18 ديسمبر، 2024 11:09 م

مكر الله …جائحة كورونا الامر البيات !

مكر الله …جائحة كورونا الامر البيات !

كان للاقوام ممن سكنوا الارض قبلنا في فترات متباعدة احيانا ، واحيانا متقاربة ايات مبشرات اذا اراد الله ، وان اطاعوا وعبدوا ، وايات كعقوبات اذا طغوا او عاندوا ،،
وكان الله رب الاكوان يحذر وهو لايعجب ، فهو الخالق والعالم ،،يحذر الانسان من غريب تصرفه في الارض ،،فاذا أحس انه بمأمن من قبضة الله ونأى بجانبه امهله حتى اذا كان في البحر ساكنا مطمئنا ، اخافه فيه واراه اهواله !
قال تعالى : “حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ….”
فاراهم ضعفهم وحاجتهم لله حيث لامنجي غيره ،فسمع دعاءهم وتضرعهم القادر الجبار ..
“دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ”
فنجاهم بقدرته سبحانه ومااهون ذلك عليه، ثم راى كيف يصنعون …”فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ”
فالانسان جحود متكبر ،فكلما ضعف واسقط في يده دعا الله ، وهذا محمود ،:”وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَان الضُّرّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا”
ولكنه سرعان مايجحد ..: “فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرّه مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرّ مَسَّه “..وهذا هو المذموم المردود.
فالله خالقك ، واخافتك تعني تعلمك انك بيده كل حين وليس مابك من نعمة او امن الا منه فمازال القادر ان يزيلها ويرعبك مرة اخرى ، فلاتعرض في الرخاء والنعمة ، وفي الشدة -فقط- تكون ذا دعاء عريض ..””وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ”
ذاك ان الانسان جاهل مهما بلغ من علم ، وابسط دلالات جهله انه يرى الله كيف يخيفه ويريه الموت والرعب ولا حول ولاقوة له على الرد او النجاة بنفسه حتى اذا انفرج ذلك واصبح في نعمة او امن او عافية نسي وظن انها من علمه هو وصناعته، مرة اخرى! وماعرف ولاتذكر انها انما قد تكون فتنة وانها من تخويل الله: ”
“فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”
فالانسان كفور، فكلما تكررت التجربة تكرر الخطأ الجسيم ،فكان يدعو الى اله غير الله باريه ، او الى علم ينجيه او اختراع متقدم يحميه، فلما مسه الضر في عرض البحر وارتهب وغاب عنه منجدوه برزت فطرته التي غطتها عنجهيته واستهتاره لمّا كان في امانه منكرا ملحدا ، فعرف الله وحده ودعاه وتضرع اليه ،فأنجاه مرة اخرى الى البر وانتظره حتى أمن ،فأعرض مرة اخرى ..:“وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا”
فالله يريدك ان نجوت تعرف انك انما نجوت بقدرته ، ولايغرنك امانك مرة واخرى ولاتجحد بالايات ، فتكون ختارا كفورا..:”
فهل تظن ان الموت في البحر فقط؟ الله مالك البحر والبر ايها المسكين..:”أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً() أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً”
وليس كل الناس سواء في هذا الجحود والنكران فمن الناس من يكون مقتصدا عارفا لفضل ربه عليه ولو على نحو من التوسط او أقر لربه بعد هذه الشدة التي نجاه منها عندما انقطعت به الاسباب ويئس من كل امال الرجاء فتراجع عن ظلمه او غلوائه في الكفر ،وافضلهم من يذكره في السراء ويشكره كما كان يفعل في الشدة والضراء ،فما يجحد بايات الله الا الغدار الناكر..: “اوَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ”
هذا هو الانسان فردا ، فماذا عن الناس جماعات وامم تكاتفت وتكاملت وحازت -كما تظن- كل اسباب القوة والمنعة ، فتخابر اهل الارض فقالوا :ها نحن قدرنا عليها وزخرفناها بكل اسباب الحياة فنحن الخالقون ونحن الصانعون ونحن المحصنون ، جاءهم امر الله من حيث لم يحتسبوا ..:”حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
فانظر اليوم ..فقد كانت ملاعب مكتظة بالحياة الجميلة من كل لون ، فهجروها ولزموا بيوتهم يرجون الله ان ينجيهم واحبابهم بعد ان عجز علمنا وخارت منعتنا امام مخلوق ضئيل من مخلوقات الله يرينا حجمنا ويكشف حقيقتنا ويعيدنا الى فطرتنا ،فلا طائرات نفعت ولا اختراعات ،بين ليلة وضحاها ، خذلنا كل شيء ، فقد ارسل الله حاصبه واصغر مخلوقاته ..: “أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ” ..فهل علم البشر الان كيف كان نذير؟!
فقد امن اهل المدن والقرى حول الارض “مكر الله” قبل حين وظنوا انهم استغنوا عن خالق الاكوان بل لعله غير موجود حقا ،فها نحن نحمي انفسنا في البحار ونامن جانب الارض ونطيل الاعمار ! فما عاد لكل ذلك قيمة ولامصداقية ، فارسل مايقصر الاعمار ويوقف السير في البحار ويهدد الانسان في داخله وفي انفاسه في الليل والنهار،فكانوا “القوم الخاسرين” ، فهذا امر الله البيات ..”أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ ()أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ()أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ”
ومابقي لنا الا رجاءه واملنا ان هذا تخويف لنا وسيرفعه عنا عاجلا ..:﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ ..وان نعاهده ان نذكره ونعبده ونشكره في السراء كما فعلنا في هذه الضراء ونحفظ عهدنا ولاننقلب، عند ذاك سنامن وسيزيدنا نعما وامنا كما وعد وتأذن سبحانه, ونتجنب العذاب الشديد..:
” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” صدق الله العظيم