمْ يجرِ إظهار وتصوير مغادرة مواكب الزعماء والرؤساء المشاركين في المؤتمر لمطار بغداد وصولاً الى مكان انعقاد المؤتمر < كما جرت العادة في الإعلام العراقي الرسمي وايضاً بما يُسمح له لبعض الفضائيات العربية > , واغلب الظن ” وليس كلّه ” أنّ ذلك ازاء اعتباراتٍ فنيّة خاصةٍ وليست أمنيّة ” قد تتعلّق بشكلٍ او بآخرٍ لمقتضيات – الإخراج الصحفي او الإعلامي – ومن نواحٍ اداريةٍ الى حدّ ما , مهما كانت ضئيلة .! , وتبقى الأسباب المجهولة هي سيّدة الموقف في هذا المضمار الحارّ .!

الى ذلك , فسيكولوجياً وسوسيولوجيّاً فإنّ كلّ العراقيين يحتفون ويحتفلون بهذا الحضور الدولي للعراق , وخصوصاً بالضد من جماعاتٍ واحزابٍ واطراف اخرى , ولا نشكّ أنّ ذلك سيغدو له تأثيراتٍ حيويةٍ ما في الإنتخابات القادمة .!