18 ديسمبر، 2024 11:29 م

ملابسات + مداخلات في محاولة اغتيال الكاظمي

ملابسات + مداخلات في محاولة اغتيال الكاظمي

منذ منتصف نهار يوم السبت الماضي , وإثر تصريحات الوعيد لبعض قادة الفصائل المسلحة لرئيس الوزراء تحديداً , كان متوقعاً في الوسط الصحفي وحتى لدى شرائحٍ من الرأي العام أن تتعرّض المنطقة الخضراء في تلك الليلة ” او التي تعقبها على ابعد تقدير ” الى قصفٍ غير تقليديٍ بصواريخ الكاتيوشا ” كما كان يحدث سابقاً ” , دون معرفة استهداف منزل الكاظمي .

وكان على اجهزة المخابرات والإستخبارات العراقية ان تأخذ على محمل الجد بما يفوق رؤى المراقبين ووسائل الإعلام وسواهم في هذا الخطر الأمني القائم .

كان مفترضاً والى درجةٍ بعيدة أنْ تحوم طائراتٌ مروحيّة عسكرية وربما طائرات درونز وغيرها في سماء بغداد والمنطقة الخضراء , وتقوم بمهامٍ استطلاعية مكثّفة والى ساعات فجر السبت \ الأحد وللأيام الأخرى , وكذلك طيران قوات التحالف والقوات الأمريكية , في محاولةٍ مركّزة لإكتشاف ايّة مواقع او نقاط قد تنطلق من منصات صواريخ وبشكلٍ فوري والرّد عليها . ولم نسمع في الأخبار اذا ما حدث ذلك ” في الجوّ ” او لم يحدث.! , وفي كلتا الحالتين فالمصيبةُ كانت اعظم .

   لاندري لماذا لم يقم السيد مصطفى الكاظمي بتغيير مكان اقامته في منزله وسيّما منامه الى مكانٍ غير معروفٍ آخر في ” الخضراء او خارجها ” في تلك الليلة ومن قبل ان يبدأ ليلها .! وخصوصاً أنّه كان رئيس جهاز المخابرات سابقاً , وكذلك لمَ لمْ يقدّموا مستشاروه الأمنيّون هذه النصيحة .! ” ولعلّه جرت مثل تلك الإستشارة او النصح ورفضها رئيس الوزراء ” لكنها ملاحظة افتراضية على ابعد تقدير .! , كان من المتوجّب استباق النظر أمام التهديدات والتصريحات العلنية الحادّة لسادة وقادة الفصائل المسلحة , وهذا ما لا يُغتفر في عالم الإستخبارات والأمن على صعيد الدولة ورئاستها .

   إنّ ما حدثَ قد حدثْ , وجرى استيعابه واحتواؤه وتصعب اية محاولةٍ اخرى لإستهداف الكاظمي والى حدٍ بعيد , لكنّ الأشد خطورة ” ضمن معادلة وحسابات استهداف مركز الدولة عبر التفجيرات ” , انّما يكمن ويتجسم في الإعلان الأخير على نتائج الإنتخابات ومصادقة مجلس القضاء الأعلى عليها خلال الأيام المقبلة , وما قد يترتّب عليها , وكأنها قنبلةٌ موقوتةٌ وشديدة الإنفجار , طالما دخلت طائرات الدرونز ” ضمن هذا التكتيك والتكنيك ” في العملية السياسية , وقطعا فهي ليست الوسيلة الوحيدة ولا الفريدة .

  بلوغ مرحلة فرض الإرادات عبر وسائل العنف وآليات TNT قد اتخذ منحىً جديدا لم يحصل حتى عبر حكومات ما بعد الإحتلال , والأمر يبدو مرشحاً لما هو ابعد من استهداف رئيس الوزراء .

الى ذلك ومشتقاته , لوحظ مساء امس انتشار خبرٍ تناولته بعض السوشيال ميديا بحرارةٍ مؤسفة دونما تمحيصه , والخبر يكمن في استهداف رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان , والخبر كان إشاعةً فقط وعلى ما يبدو , وسرعان ما جرى نفي وتكذيب الخبر من مجلس القضاء الإعلى , وكان واضحاً أنّ ذلك ليس سوى ” رسالة ” خاصّة للسيد زيدان ولمفوضية الإنتخابات بغية محاولة التأثير على اعلان النتائج النهائية للإنتخابات , والتي قد تعتبرها بعض الأطراف والجهات وكأنه انقلاب عاليها الى سافلها والعكسُ بالعكسِ ..

الوضع الراهن – المرتهن مرشّح والى حدٍ غيرقليل لنشر مثل تلك ” الرسالة ” وربما الى اكثر من جهةٍ حكومية , وعلى وسائل الإعلام المحلية ووسائط التواصل الإجتماعي توخّي اقصى درجات التدقيق في نشر مثل تلك الأخبار , وعلى الرأي العام ايضاً التحصّن الذاتي المسبق في التعاطي مع مثل تلك الأخبار والرسائل التي لا تحمل تواقيع اصحابها الفعليين . وقد دخل العراق الآن في أتون مرحلةٍ شديدة الحساسية ومحفوفة بالأخطار غ