23 ديسمبر، 2024 12:29 م

مقدمات في المصالحة الوطنية العراقية والاسلامية

مقدمات في المصالحة الوطنية العراقية والاسلامية

المصالحة الوطنية هي حالة مستنسخة من الوجود والامتداد الاسلامي الحقيقي ومن يطلبها هو من يريد اعادة هيبة الاسلام والحفاظ على الجسم الاسلامي ولحمته وطنياً او عربياً او اسلامياً و لايرفضها الا  من كان نتاج للوجود  الطائفي والعرقي و من اعتاش عليهما والمصالحة في المفهوم السياسي هي مصالحة الشعب نفسه  .
لنستعرض معاً التأريخ الاسلامي للمصالحة الاسلامية  متأسين بالنبي الاكرم “ص” وتحت قوله تعالى (لكم اسوة حسنة في رسول الله)وكانت اولاها صلح الحديبية الذي عقده النبي الاكرم “ص” في بداية  نمو الدولة الاسلامية ولازالت حينها فتية وضعيفة  والتي اعطت فترة راحة لدولة الاسلام الفتية في استثمار هذا الهدوء والتوسع سلمياً اكثر وبعد عودت  الرسول محمد “ص” الى مكة المكرمة فاتحاً حيث ملئ الاسلام شبه الجزيرة العربية  وقد اطبق المسلمون  الحصار على مكة  وفي داخلها  اعداء الاسلام ومعانديه امثال  من كان يسب النبي ويرميه  بالحجار و من حاصره  فيها ومن هجره الى شعاب مكة ولاقى هناك الامرين من فقدان العزيزيين زوجته خديجة  وعمه ابوطاب “رضوان الله عليهما ” فما ذا كان رد النبي “ص”  الثأر من اعداء الدين ..لا ..انما منحهم  فرصة التوبه بقوله “اذهبوا انتم الطلقاء”  واضاف لها ” من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن ” مع اخباره من قبل الوحي جبرائيل “ع” لما سيدور على اهل بيته من  هؤلاء من كسر ظلع فاطمة الى ذبح  ولده الحسين “ع” وسبي عياله , الا انه اختار الصبر على الاذى من اجل اعلاء كلمة الاسلام ونشره في ارجاء المعمورة , وسار على نهجه الامام الحسن “ع” في صلح معاوية  والذي وصفة البعض في هذا الصلح ” بمذل المؤمنين”  يجهلون منه كان الحفاظ على البقية من اصحابه و اهل بيته وفتح فرصة لاخية الحسين “ع” في رسم دولة الاسلام الحقيقي من بعده .
ان مانشهده اليوم من كوارث دموية في البلاد الاسلامية ما سببه هو الابتعاد عن الواقع الاسلامي من قبل جميع المذاهب الاسلامية وبدون استثناء والذي جعلها في عزلة يملاها الفراغ الذي دخلته الافكار المندسة المناهضة للاسلام لذا نشهد هذه  الايام تكرر طرح مشروع المصالحة من قبل المتصدين للعملية السياسية لردع ذالك الصدع ولاسيما الاسلاميون السياسيون كالسيد عمار الحكيم الذي يمثل اوسع قاعدة شعبية وسياسية والذي عرف بالانفتاح الاسلامي والسياسي على جميع اطياف ومكونات الشعب العراقي مذكراً الجميع بمبادئ الاسلام والدعوى للحفاظ عليها مع  ان هذه المسألة قد انيطت الى نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي وقد خصصت لها 25 مليار دينار عراقي في موازنة عام 2015 , ونشهد نفور سياسين اخرين من المشروع ذاته  علماً ان المصالحة احد الاسس التي بنيت عليها الدولة العراقية الجديدة بعد العام 2003 وفشلت مساعيها كما فشلت باقي مشاريع  الحكومات السابقة في اعادة وحدة الوطن .
فنحن نعتقد ان المعركة المصيرية في تاريخ الاسلام المعاصر لن تحسم في الفتوحات الحربية  لصلاح الدين و الانبار والموصل وانما بعودة روح الاسلام الحقيقي الى الوطن والعالم الذي سلبه التكفيريون من خلال عراق واحد موحد مجَرمٌ فيه الاخوين داعش والبعث  والمصالحة في الاسلام لاتغفل حق المظلوم والقصاص من القاتل انما قال”  ولكم في الحياة قصاص يا اولي الالباب” فالمصالحة ايضاً القصاص لذوي الضحاي.