22 ديسمبر، 2024 11:34 م

ظاهرة عجيبة في بلاد الأعاجيب , أن الذي يتسنم السلطة يخوّل لنفسه صلاحيات إمتلاك ما في البلاد من ثروات , ويتحرك المواطنون نحوه إستجداءً للمكرمات , فكل مَن جلس على الكرسي صار من أولياء نعمة المواطنين.

وهذا السلوك غريب ولا مثيل له في مجتمعات الدنيا , إلا فيما ندر.

المتسلط على الناس يعطيهم ما يسمى بالمكرمة , وهي ليست من ماله الخاص , وإنما من أموال المواطنين وحقوق السشعب , لكنه حسب نفسه صاحب الأمر والنهي في البلاد والعباد.

البعض يسميها طغيانا , إستبدادا , دكتاتورية وغيرها , لكنها تمثل ظاهرة متكررة حصلت في البلاد منذ إبتداء عهد الجمهوريات ولحد الآن.

فهل هذا سلوك وطني سليم؟

ثروات أي بلاد لأهله , ولا يحق لفرد أو عائلة إدّعاء ملكيتها وحرمان الشعب منها.

إنه تصرف قبلي بدائي غابي الطباع , مريض النزعات وفيه تعبير مروع عن أسوأ العاهات الفاعلة في الشخص , الذي سيطرت عليه أوهام الفردية والملكية المطلقة لحقوق الناس.

ويساهم المجتمع بتعزيزها بتوفير الحوافز اللازمة لديمومتها , وإتخاذها وسيلة للحكم والإستعباد , والنيل من البلاد والعباد.

فلماذا نمضي في سبيل المكرمات , وحقوقنا مهدورة , وأيامنا مقهورة بالحرمان والجور والإمتهان؟

ما تقدمه الكراسي ليس بمكرمة , بل تعبير عن آليات النهب والسلب والسرقات , وتخدع الناس بأنها تمنحهم ما لا يستحقونه , بصفة مكرمة , أي فضل من الكرسي على المواطنين.

وذلك تضليل وتجهيل , فالمواطن له حقوقه , وما دامت أرضه ثرية فيجب أن يتمتع بثرائها , لا أن يستجدي العطف من المستحوذين على حقوقه , والذين يوهمونه بأن ما يعطونه له مكرمة من سيد الكرسي المبجل المهاب.

لابد من معالجة الظاهرة , والقضاء على سلوك المكرمات , لأنه لا وطني ولا إنساني , وفيه أفك مبين.

فهل لنا أن نحترم حقوقنا , وننالها بعزة وكرامة؟!!