18 ديسمبر، 2024 9:07 م

مقتل إبليس على يد المهدي

مقتل إبليس على يد المهدي

إن ما سمعناهُ وقراناهُ من علمائنا الإجلاء ومن قراننا الكريم ، إن إبليس إباء واستكبر إن يكون من الساجدين إلى ادم (ع) ، كون ادم من طين ، وهو من نار ، وهنا لغة التفضيل هي التي أخرجت إبليس من رحمة الله وجنتهٌ ، وأعود إبليس بعذاب شديد ، لكن ما بعد هذا الخلاف التفضيلي ، وبعد مرور مدة من الزمن لا احد يعرف مدتها ، ما الذي حصل وسيحصل ، نستنتج ذلك من كتاب الله الحكيم ، وبعض التوضيحات التي دونها لنا روح الدين ، محمد الصدر قدست نفسهُ ،
_______
الأطروحة الأولى ( غير الرمزية ) :- وتبدأ هذه الأطروحة من زاوية ظهور القران الكريم بان إبليس مخلوق معين ذو شخصية محددة ، وهو الذي أصبح منذ عصيانه الأمر الإلهي بالسجود لأدم (ع) مصدر الشر والخطايا لأدم وذريته . وقد دعا إبليس ربه في ذلك الحين إن يرزقه العمر الطويل ليقوم بهمته خير قيام … وقد أجابه إلى ذلك ، ومن هنا كان إي كفر أو انحراف أو عصيان في البشرية منسوباً إلى إبليس أو الشيطان ، غير إن إبليس دعا ربه إن يهبه العمر إلى نهاية البشرية ( إلى يوم يبعثون فاستجاب له قسماً من هذا الدعاء ورفض الأخر ، بان أعطاه قسماً من العمر المطلوب الحجر ، 37 ، 38 ( قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ )

وهو يوم الظهور وتأسيس الدولة العالمية ، حيث يقوم الإمام المهدي (ع) ( بقتلهُ )

، وتبقى البشرية بدون شيطان ، فتكون تربيتها أسهل وتكاملها أسرع ، وربما تكون هذه السرعة إضعاف ما هي عليه في حياة إبليس !! ..

غير إن أهم مناقشة تواجهها هذه الأطروحة ، بعد التسليم بان ذاك الخبر وحده غير كافِ في الإثبات التاريخي … هي جهلنا بمقصود القران الكريم من ( الوقت المعلوم ) فان القران ظاهر فعلاً بان ( الوقت المعلوم ) اقصر مدة واقرب زماناً من ( يوم يبعثون ) ، إلا انه لم يحدد هذا الوقت المعلوم …

فلعل المراد به يوم موت إبليس نفسه ، فكأنه قال : انك من المنظرين إلى حين موتك ،

ولعل المراد به يوم ظهور المهدي (ع) كما هو مبين في هذا الخبر ،

ولعل المراد به يوم وجود المجتمع المعصوم ، كما سنسمع في الأطروحة الآتية ،

ولعل المراد الإشارة إلى وجود حادث كوني معين يودي بحياة الشيطان ، أو يجعل حياة الشياطين متعذرة .

وحيث لا معين لأحد هذه الاحتمالات من ظاهر القران الكريم ، وهذا الخبر وحده غير كافِ ، إذن فلا يمكن التأكد من صحة الأطروحة الأولى . انتهت الأطروحة الأولى ، والتي تتناول موت إبليس بموته الحقيقي فقط .

تاريخ ما بعد الظهور ، 575

الأطروحة الثانية ( الأطروحة الرمزية ) :- وهي إن نفهم من مقتل إبليس مقتله في نفوس البشر ، بحيث انه _ مهما كان في ذاته _ لا يبقى له أي اثر أو وجود عملي على سلوك البشر على الإطلاق ، وذلك حين تجتث الدولة الإسلامية العالمية العادلة ، عناصر السوء والفساد من الأرض وتبدلها إلى جو الخير والصلاح ، في نفوس وعقول الإفراد أجمعين ، فحينئذ لا يبقى لوجود إبليس أية قيمة من الناحية العملية ، وإما بقاؤه حياً في عالمه أو موته هناك ، فهذا غير مهم بالنسبة ألينا

وحيث كان وجود الخير والصلاح في البشرية كلها ناتجاً من جهود الإمام المهدي (ع) وتعاليمه وقوانينه ، كان نسبة مقتل إبليس إليه أمراً صحيحاً ، وإنما كان مقتله في مسجد الكوفة _ على ما نطق به الخبر _ لأن هذا المسجد بصفته أحد المراكز المهمة في العاصمة العالمية : الكوفة ، سيكون منطلق تعاليم المهدي (ع) ونشر هدايته على العالم ، ومن الواضح عندئذ كيف يتأسف الشيطان لذلك ويجزع ، كما سمعنا من الخبر _ ويكون مقتولاً في النفوس بسيف المهدي (ع) وسلاحهُ المعنوي . انتهى الأطروحة الثانية

تاريخ ما بعد الظهور ، 576

وبعد هاتين الأطروحتين ، برهاً واستنتج على نقطتين لا ثالث لهما :-

النقطة الأولى :- أن الشيطان ما دام موجوداً في الواقع ، فإنه متسلط على البشرية ، ولا يعقل انفكاكه عن ذلك إلا ” بموته ” ، وهذا يبرهن على عدم صحة الأطروحة الرمزية ، بل إنما يمكن الخلاص منه بقتله الحقيقي فقط .

النقطة الثانية :- أن تطبيق العدل الكامل متوقف على قتل الشيطان ، لأنه يتوقف على شيوع الإيمان بين البشر ، وهذا لا يكون لا يكون في حياة إبليس ، إذاً فلا بد من قتله من أجل ذلك ، فيكون قتله خطوة أولى لصلاح البشرية وتطبيق العدل الكامل فيها ، ومن هنا يمكننا أن نفهم من ( الوقت المعلوم ) الذي هو نهاية عمر إبليس يوم قتل المهدي (ع) إياه ، فإنه لا بد له أن يقتله من أجل فسح المجال لتطبيق الأطروحة العادلة الكاملة ، وإنجاح تخطيط التكامل في عصر ما بعد الظهور .

ولا ينبغي أن نتحدث عن إبليس أكثر من ذلك .

تاريخ ما بعد الظهور ، 579

ــــــــــــــــــــــــــــ

أن ما فهمنا في هذهِ السطور العملاقة التي خطها ذلك الملاك البشري ذو الحوار الكوني المختلف ، السيد محمد الصدر قدست نفسه ،

أولاً :- إن ( يوم الوقت المعلوم ) هو يختلف تماماً عن ( يوم يبعثون ) حسب تفسير الصدر الثاني (قد) ، إن ( يوم يبعثون ) ، هو يوم الحساب ، إما (يوم الوقت المعلوم ) فهو أقصر مدة وأقرب زماناً من ( يوم يبعثون ) ، لكنهُ لم يحدد ذلك اليوم ، يطرح أكثر من طرح ، في الأطروحة الأولى ، ونحنُ نقول وحسب ما أكد الصدر بشكل غير مباشر ، أن ذلك اليوم هو يوم ظهور المهدي (عج) حيث قال

( كما هو مبين في هذا الخبر ) .

ثانياً :- أن نسب مقتل إبليس إلى المهدي هو أمراً صحيحاً ، وأن تطبيق العدالة الكاملة متوقف على قتل إبليس ، فيكون قتلهُ خطوة أولى لصلاح البشرية وتطبيق العدل الكامل فيها ، وإنجاح تخطيط التكامل في عصر ما بعد الظهور ، وإن لمقتل إبليس نهاية لقانون المعصية ، وإشراقه وفسح مجال لقانون العصمة .

ثالثاً :- أكد الصدر من خلال موسوعته العظيمة ، إن إبليس هو شخص عادي ، وليس حوار كوني ، أو قانون يجمع الانحراف والمعصية والكفر ، بل انهُ رجل يستنشق الهواء مثلنا ، وانأ اعتقد إن من يتصور إن إبليس قانون لكل ما لا يرضِ الله أقول إن هذا الشخص متأثر بالفهم الإلحادي من حيث لا يشعر حبيبي .

رابعاً :- أن إبليس يقتل قتل حقيقي لا غير ، وليس القتل المعنوي ، أي يقتل بسيف المهدي (ع) المعنوي بنفوس الأجيال ، وأكد الصدر في النقطة الأولى حيث فند الأطروحة الرمزية التي تقول إن إبليس قانون جامع لقوى الشر ، ولكل أمراً غير مرضاً لله عز وجل ، وللتأكيد إن إبليس رجل يستنشق الهواء ومن صنف البشر ويقتل على يد القائم المنتظر .

ختاماً ، إن الصورة قد وضحت الآن ، وقد تبيان إن إبليس رجل ، ويقتل على يد المهدي ، إن لقتله أولى خطوات الصلاح ، وليس إبليس قانون عام لقوى الشر وكل شي غير مرضاً لله ، ومن يسأل من هو إبليس ، جوابي لهُ كجواب محمد الصدر قدست نفسهُ ( ولا ينبغي إن نتحدث عن إبليس أكثر من ذلك )