9 أبريل، 2024 8:24 م
Search
Close this search box.

مقتل الفنان في غروره

Facebook
Twitter
LinkedIn

بدا المخرج غانم حميد في الجلسة النقدية التي نوقش فيها العرض الذي قدمه في مهرجان المسرح العراقي المقام حاليا في بغداد والذي حمل عنوان ( the home ) في حالة غرور لاتطاق ،حتى وصل به الحال الى ان وضع نفسه على درجة واحدة مع الانبياء ،وذلك عندما صرح وبطريقة منفعلة ( ستذكرون هذا العمل ، مثلما مازلتم تذكرون عملي الاسبق الهذيانات ، لانني نبي )
بتقديري ، هذا ادعاء ،وتطرف مبالغ به كثيرا ، يمكن قبوله من الساسة والجنرالات ومن على شاكلتهم من الموهومين بالعظمة، ولكن لايصح ابدا مع شخصية الفنان .
ان اي مبدع في مجال عمله من الممكن ان يصيب بما يذهب اليه من افكار وتوقعات، ومن المكن ايضا ان يكون بعيدا عن ملامسة الحقائق ، حاله حال اي مفكر او باحث او محلل .
فأن يقارن غانم حميد نفسه بالانبياء، هذا ليس فيه شيئ من الحكمة ابدا، ولن يضيف اليه بقدر ما ينتقص منه .
ويفهم من ادعائه النبوة، انه يسعى الى ان يسبغ على قناعاته صفة القداسة ، وكأنه يقول لنا : لن اسمح للاخرين ان يختلفوا معي او ينتقدوني ،فأنا فوق النقد والنقاد والجمهور .
وهنا يتحول الفنان الى دكتاتور صغير ، يمارس القمع على الاخرين بوعيه وارادته .
الفن ، مغامرة لاكتشاف العالم ، وقد تفشل هذه المغامرة او قد تصل بالفنان الى ماينشده من تطلعات جمالية وانسانية ، والمهم في كلا الحالتين، ليس الفشل والنجاح، انما انجاز التجربة بذاتها .
عندما نستذكر اساتذتنا الكبار امثال سامي عبد الحميد الذي تقام هذه الدورة باسمه ، لم نسمع عنه يوما انه قال عن نفسه نبيا ، بل كان اول المنتقدين لنفسه ولتجاربه ، والشواهد على ذلك كثيرة .
قبل ان يصيبنا الغرور ، يتوجب علينا ان نتذكر جيدا ، باننا مازلنا نعمل في الظل،رغم تجاربنا وتاريخنا الطويل، لاننا لم نقدم نظريات ولاتجارب يقتفيها المسرحيون في العالم المتقدم مسرحيا ،بل اننا مازلنا نقتفي ونقلد ونستنسخ ما يتم انتاجه في اوربا واميركا من عروض ونصوص وسينوكرافيا ، وبالامكان اكتشاف ذلك بضغطة زر في موقع اليوتب او في محرك البحث كوكل .
اما عن العرض الذي قدمه والذي اثار لغطا وموجة انتقاد شديدة ضده، لم يسلم منها ايضا (نص العرض) الذي كتبه علي عبد النبي الزيدي ، فعلى مايبدو ان الفنانة اقبال نعيم كانت محقة في منعه من العرض قبل عدة اعوام ، عندما كانت تتولى مسؤولية دائرة السينما والمسرح ، لانه شيطن محافظات بعينها وحمل مجتمعاتها مسؤولية الارهاب والموت الذي يجتاح العراق بعد العام ٢٠٠٣ .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب