إذا كانت الكتابة رسالة , فلماذا تكون بعض الأقلام مطية لذوي الغايات السيئة؟!!
هل أن الكاتب يجب أن يرتزق من قلمه؟
عندما يتحول القلم إلى مصدر للعيش , فمن الصعب أن تجده يكتب بحرية وإخلاص , فلابد له أن يجامل ويخنع ليعيش.
فالكثير من الكتابات الإعتياشية تخطها أقلام ترتزق وتريد ثمنا مدفوعا لما تكتبه , ولكي تقبض الثمن , لا بد من كتابة ما يرضي الذي سيدفعه , فلا يمكن لأحد أن يدفع ثمنا للكلمة الحرة الخالصة للحقيقة.
إن القول بالكتابة النزيهة المحررة من الدوافع والنوازع والغايات الخفية لا تقترب من الصواب في أكثر الأحيان , ذلك أن الأقلام الإعتياشية ستموت وتتشرد وتصيبها الفاقة ويسحقها الحرمان , إذا كتبت كما ترى , وأن عليها أن تكتب كما يُراد لها أن تكتب لكي تبقى ويسوَّق إنتاجها.
وفي واقعنا المستهدف , هناك العديد من الكتب العدوانية ذات الأفكار السامة , التي يتم تسويقها على أنها من الإبداع الراقي الأصيل.
ويساهم أبناء الأمة بقتلها بأقلامهم , لأن العطايا تعمي البصائر وتعطل العقول , وتثير الغرائز , وتشجع على مزيد من الإنحدار إلى حيث يريد الفاعل فيها.
وتبقى الأقلام الحرة والأفكار النيرة في عزلة وإهمال , بل وحرب ضدها , فلا يُشجع نشرها , وتجري المحاولات للنيل من أصحابها وتحجيم دورهم.
ويمكن القول أن التوجيهات الديمقراطية في مجتمعات هدفها إطلاق الشرور , وتأهيل سلوكيات الفرقة والشحناء والبغضاء والسلوكيات الطائفية.
وما تساءل المسخَّرون لتنفيذ هذه الأجندات , لماذا دساتير مجتمعات الديمقراطية لا طائفية ولا محاصصاتية , ودساتيرنا التي شجعونا على كتابتها ذات توجهات تدميرية للبلاد والعباد,
ويسمونها دساتير وما هي إلا تنانير لسجرنا , وقد تم لنا أن نكون السجير.
وعاشت أقلام تكتب كالأجير!!