18 ديسمبر، 2024 5:11 م

ملاحظات أولية على درس القراءة للصف الرابع الابتدائي

ملاحظات أولية على درس القراءة للصف الرابع الابتدائي

هلا تفاعلت إدارات المدارس مع طلابها ، هل استوقف هذه الإدارات تمعن وزارة التربية في تقديم الاعقد والاصعب لطفل لم يبلغ العاشرة من عمره ، وهلا استفسرت هذه الإدارات من وزارتها ومن خلال تدريسها مواد الصف الثالث أو الرابع الابتدائي عما تقدمه من مناهج قد تثير الرعب في نفس التلميذ وتدفعه للتمرد ، وربما كانت المناهج سببا في التسرب .
أن ما قدمه منهاج القراءة العربية للصف الرابع الابتدائي على سبيل المثال ، من مفردات يصعب علينا نحن الكبار قراءتها للوهلة الأولى ، ومثالنا على ذلك المحفوظات التي تفتقد سلاسة العرض وتفتقد عنصر التشويق احيانا ، ومنها ما جاء في محفوظة ، اداب الطريق .
أنا أمشي في طريقي بهدوء واعتدال
سائرا فوق رصيف. عن يميني أو من شمالي
ليس في نصف الطريق
أنا أن سرت بدربي لم اكلم أحدا
أنا لا العب يوما في طريقي ابدا
ذلك عيب في الطريق
قد أرى يوما رفيقي. فاحييه بعطف
وان سرت وإياه. تكلمنا بلطف
تلك اداب الطريق
أن أتت سيارة. ملت عنها وانتبهت
وان جاء قطار قادم نحوي ابتعدت
خوف إخطار الطريق
اسأل من وضع هذه المحفوظة في منهج الصف الرابع للشاعر محمد الهراوي أن يقرأها هو ويحفظها بدلا من طفل في التاسعة من عمره وهو يتنقل بين سطورها المعقدة ، أو أن يطلب صاحب هذا المنهج من طفل أن يقرأ ما ورد في درس (من مأثر أجدادنا) وإغاثة الملهوف ، وتسلية المكروب ، أو كلمة خلقا وخلقا ، أو إلى أن شاطره الرغيف ، أو قول الغلام استحت عيناي من عينه ، أو سؤال الامام الحسن (عليه السلام) للطفل العبد ، غلام من انت ؟ قال غلام أبان بن عثمان ، فقال الامام الحسن ( عليه السلام ) والبستان ، قال العبد لآبان ايضا . قال الحسن أقسمت عليك لابرحت حتى اعود اليك ، عند مفردة لا برحت ثار طفلنا قائلا ، أنا لا افهم أي شئ ، ما معنى لآبان ، وما معنى برحت ، وما معنى أقسمت عليك .
أن القصة جميلة تتكلم عن مأثر أولياء الله ، ولكن لا تقص لطفل في التاسعة وفي القرن الواحد والعشرين وفيها مثل هذه المفردات العربية الأصيلة صعبة اللفظ والطاردة للتركيز . وربما ذوي الطفل من الأميين .
أردنا من كل ما تقدم أن نقول لمن أقر مفردات مناهج الصفوف الابتدائية الأولية على الأقل أن يراعي عقلية طفل يافع ابتلى ذويه بما يفعله الموبايل ، والمبتلى بما هو قارئ أو سامع من مفردات لغة العرب الصعبة أو بما يعرضه العلم الحديث في العلوم والرياضيات والفنون ، ونود أن نذكر من يتقصد تعقيد التعليم في العراق ، أننا كنا تلاميذ في الخمسينات أو الستينات ، وكانت مناهجنا مبهرة تقدم كل شئ وحسب اعمارنا ، مما كان له كل التأثير علي وعلى اقراني من أن نكون جد مؤهلين للإقبال على العلم ومن ثم كنا جد مؤهلين لتقبل المناهج الجامعية أو تطبيق قوانين الدولة عند تقلدنا الوظيفة الحكومية .
أن صعوبة الرياضيات أو القواعد أو المواد المنهجية الأخرى كانت اضافة الى الكثير من المدارس الطاردة من أسباب التسرب ومن أسباب انتشار الأمية ، راجين من وزارة التربية أن تطلع على مناهج دول العالم المتمدن وتقدم ما هو مقبولا للطفل والبالغ معا ، وما هو أكثر ميلا للحياة العملية ، وان ما قدمناه كان ولا زال حديث العائلة العراقية ، وموضع شكواها ، اضافة الى كونه مادة كثيرة العرض والتعليق في وسائل الإعلام ، والحليم تكفيه إشارة الإبهام ……