26 نوفمبر، 2024 12:56 م
Search
Close this search box.

مكافحة الشعبوية

الشعبوية السياسية هي الخطر الحقيقي الذي تنتج عنه اتساع دوائر الارهاب، و زيادة العنف و العنف المضاد، و المشاكل و الازمات السياسية بين الدول؛ و داخلها بين مكوناتها.. و نتجت عن الشعبوية عدة ظواهر سالبة منها الاسلاموفوبيا و معاداة المهاجرين و الخوف من الاجانب، و ارتكبت العديد من الجرائم ضد الاجانب بمبرر و مسوغ الشعبوية، اكبرها هجوم النرويج في يوليو 2011م، و الذي راح ضحيته 70 قتيلا قتلهم الجاني (بريفيك).
بدأت الشعبوية السياسية تتسيد المشهد الدولي اعتباراً من فوز بوش الابن بانتخابات الرئاسة الامريكية في العام 2000م ثم صعود احزاب يمينية متطرفة في اوروبا (فرنسا و النمسا و ايطاليا) ثم طغت بفوز دونالد ترامب في انتخابات 2016م و صعود التيار الداعم لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ثم فوز بوريس جونسون برئاسة وزراء بريطانيا، و فوز بولسينارو برئاسة البرازيل و فوز رئيس وزراء استراليا الحالي .. بينما في الشرق الاوسط يمثل الليكود الاسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو اكبر رمز للشعبوية في المنطقة و اكبر حليف داعم و مستفيد من صعود الشعبوية في الغرب الأمريكي و الاوروبي و في استراليا.
و رغم ان العالم العربي و الاسلامي يمثل اكبر خاسر من صعود الشعبوية السياسية عالمياً إلا ان انظمة عدة في المنطقة تمثل اكبر داعم و متعاون مع التيار الشعبوي خصوصاً انظمة الخليج!
ان كنا نرغب في كسر حدة الارهاب و تخفيف من أثر جرائم فوبيا الاجانب و معاداة المهاجرين فيجب اولاً التعاطي مع “الشعبوية” و التخفيف من غلواءها و تجريد الشعبوين من الغطاء السياسي الذي يتشح به الشعبويين، و يجب كشف اؤلئك الموتورين الذين صعدوا علي أكتاف البسطاء، و الذين حولوا شعارات عنصرية و عصبيات الي خطاب سياسي و برنامج سياسي!
ان الشعبويين بالسيطرة علي حكومات الولايات المتحدة و بريطانيا لا يوقفون مسيرة تقدم العالم “العولمة” وحدها بل يهددون باعادته الي قرون ما قبل التعاون الدولي “الأمم المتحدة” و عصر ما قبل عصبة الامم بل و عصر ما قبل الاستعمار، ما يضع البشرية علي حافة انحرف مختلف عما شهده خلال القرن العشرين، و ما يعني ان حربين عالميتين كانتا بلا قيمة و بلا دروس! و إن العالم يمكن أن ينخرط في حروب فناء حقيقية في عصر سباق التسلح و ترسانات الاسلحة النووية و القنابل الهيدروجينية و الترسانات الكيماوية و البيالوجية و الصواريخ الباليستية العابرة للقارات..
كما ان الشعبويين بانكارهم الكثير من حقائق العلم و المعرفة الإنسانية “انكار التغير المناخي” يجعلون العالم مكاناً خطراً جداً و عرضة للكوارث الطبيعية بسبب زيادة الحرارة و ما ينتج عنها من حرائق للغابات “البرازيل و استراليا” و للفيضانات و السيول و الانزلاقات الجليدية و الطينية و التلوث بالسموم الكيماوية و الاشعاعية كما أنهم يعرقلون تطور العلوم و الابحاث الطبية العلاجية بسبب مزاعمهم الدينية و اعتقاداتهم الساذجة!
ان العالم يحتاج و بشكل اكثر الحاحاً للتكاتف و تكثيف جهوده لمكافحة الشعبوية..
العالم يحتاج مراكز لرصد و مكافحة الشعبوية و ظواهر معادات المهاجرين.. الخ، كما برزت من فترة مراكز رصد التطرف و الارهاب ..
كما يحتاج الي وكالة اممية مختصة تجعل من مكافحة الشعبوية وظيفة لها و غاية، كما افرد من قبل لجان و وكالات لمكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة.

أحدث المقالات