18 ديسمبر، 2024 11:52 م

ملاحظاتٌ خاصّة على زيارة السوداني لواشنطن

ملاحظاتٌ خاصّة على زيارة السوداني لواشنطن

على الرغم من أنّ المكتب او الوفد الإعلامي المرافق لرئيس الوزراء كان يزوّد وسائل الإعلام العراقية ” اوّلاً بأوّل ” بتفاصيل الزيارة والمنجزات التي انجزها السيد السوداني ” من قبل عودته الى بغداد ” وخصوصاً الإتفاقيات ال 18 التي عقدها مع الجانب الأمريكي , وخصوصاً مع وزراء الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي , ولا يمكن تأكيد او نفي ما جرى التباحث حوله ممّا لايمكن نشره .!

هنالكَ ما هو اكثر من مطبّاتٍ وعلائم استفهامٍ مجسّمة وذات أبعاد تخللّت هذه الزيارة الميمونة , فاللقاء القصير المشترك بين الرئيسين < والذي لابدّ أن جرى تحديد مدّته مسبقاً وفق البروتوكولات الرئاسية الأمريكية ومتطلباتها الضرورية > فلوحظَ عن كثبٍ وأمام عدسات التلفزة الأمريكية , أنّ الرئيس بايدن تعمّدَ النظر الى ساعته اليدوية قبل انتهاء اللقاء .! وفي ذلك إشارةٌ لها ما لها من دلالاتٍ وأبعادٍ , ممّا لم تحدث اطلاقاً مع ايّ رئيسٍ او رئيس وزراء دولةٍ ما , التقى مع الرئيس الأمريكي سابقاً وحتى لاحقاً .!

   أثناء وخلال المؤتمر الصحفي المتلفز للرئيس السوداني في واشنطن , شاهدَ ورأى الجمهور في كلّ دول العالم كيف أنّ شقيقة المخطوفة < اليزابيث تسوركوف – التي جرى اختطافها في العراق منذ شهورٍ عدّة من قبل احدى الفصائل المسلحة والتي دخلت الى العراق بجواز سفرٍ روسي واخفت جوازها الإسرائيلي > قد قاطعت حديث السوداني اثناء المؤتمر , وتهجّمت عليه بكلماتٍ نقديةٍ حادّة , واتّهمته بعدم قدرته على السيطرة على الميليشيات والفصائل , لكنّ الأمر اللافت للأنظار والأبصار أنّ رجال الأمن الأمريكيين والمشرفين على تنظيم هذا المؤتمر الصحفي , لمْ يتدخّلوا لإيقاف هذه السيدة ” شقيقة الرهينة المخطوفة وتهجّمها على رئيس الوزراء العراقي ومقاطعة المؤتمر الصحفي , بالرغم من أنّ تلك المقاطعة استمرت لبضعة دقائق .! , وهذا لم يحدث من قبل عند مقاطعة حديث حتى أيّ مسؤولٍ امريكي .! , ربّما يجري تفسير ذلك من بعض الزوايا الإعلامية أنّه مُدَبّر مسبقاً من بعض الأوساط الأمريكية , ودونما ايٍّ من ادوات الجزم المسبق .!

ثُمَّ , وبإختزالٍ مختصر ومُكثّف حول صفقة الأسلحة التي عقدها رئيس الوزراء العراقي مع الأمريكان وبقيمة 550 مليون دولار امريكي , وتحديداً لإستيراد طائرات اف – 16 فهذا هو المؤلم او المحزن .! فالصفقة السابقة التي استوردها العراق منذ سنواتٍ , كانت صواريخ هذه الطائرات في المدى الأقصر ! ممّا تزوّدت به كافة الدول التي حظيت بهذه الطائرات , ثمّ أنّ التقنيات والتكنولوجيا المتطورة لهذه المقاتلات المصدّرة الى العراق تختلف جذرياً وكلياً ايضاً عن مثيلاتها للطائرات المصدرة للعديد من دول العالم , مؤدّى ذلك يعود ” على الأقل ” لتحسّب الأمريكان من تسرّب او تسريب اسرار الطائرة الى دولةٍ اخرى كأيران اولاً وروسيا ثانياً , وخصوصاً بما يتعلّق بالتعرّف على اسرار معادن السبيكة التي يُصنع منها هيكل هذه المقاتلة , ويضاف الى هذا الخطأ الستراتيجي بأنّ الأمريكان سوف يتحكّمون بإيراد او منع ارسال وتصدير الملحقات والأجزاء الأحتياطية والصواريخ والذخيرة الى العراق متى ما شاؤوا .!

كان الأجدر الإقتداء بدولة مصر في استيرادها لمقاتلات ” رافال ” الفرنسية المتطورة , تجنّباً في الوقوع في شِرك ملابسات الإعتماد للحصول على متطلبات اف – 16 وما تفرضه من شروطٍ اقلّها ماليّة باهضة .!