18 ديسمبر، 2024 8:54 م

مكانة “الاب الروحي” في قلوب الصدريين

مكانة “الاب الروحي” في قلوب الصدريين

“محمد صادق الصدر ” البركان الصدري النشيط او بمفهوم “Active Volcanoes” والذي يعرف بأن عامل الديناميكية والنشاط البركاني الكبير، لهذه الثورة البشرية الثائرة، لما تلعبه مجموعة الروابط الايديولوجية، والعقائدية، والروحية، والكاريزما النفسية المتماسكة والثابتة في المنحى والاتجاه الفكري، والسلوكي بين فكر المرجع الشهيد وايديولوجية، وحركة هذا التيار الاسلامي ذات الفكر العقائدي وذات الميول الوطنية والقومية ومنهجية ولائهم المطلق لمرجعيتهم ،والذي يعتبره غالبية التيار الصدري بأنه الاب الروحي ” وغالبا ما كانت طبيعة هذه العلاقة الروحية المتماسكة تتأثر بكل الاجواء والمناخات السياسية التي تشهدها الساحة السياسية في العراق، ونراها كيف تتأثر بالعوامل المؤثرة بانفعالية قائدها نجل المرجع الشهيد الكبير السيد محمد صادق الصدر .فنجدها ذات حركة ونشاط وغليان مع الأحداث وتارة في سكون وثبات وهدوء مع حركة ومزاجية قائدها، بتوجيه تلقائي وبحركة منتظمة مع أسلوب وتوجيهات قيادتها بصورة عفوية وتلقائية .

وقد عانت هذه الشريحة الواسعة في اغلب محافظات العراق،واقعا مريرا في أوضاع تعيسة بائسة من الفقر والعوز والحرمان والاغلبية يسكنون في أطراف المدن والاحياء الفقيرة،التي تعاني من سوء خدمات وفقر وبطالة وفي ظل انفجار سكاني هائل لطبقات من الفقراء والمسحوقين والمضطهدين، نالت ما نالته من قبل النظام السابق بالحصة الأكبر من ظلم الانظمة الديكتاتورية المتعاقبة بسبب مواقفها الوطنية والمعارضة لسياسات الأنظمة الجائرة،التي مارست ضدها الانظمة الحاكمة أقسى انواع الظلم والاضطهاد والحصارات، والقتل والإعدامات والزج لأبنائها في السجون والمعتقلات . بل تم حرمانهم حتى من فرص التعليم العالي والوظائف الحكومية المهمة في الدولة العراقية .
وبسبب الظروف المعيشية الاقتصادية والثقافية لهذه الشريحة الواسعة جعلتها تصبح خلال فترة من فترات النظام السابق الى شريحة مقهورة محرومة من الكثير من مقومات الحياة وفرص التعليم والتوظيف تلك السياسات الجائرة التي فرضها نظام صدام المقبور بصورة قسرية على العراقيين وغيرهم وخصوصا المناطق الجنوبية من العراق،فاحتاجت هذه الأوضاع بمجملها إلى صحوة دينية قوية في هذه المدن،وللشيعة في العراق بشكل عام، جسدها “آية الله محمد محمد صادق الصدر” كذلك أدى عدم تدخل الحوزة العلمية المحافظة بشكل مباشر لمعالجة الأوضاع في البلاد خوفا من بطش نظام صدام حسين إلى بحث العراقيين الشيعة خاصة أهالي مدينة الصدر عن رمز ديني وقائد ثوري يلتفون حوله للتخلص من معاناتهم واضطهادهم وحرمانهم.
وخلال عامين من إعلان محمد محمد صادق الصدر دعوته لإصلاح المجتمع، وتصحيح الحالة الأخلاقية والدينية فيه وانتقاده للأوضاع العامة في العراق وإعلانه تأسيس الحوزة الناطقة، تمكن من الحصول على شعبية كبيرة ونجاح في اجتذاب الجماهير التي كانت متعطشة لظهوره على الساحة.بل نجح في اعداد قاعدة جماهيرية بصحوة دينية وثقافية متجددة في ترسيخ القيم والمفاهيم الاخلاقية والدينية والوطنية والوحدوية. واعاد النشاط البركاني لهذه الشريحة العائمة على صخور من النار الملتهبة
(وبعد مقتل محمد محمد صادق الصدر وولديه) في حادثة مأساوية رهيبة هزت العراق.حيث وجهت أصابع الاتهام فيها إلى النظام السابق،شهدت خلالها تظاهرات غاضبة،من اتباعه ومقلديه منددة بمقتله، استخدم خلالها النظام القمعي اساليب وحشية وحملات اعتقال ومنع اقامة الصلاة في المساجد. انكمش من خلال تلك الحملات الخط الصدري وتعرض العديد من رموزه للاضطهاد والقتل والمراقبة الامنية، وتشديد كافة الإجراءات الامنية التعسفية .
وبعد سقوط النظام ،احتشد اتباع ال الصدر في الشوارع، ورفعوا صور قائدهم الجديد مقتدى الصدر بشكل علني.
وبدأت الحركة البركانية تنشط من جديد في في بناء المساجد والحسينيات وكذلك تصحيح المسارات ما اعتبره الصدريون فسادا أخلاقيا، وأعادوا صلاة الجمعة التي ألغيت بعد مقتل الصدر الأب، وباشروا بالعديد من الحملات الدينية والتوعوية والتثفيفية، وغيرها من الأمور التي اجتذبت العديد من المواطنين خاصة فئة الشباب المتعطشة لرمز وقائد جديد يتوافق مع أفكارها وتطلعاتها.
ولقيت أفكار السيد مقتدى الصدر وخطابه السياسي،قبولا كبيرا لدى فئة المسحوقين والمظلومين والكادحين، لا سيما يعتبر هو الامتداد الروحي والعقائدي بين اتباع والده وانصاره الجدد الذين عانوا سنوات طوال في ظل أجواء الفقر والقهر والحرمان، ليصبح السيد مقتدى الصدر الوريث الشرعي تحت وصية والده لاتباعه في “قيادة لا تمتثل للتقليد”

فالتفوا حوله وساندوه وناصروه،واصبحواجنود جيش المهدي تحت امرته بعد ان ازداد الاحتقان مع قوات الاحتلال الاميركي، والذي تفجر مع إغلاق جريدة الحوزة الناطقة والتصدي العنيف للمتظاهرين في بغداد والنجف، وأثمرت صراعا بين القوات الأميركية والجناح العسكري للتيار الصدري،وقدموا عددا كبيرا من الضحايا في معارك النجف والكوفة وبغداد، وشاركواايضا في الانخراط في صفوف تشكيلات سرايا السلام، ابان الاجتياح الداعشي لمدن العراق وساهموا مساهمة فاعلة، في تحرير المناطق واستتباب الأمن والسلم، في المناطق المحررة،وقدموا الكثير من الشهداء من اجل الدفاع عن العراق والمقدسات، وانطلاقا من مسيرة وثورة الإصلاح الوطني التي دعا اليها السيد مقتدى الصدر،ساهم ابناء التيار الصدري بشكل فاعل، وبنفير عام في التظاهرات والاعتصامات،إلتي جابت العاصمة العراقية بغداد، عدة مرات وادت الى اقتحام مبنى البرلمان العراقي، للمطالبة بالاصلاح، والقضاء على الفساد،كما ان المواقف الوطنية والتظاهرات الاخرى المنددة بالوجود الاميركي،ودوره المشبوه والخبيث في المنطقة،اغضبت قوى الظلام الكبرى الساعية الى تدمير مفاهيم القيم والاخلاق والدين،واحداث الفتنة، وتشويه اسماء الرموز الدينية، تحت غطاء الديمقراطية والمطالبة بالحقوق، من خلال اجنداتهم الداخلية، من المخربين والمندسين، وتسخير لهم الدعم اللوجستي والاعلامي، للقيام بمحاولات تخريب وتعطيل المصالح العامة، والتهجم على الرموز الدينية، التي تحتل مكانة عليا وكبيرة جدا في نفوس الصدريين،والتي بذلت التضحيات والمواقف الجسام، في مقارعة كل اشكال الظلم، والتسلط والعبودية والصراع مع الفاسدين، ودفعت ضريبة الجهاد، وحب الوطن،

ولايزال العراق، يقبع على اخطر نشاط بركاني للقوة الصدرية البشرية الهائلة، والمدمرة ،المجهزة :فكريا، وعقائديا،وعسكريا، تحت خط النار الساخن، وتحت ضغط الاعلام المعادي، والهزات السياسية المضطربة، وصدمات الجرائم الارهابية الدموية التي تتعرض لها في اكبر التفجيرات العنيفة بين فترات واخرى في المدن ذات الغالبية من ابناء التيار الصدري،

وتحت تأثير الهجمة الاعلامية الكبرى الشرسة للنيل من مقام “الاب الروحي” ربما تساهم هذه الضغوطات السياسية، والاحتباسات الداخلية، الى حالة الغضب والاستياء الشعبي، وتؤدي الى حالة غليان البركان الى الذروة، ومن ثم، فقدان السيطرة عليه إذ اطلق حممه البركانية التي ستحرق الأرض وتحرق معها الأخضر واليابس.