23 ديسمبر، 2024 9:23 ص

مقعد أمام ( شاشات ) الفضائيات !؟!

مقعد أمام ( شاشات ) الفضائيات !؟!

أثبتت السنوات ( 12 ) الماضية .. ما بعد التغير في ظل الاحتلال البغيض أن ( العراقيين ) فقدوا تعاطف العالم بأسره ، وظهروا بمـظهر ينطوي على الكثير من الهمجية وقصر النظر والطفولة السياسية المحضة ,  بات من الصعب على الكثير من العراقيين ، ونحن منهم ، الظهور على شاشات الفضائيات ، العراقية و العربية و العالمية ، والحديث عن الجرائم والمعاناة الكبيرة والموضوعية التي كانوا يتحدثون بها قبل هذه الأحداث الوحشية والمؤسفة , فلم يخطر في بالنا أن نرى ( العراقيين )  اليوم .. يقذفون بآخر من الطائفتين حتى يلقي حتفه ، ولم نتصور في أي يوم من الأيام أن نشاهد أناسا ينقضون على مسؤول من الطرف الآخر بالكواتم ويقتلونه حيا ثم يسحلون جثته في الشوارع ويرمونه على قارعة الطرق , أخلاق الإسلام وتعاليمه السمحاء لا تبيح اقتحام بيوت الطرف الآخر ونهبها ثم إحراقها ، والدوس وقذف بالأحذية على صور السياسيين وإغلاق جميع الإذاعات والصحف والفضائيات ، واقتحام دور العراقيين والقتل على الهوية الطائفية ، وتصفية الخصوم جسديا ، وتجريد بعضهم من ملابسهم وأمرهم بالخروج عرايا ألا من ملابسهم الداخلية ، تماما مثلما فعل , نعم هناك فئة فاسدة مرتبطة .. بمشروع ( اعداء العراق ) جاءت مع المحتل عام ( 2003)  هيمنت على  مقدرات الشعب في العاصمة ( بغداد ) وبقية مدن المحافظات الأخرى ، وارتكبت جرائم قتل ، ومارست الفساد المالي والأخلاقي في أبشع صوره ، ولكن هذا لا يعني ارتكاب جرائم وتجاوزات تفوق ما فعله هؤلاء وفي وضح النهار ,  في زمن هذه الغمة الفاسدة ظلت فضائيات وإذاعات فصائل الخبث الطائفي تمارس عملها دون إي انقطاع وكذلك محطات التلفزة أو معظمها ، وظهور عدد كبير من اخوتي المواطنين البسطاء وانا واحد منهم من ( الاغلبية الصامته )  في  العاصمة العراقية الحبيبة بغداد وفي عدد من المحافظات العراقية      عن مصائبهم ويصرخون ويناشدون باعلى صوت وعن معاناتهم وهموهم  التي لا تنتهي ..
لكن مع الآسف لم يتحقق لهؤلاء أية حقوق ، ولكن الآن في زمن الشرعية الديمقراطية .. لم يتحقق شئ للعراقيين , وممارسة أبشع أنواع الإرهاب عبر شبكات الانترنت ضد كل من يختلف حتى في الهوامش مع الحكام الجدد فالشيء الوحيد المسموح به هو مباركة كل هذه التجاوزات ، ومدح أصحابها لأنهم خلصوا من الزمرة الفاسدة , من حقنا ، نحن الذين وقفنا مع الحق ، وتصدينا للفساد وبلطجيات المليشيات والمسلحين الخارجين عن القانون ، ورموز مشروع  ( الاحتلال )  والتفريط بالحقوق والثوابت العراقية ، أن نقول رأينا في كل الممارسات الشاذة والمؤلمة التي شاهدناها عبر شاشات ( الفضائيات )   بفشل البعض من المسؤولين  ، فالصورة لا تكذب , ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماما ، رغم إيماننا القاطع بأنه لا شرعية لأي حكومة أو حكم تحت الاحتلال ، ورغم قناعتنا الراسخة بان حكومة ارتكبت خطأ تاريخيا بدخولها عملية سياسية تحت الاحتلال ، فلا ديمقراطية في ظل حراب المحتلين .. ما زالت هناك فرصة كبيرة للحوار لتطويق الموقف ، وتقليص الخسائر، وتخلف سياسي ، وسيطرة الأحقاد ، وغياب الحكمة ,  بغداد يجب أن تكون ممتنة لما جرى في العاصمة بعد رفع الحظر الليلي ، والقيادات التي كانت تبشر في الشر غادرت نتمنى استخلاص العبر والنتائج ، والبدء في عملية تطهير لكل العناصر المسؤولة عن هذه الهزيمة ،من اجل تحرير العراق من الفاسدين والطامعين والسراق .. ودمتم