23 ديسمبر، 2024 8:33 ص

مقدمة خامسة لكتابنا: السّياسة و الأخلاق؛ مَنْ يَحْكُمُ مَنْ؟

مقدمة خامسة لكتابنا: السّياسة و الأخلاق؛ مَنْ يَحْكُمُ مَنْ؟

خلاصة كتابنا الموسوم أعلاه و الذي تمّ كتابته عام 2003م, هو: [ أكبر جرم إرتكِب في تاريخ البشرية، هو (فصل السياسة عن الأخلاق), أو (فصل الدِّين عن الحُكم)]!
وقد أثبتنا من خلال 12 مبحثاً بآلأضافة لغيرها(1) هذه الحقيقة المرّة التي دمّرت البشريّة و أوصلته للحضيض حدّ ألمسخ ألكامل .. لأجل سعادة مجموعة صغيرة مستكبرة على الحقّ ترى الظلم أفضل وسيلة قانونية للأثراء و التسلط.

في كتابه مناهج الفلسفة، كتب المفكر الأمريكي (ويليام جيمس) قائلاً: [إنّ هناك أكثر من ستين ألف مادة قانونية يتم إضافتها سنويًّا إلى القانون في أمريكا]ٍ، و هكذا كندا و بقية الدول الغربية لعدم معرفتهم بفلسفة القانون و بشكل أدق لجهلهم بحقيقة الأنسان الذي خلقه الله الذي وحده يعلم أسراره و ما يحقق سعادته و شقائه, و كل تلك الدول تحتاج للأخلاق لا القانون, أو بعبارة أفصح تحتاج لنهج الفلسفة الكونية كي تُغذي مفاهيم و فلسفة القانون, لنكشف من خلالها الأهداف التي تريد تحقيقها.

و لعلّ هذه الإشكالية تقارب الإشكالية التي أرّقت الفيلسوف شيلر، حين أراد العودة إلى سياسة الذات، فعكف في:”الرسائل الأولى من التربية الجمالية للإنسان”على فكرة الدولة كما كانت تتشكل في زمانه، فقد كان شيلر روسي الطبع، كانتي الفكر و التطبّع، فكتب قائلاً حين رأى إنهيار القيم الإنسانية على أعتاب الفظائع الدموية الوحشية للحزب الشيوعي السوفياتي: [لايأتي البناء من السياسي ولامن رجل الدين، ولكن من القدرة على الإرتفاع نحو الروح والجمال، فعندما يضع السياسي أو رجل الدين نفسه في الواجهة على سبيل الشهرة والنجومية، فهو يضع نفسه في الخلف باستخدامه لوسائل الإكراه، القهر، الإبتزاز والترهيب و الترغيب، بيد أنه عليه أن لا يقود بل أن يصاحب، ولا يقول هؤلاء تحت وصايتي و سلطتي، بل يقول هؤلاء إأخواني و بجانبي، فلا يتكلم بمنطق الفَوقية بل بمنطق المَعِيّة].

صحيح أن الفيلسوف أو النبي الذي يعجز عن أداء رسالته من خلال تسييس ذاته ثم فلسفته في المتمع؛ فإن هذا لا يعني عجزهما – أو بتعبير أدق عدم جدوى فلسفتهما – لإنجاح وإدامة الدولة, بل الخلل و كما أثبت التأريخ مرّات و مرّات هو بسبب الشعب نفسه و الذين يحثون الناس بطرق خبيثة نحو مسالك الشيطان من فوق و التي تتجسد اليوم من خلال (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تحكم العالم عن طريق الأقتصاد بمعونة الأساطيل و التكنولوجيا و المال(الدولار).

نحتاج لأنجاح أي مشروع إلى ثلاث عوامل تعمل معا لتحقيق الغاية من الفلسفة التي لا بد و أن يُنَفّذ من خلال نظام إجتماعي متكامل يتساوى بظله الرئيس و المرؤوس و القائد و الجندي لتتحقق السعادة بين جميع البشر و ليس شعب واحد.
الأول: وجود قائد أعلى أمين على الفلسفة الكونية.
ألثاني: وجود فلسفة كونية شاملة تضم المفاهيم و الأهداف و طرق التنفيذ.
الثالث: وجود النخبة التي ترتبط بآلقيادة من جانب و بآلشعب من الجانب الآخر و تعي و تدرك جيداً أبعاد الفلسفة الكونية و فن تحقيقه.

و بذلك يمكننا القضاء بشكل طبيعي على نظام الرأسمالية الظالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي أسّست أسس الفلسفة البراغماتية السياسية، التي تُعرّفت الحقيقة بأنّها الفكرة التي تنجح، وليست الفكرة ذات القيمة الأخلاقية التي تريد تحقيق السعادة للجميع، فصارالتخطيط لسرقة أموال الفقراء مسألة شرعية و قانونية لا يحق لأحد إنتقادها، وهو بنظرها أنجح وسيلة للثراء الذي يصاحبه الظلم والقهر والإستبداد كنتائج طبيعية للحرية بآلمفهوم الرأسماليّ

و تلك هي أنجح وسيلة لتحقيق السلطة، فالعالم مجرّد سوق، والإنسان فيه مجرّد بضاعة و أداة للإنتاج والإستهلاك، ولذلك و بسبب فقدان مبادئ الفلسفة الكونية؛ فقد ركبت الكثير من الدول الإسلامية رغم تأريخها وعقيدتها في المنطقة العربية؛ موجة البراغماتية(الرأسمالية) و كان العراق سبّاقاً في هذا المصير الأسود، وعلّقت دواليب الحكم بتلابيب أمريكا و من معها، ماجعلها تربة خصبة للإبتزازات المالية، التي تثري خزائن النظام الدولي، ليستمر في طغيانه وإجرامه، وليحمي أقدم الأنظمة الأجرامية في المنطقة و العالم، حتى أنعكست المفاهيم بحيث أصبح المقاوم إرهابيا و الأرهابي إنسانياً، حتى تحققت مقولة “مصطفى محمود” في كتابه “إخلعوا الأقنعة أيها السادة”حين قال: [عصرالتجارة بالكلمات، التخدير بالشعارات، التنويم المغناطيسي بالعبارات، وقيادة الشعوب المتخلفة بهذا الحذاء الساحر..].

و اليوم أخمدت حركة الشعوب من قبل أنظمتها التي تتحكم بها الأحزاب و الأئتلافات و المنظمات التي تريد المال لرؤوسائها و توقع على الصكوك البيضاء بإسم الوطن و المواطن مقابل ضمان السيولة النقدية و الأرباح و الرواتب لجيوبها على حساب جيوب و حقوق الشعب, لتعيش كل شعوب العالم ألأمرين من الأنظمة الإستبدادية تحت غطاء الديمقراطية التي تهدف للتحكم بآلأموال و الرواتب والمخصصات و الجيش و الشرطة، و هذا هو مأزق النظام الدولي العاري من القيم الأخلاقية!

لقد وصلت الصّلافة و فقدان الحياء درجة باتت أعتى الدّول الدّيمقراطيّة في العالم تدعم الحكومات الأرهابية لقتل الناس و الأطفال الأبرياء .. بل وتحتقل سنويّاً بآلحروب العالميّة الدّمويّة التي راحتْ ضحيّتها الملايين من البشر, ممّا يعني تحاوز اللاإنسانية إلى الوحشية, بدل أن تخطط للأنتقال بآلناس من حالة (البشريّة) إلى
(آلأنسانية) و من ثم (الآدمية) التي معها يتحقق الفناء, التي هي أسمى درجات العلو الكونيّ بحسب الفلسفة الكونية العزيزية الذي يؤمن بآلتغيير كصفة إنسانية .. لكن بتزكيتها للأعلى لا بدسّها للأسفل عن طريق شحن النفوس بالأخلاق الفاضلة التي يؤكدها ألدِّين فقط لا المدارس السّياسة التي تؤكد على الكذب وآلظلم و النفاق و التحالفات المشبوهة لسرقة الناس!
و لا حول ول ا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
الفيلسوف الكونيّ
رابط ألأنضمام لصفحة كروب (الفلسفة الكونية العزيزية): https://www.facebook.com/groups/1637330213025598/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بآلأضافة لذلك الكتاب الموسوم بـ [ألسّياسة و الأخلاق؛ مَنْ يَحْكُمُ مَنْ], ألّفنا كتاباً آخر يضاهيه في المعنى و يعلوه في التمدن حيث نظّر للمستقبل من خلال معطيات عديدة, و الكتاب بعنوان: [مُستقبلنا بين آلدِّين و آلدِّيمقراطية].