22 نوفمبر، 2024 7:48 م
Search
Close this search box.

ملابسات حادثة مقتل شاب “الهوير” في البصرة

ملابسات حادثة مقتل شاب “الهوير” في البصرة

عندما أكتب عن شئ، أتحرى عنهُ أولاً وأجمع المعلومات، لأن الكتابة أمانة ثقيلة يجب على حاملها أن يتحلى بالمصداقية والموضوعية بعيداً عن الأهواء والخوف.
حادثتان شغلتا الرأي العام العراقي في الأسبوع الماضي، حادثة وفاة الدكتورة رفيف الياسري(أشهر طبيبة تجميل في العراق) وحادثة وفاة شاب متظاهر من منطقة الهوير في محافظة البصرة، لكن الأولى طغت على الثانية، سواءً بإهتمام الإعلام أو الجهات الأمنية، ولا أدري لماذا؟! هل لشهرة الأولى وومجهولية الثانية؟ أم لأن مكان حادثة الأولى العاصمة بغداد والثانية محافظة البصرة؟
بما أن الإعلام سلط الضوء على الأولى، وتقريباً تجاهل الأخرى، وجب عليَّ محاولة كشف ملابسات الثانية، لا سيما أن أسباب وفاة الشاب واضحة، ليس كما في قضية وفاة الدكتورة الغامضة، فأتصلت بأحد أصدقائي في البصرة، وتم تزويدي بالمعلومات التالية عن الحادث من مصادره الخاصة:
السلام عليكم صديقي
عليكم السلام استاذ
هل تتمكن من جلب معلومات حول مقتل شاب الهوير ومن يقف وراءه؟
نعم سأحاول ثُمَّ أرسلها لك
شكراً صديقي
بعد ذلك بعث لي الصديق رسالةً مبيناً فيها ما يأتي:
حدثت مشادة عنيفة بين الشاب وعناصر من الجيش فاعتقلوه، ووقعت ضربة على راسه، أثناء عملية الإعتقال، فتوفي الشاب، فقام المتظاهرون على إثرها بحرق المجلس البلدي وبعض الدوائر الأخرى، وأعلن الجيش حظراً للتجوال ليلاً؛ قام الناس بمحاولة الإصطدام مع الجيش بعد إتفاقهم على وقت معين أسموهُ “ساعة صفر”، فقد قاموا بإشعال النيران على أسطح المنازل(يبين متأثرين بمسلسل المختار الثقفي!) لكن في اليوم الثاني كان الوضع مسيطر عليهِ تماماً من قِبل الجيش والشرطة، وبدأ الجيش المتجحفل بالإنسحاب، وثمة تفاوض وهدؤ بالمدينة.
هل من معلومات أُخرى؟
إستخدم الجيش الغازات المسيلة للدموع فقط، وأما الوفاة فقد حدثت إثر ضربة عصا، قد يكون خطأ أحد الجنود، بعد قيام الشاب بإهانتهِ والتعدي غير المبرر على عناصر الجيش والقوات الامنية.
من أين حصلت على هذه المعلومات؟
من أحد منظمي التظاهرة
جيد… وما رأيهُ بما حصل؟ وكيف يُفسر ذلك؟
يقول: جهل الناس بما يريدون، وعدم وجود صفوة تقود الأكثرية لتكون الخط المفاوض للشباب الغاضب، يفسح المجال لواحد هنا وواحد هناك لمحاولة العبثية، أو المبالغة في تعبيرهِ للظهور بصورة البطل، أمام جيش ينفذ واجب حماية المنشئآت، التي هي ملك بالإصل للشعب، في هذا النظام أو بعده. مَنْ يُنادي “سلمية سلمية” يجب أن يعرف كيف تكون السلمية، ولا يحاول(بعص الصغار ونفر قليل جداً) أن يفهم سكوت القوات الامنية، بأنهم فقدوا القدرة على الرد، فيحاول البروز أمام الاخرين، بأن يفعل ما لا يفعله الجميع، وهنا تكمن بعض المنغصات بالمظاهرات الشريفة التي بدأنا نلمس ثمراتها.
شكرا لك صديقي… مع السلامة، تقبل خالص تحياتي
مع السلامة
بقي شئ…
رفيف وهذا الشاب كلاهما أبناء بلدٍ واحد، فلا تجعلوا الشعب طبقات، أذكروا الجميع ودافعوا عن الجميع، فلا فرق بيننا، وليكن شعارنا “قلبٌ نابض لشعبٍ واحد”.

أحدث المقالات