23 ديسمبر، 2024 2:55 ص

مقتــــــدى الصـــــدر فـــــي السعـــــودية ؟!!

مقتــــــدى الصـــــدر فـــــي السعـــــودية ؟!!

تابعنا باهتمام بالغ الزيارة التي يقوم مقتدى الصدر الى السعودية ، والتي جاءت بدعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، حيث تأتي الزيارة في خضم الاقتتال الطائفي الذي يسود منطقة الشرق الأوسط ، وتصارع التضاد ، وقطبي الصراع فيها ( الولايات المتحدة وحلفائها ومحور الممانعة المتمثل بروسيا وإيران ) الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن هذه الزيارة وأسبابها ، وما هي الدواعي التي دعت السعودية الى استقبال قائد ميليشيات مسلحة شيعية ، تتهمه السعودية بإثارة الطائفية ، وتدعوا في الجهر والعلن الى تكفيره ؟!!
الصدر يستعد وبحسب التقارير الخبرية الى خطاب ناري ضد إيران وحلفائها ، وتحديداً السيد المالكي ، إذ أن وعلى الرغم من التحضيرات السرية للزيارة ، والتي شابها الغموض والتكتم ، إلا أن الزيارة خرجت الى العلن ، الى جانب الرفض الإيراني لهذه الزيارة إلا أن الصدر يسعى الى إيجاد حليف إقليمي يقوي حظوظه السياسية ، ويسعى الى تدعين نفوذه وتحقيق مشروعه السياسي ، كما يسعى الأخير من خلال زيارته الى السعودية الى إيجاد حراك شعبي من أجل ضرب المفسدين ،والدعوة الى حل الحشد الشعبي وفصائله كافة ، ومحاولة عبور حلفاءه الشيعة ، أو الذين ابتعدوا عن النفوذ الإيراني ، وتحصيل رعاة إقليميين في الخليج .
الزيارة والاستقبال الحافل للصدر يشكل أنقلاباً في سياسة آل سعود المعادية للتشيع عموماً ، وتبنيها للبعد القومي العربي ، والتي تعد مقدمة لتغيير إستراتيجيتها في المنطقة ، وفي أطار توجه سعودي في الانفتاح على القوى السياسية الشيعية العراقية ، والهدف هو تقليص النفوذ الإيراني ، وتحقيق التوازن الإقليمي في المنطقة ، والمتابع يجد أن أغلب من زار السعودية من السياسيين العراقيين هم من المناهضين للسياسة الإيرانية في العراق ، ويعارضون الهيمنة التي تمارسها طهران على القوى السياسية العراقية ، في مقابل السعودية التي تضري على وتر العروبة والقومية ، ومحاولة سحب العراق من دائرة إيران ،فيما يرى مراقبون للشأن العراقي أن الزيارة ستكون سبباً في تصعيد المواجهة بين إيران والسعودية ، واتساع الأمر الذي يجعلنا أمام متغيرات جديدة في السياسية السعودية تجاه المنطقة عموماً والعراق خصوصاً .
المنطقة عموماً ملتهبة ، وتقف على حافة المواجهة والانهيار ، بسبب الإعداد لسايكس بيكو جديد للمنطقة ، قائم على حطب الطائفية والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية وعلى امتداد الخمسين سنة الماضية سعت الأخيرة الى بث الشر في المنطقة ، وزرع الفرقة والتفتيت والانقسام بين ، كما أن السعودية وبدعم مباشر من أميركا تسعى لان تكون شرطي المنطقة العربية ، إلا أنها وجدت مستنقع اليمن أشد وطأة على هذا المخطط ، ويبدو أنها تسعى الآن الى تغيير منهجها التكفيري للآخرين بمنهج الحوار ، والسعي الجاد الى مد أواصر الثقة والتي سيكون العراق البداية فيها .