18 ديسمبر، 2024 7:05 م

مقتنيات رياضية لصالح الأعمال الخيرية !

مقتنيات رياضية لصالح الأعمال الخيرية !

ما زلت أذكر وسأظل منظر أحد أبطال العراق بلعبة التايكوندو أيام الحصار الامريكي الجائر على العراق قبل 2003 ، وكيف كان البطل العراقي يقف منزويا ومنكسرا أمام نفق ساحة التحرير وهو يبيع تحهيزاته الرياضية على أرضية الرصيف المغبر والحزن يعتصر قلبه فيما كانت عيناه تغالبان دموعه ، هذا البطل الرياضي لم يكن ليبيع أغراضه العزيزة على قلبه لولا الحاجة الماسة الى المال آنذاك ليدفع به ايجار منزله ، قسط مولدته ، تكاليف معيشته وعياله ، وليس بعيدا عنه كان هناك مثقفون عراقيون يبيعون كتبهم ، وآخرون يبيعون مكتباتهم ، واخرون أثاثهم من جراء الفاقة والعوز وما زلنا نسمع بين الحين والاخر برياضيين ومثقفين وشعراء وكتاب ومفكرين وفنانين وكيف يضطرون لبيع أثمن ما بحوزتهم ليعولوا بثمنها أنفسهم وأهليهم ، وليعالجوا أنفسهم وبعض المقربين اليهم، وحري بالنقابات المهنية والاتحادات الثقافية والإعلامية والرياضية ولاسيما نقابات الصحفيين والفنانين واتحاد الادباء والكتاب العراقيين ، واللجنة الاولمبية ، اضافة الى وزارتي الثقافة ، والشباب والرياضة،أن تفعل صندوقا خاصا لرعاية كل هؤلاء وانتشالهم من براثن البؤس والمرض والحاجة عند مرضهم ، أو عند كبر سنهم وبلوغهم أرذل العمر ، وحبذا لو شرع الرياضيون المحترفون ، والفنانون المترفون، بالتبرع ببعض ما رزقهم الله تعالى على خطى الرياضيين المشاهير، لصالح زملائهم وأقرانهم ونظرائهم ممن توارت عنهم الأنظار، وأطفئت دونهم الأضواء ، وغادرتهم الشهرة ، وجارت عليهم الأيام ، وكل قوي للزمان يلين !ولاشك بأن هناك عددا لابأس به من الرياضيين العالميين المشاهير ممن دأبوا على بيع مقتنياتهم الرياضية في المزادات العالمية لصالح الجمعيات الخيرية والأعمال الإنسانية ولعل من أبرزهم مسعود اوزيل ، وميسي ، ورونالدو ، وروجيه فيدرير، ودروغبا وغيرهم ولطالما شهدت المزادات العالمية بيع مقتنيات رياضية سبق لبسها واقتناؤها خلال البطولات والمنافسات والمباريات الدولية لصالح الجهات الخيرية ولقد أعادت قفازات حارس الأرجنتين في مونديال الدوحة 2022 والتي بيعت في مزاد علني لصالح مستشفى متخصص لعلاج سرطان الأطفال الى الواجهة أشهر الرياضيين المتبرعين وأبرز المقتنيات الرياضية التي بيعت لصالح الأعمال الخيرية . ” القفازات مميزة لكنها ستساعد طفلًا أكثر من وضعها بخزانة منزلي” بهذه العبارة التي تفيض عذوبة وانسانية أعرب حارس مرمى الأرجنتين إيميليانو “ديبو” مارتينيز عن فرحه الغامر ببيع قفازاته التي ارتداها خلال ركلات الترجيح في نهائي مونديال قطر 2022 ضد المنتخب الفرنسي بحسب تصريحات (مارتينيز) وقد بيعت القفازات بـ 45 ألف دولار أمريكي لمساعدة مرضى مستشفى (غاراهان ) لسرطان الأطفال بحسب المؤسّسة الأرجنتينية لطب الأطفال ، كذلك فعل النجم الألماني من أصول تركية (مسعود أوزيل) الذي اعتاد التبرع سرًا ومنذ سنوات لمساعدة (1000) طفل فضلا على إطعام 100 ألف شخص بلا مأوى وفقا لصحيفة (ذا صن البريطانية).ولم يختلف الحال مع لاعب التنس العالمي السويسري (روجيه فيدرير) الذي سبق له وأن عرض عشرات التجهيزات الرياضية لصالح الاعمال الخيرية بحسب دار كريستى للمزاداتولعل من أبرز معروضاته الحذاء الذى ارتداه خلال فوزه على (رافايل نادال) عام 2007 ببطولة (ويمبلدون ) كذلك المضرب أحرز به بطولة فرنسا المفتوحة للتنس عام 2009 بحسب تصريحات لـ (روجيه فيدرير) شخصيا فيما تم تحويل الأموال لدعم تعليم الأطفال في أفريقيا وسويسرا عن طريق مؤسسة (روجيه فيدرر )الخيرية .ولايختلف الحال مع المهاجم الإيفواري (ديدييه دروغبا ) الذي تبرع بـ (مليون يورو) لأسر ضحايا انفجار منجم الفحم التركي بحسب وكالة الانباء الالمانية،أما عن البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي ،الحاصل على جائزة أفضل لاعب في العالم خلال حفل جوائز( The Best ) لعام 2022 فقد سبق له أن باع الحذاء الذي سجل به هدفه (رقم 644) ليحطم الرقم القياسي المسجل باسم (بيليه) مقابل 125 ألف جنيه إسترليني لصالح الأطفال المرضى بمستشفى في مدينة برشلونة وفقا لشبكة “ESPN” ، كذلك فعل غريمه الدون ( كريستيانو رونالدو) إذ سبق له التبرع بـ 165 ألف دولار لتشييد مركز طبي لعلاج السرطان في البرتغال وفقا لمنظمة Do Something الخيرية كذلك تبرعه بقيمة حذائه الذهبي البالغة 1.5 مليون دولار لدعم مدارس الأطفال في قطاع غزة بحسب شبكة الريال كلاسيكو . فهل سيقتفي الرياضيون المحليون أثر أقرانهم ليبيعوا بعضا من مقتنياتهم الرياضية لصالح الأعمال الخيرية والإنسانية ؟!أودعناكم اغاتي