في حوار على شاشة الفضائية العراقية مساء يوم الجمعة 21 / 2 / 2014 ظهر السيد مقداد الشريفي رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية العليا للانتخابات بحديث ادهش من سمعه واصابني بالرهبة من قادم الايام وكأن في طياته المطالبة بالعودة الى عهد الدكتاتورية والتسلط واجبار المواطن على عمل شيء خارج رغبته ..
فقد قال الشريفي في حديثه عن اهمية البطاقة الانتخابية والحث على انتقائها انه ناقش الامر مع السيد رئيس الوزراء واخذ وعدا بأن يصدر قرار خلال ايام من مجلس الوزراء على جعل البطاقة الانتخابية الوثيقة الخامسة !!! المطلوبة عند ترويج المعاملات .. يعني ان المواطن عليه جلب المستمسكات الاربعة (الجنسية وشهادة الجنسية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن) والمعروفة في الدوائر الحكومية بـ(الصداميات الاربعة) وكذلك جلب البطاقة الانتخابية حتى يتمكن من اتمام معاملته اي ان المواطن سوف لا تقبل معاملته اذا لم يصطحب البطاقة الانتخابية !!!.. كما اكد الشريفي ان بعض المحافظين سوف يتبنون نفس القرار على ساكني محافظاتهم !!! ..
وبالقلم العريض يطالب رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية العليا للانتخابات على اجبار وارغام العراقيين على الذهاب الى الانتخابات وهذه بحد ذاتها مخالفة صريحة للعملية الديمقراطية ( وقد كفل الدستور حرية المواطن من الذهاب او عدم الذهاب الى الانتخابات ) وان جعل البطاقة الانتخابية وثيقة خامسة هو تهديد حقيقي الى كل من لا يستلمها بأنه سوف تهمل جميع معاملاته الرسمية وضياع حقوقه ..
ما هكذا تورد الابل يا سيد الشريفي .. فاذا تريد حث المواطنيين على استلام البطاقة الانتخابية واهميتها يوم الاقتراع فهناك عدة صور وامور في ذلك لا بالتهديد والوعيد .. وليس بالاجبار والاكراه .. فالانتخابات عملية ديمقراطية بحتة وللمواطن كامل الحرية في الادلاء بصوته او عدمه .. اما جعل البطاقة الوثيقة الخامسة فهذا امرا مرفوضا جملة وتفصيلا .. فالمواطن لا ينقصه عبء فوق اعبائه .. ففي الوقت الذي يريد فيه المواطن تقليل الروتين الممل وتخفيف المستمسكات المطلوبة في مراجعاته والتي تحتاج الى الاستساخات الملونة التي تثقل كاهل المواطن معنويا وماديا تأتي انت لتضيف بطاقة اخرى الى البطاقات (ام ان لك حصة في المطابع ومكاتب الاستنساخ) .