19 ديسمبر، 2024 5:42 ص

مقتطفات من المؤتمر الخامس للصحافة التركمانية

مقتطفات من المؤتمر الخامس للصحافة التركمانية

مقدمة
الأعلام بشكل عام وسيلة لإيصال المعلومة الى الشعوب والامم حيث يقوم الصحفي بدور ناقل المعلومة من الطرف الاول اي الاعلام الى الطرف الثاني المستهدف وبالتالي فان الصحفي يكون بمثابة جسر بين الطرفين.
قبل كل شيء فان الصحفي هو انسان من دم ولحم وشعور وكيف ان للآخرين رؤية للأحداث فأن الصحفي له راي ايضا وهو رأي واضح المعالم للأحداث , لكن وللأسف الشديد نرى بأن السياسي دائما ما يتعامل بحذر مع الصحفيين وهذا يؤثر بشكل سلبي على الدور الحقيقي للطرفين وخاصة ذلك الذي يجب ان يلعبه السياسي في تطوير الأعلام وإيصال معلومة سير الأحداث ومجرياتها.
بعدما استطاعت الشبكة العنكبوتية (الانترنيت) الوصول الى البيوت عبر جهاز الكومبيوتر فأن المواقع الالكترونية فرضت هيمنتها على الصحف الورقية لذلك فأن الولايات المتحدة الامريكية قد أعلنت بأن عام 2020 سيكون نهاية الصحف الورقية.
لكن ونظراً الى ان المواقع الالكترونية تدار من قبل شخص واحد فان المتابع بدأ لا يؤمن بحقيقة الاخبار التي تنشر في هذه المواقع وهذا يؤثر بشكل كبير على فقدان خاصية وصفة المهنية الصحفية لهذه المواقع.
انطلاق المؤتمر:
مابين 17_18 مايس الحالي شهدت مدينة اسطنبول التركية انطلاق مجريات المؤتمر الخامس للصحافة التركمانية وبحضور عددا من الصحفيين التركمان والعراقيين والعرب والذي شهد ايضا غياب الصحفيين الأتراك وعدم مشاركة قسم من المدعوين من العاملين في فضائية توركمن ايلي ولأسباب مجهولة.

جلسات الراحلين:
إن ما ميز هذا المؤتمر عن المؤتمرات السابقة هو تسمية الجلسات بأسماء الراحلين من أعضاء هيئة الصحافة التركمانية حيث بدأ المؤتمر بجلسة شهيد الصحافة والادب التركماني محمد مهدي بيات والاديب الراحل قحطان الهرمزي والأديب الراحل ايضا مولود طه قاياجى ورائد المسرح التركماني عصمت الهرمزي والكاتب رفعت يولجو واخيراً الشاعر طالب الونداوي. 
الجلسة الأولى ومطالب تركمانية من نقيب الصحفيين العراقيين
ابتدأت الجلسة الأولى من المؤتمر بوابل من الانتقادات التي وجهت من قبل المشاركين في المؤتمر لنقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي حول عدم اصدار هويات انتساب للنقابة والذي قوبل من قبل النقيب بالسكوت وعدم إعطاء اي مبرر لتأخرهم في إصدار الهويات.
نظرة الاعلاميين العرب الى الصحافة التركمانية
 وفي جلسة اخرى ساد النقد غير المبرر من قبل الاعلاميين العرب الى الاعلام التركماني بشكل عام واكدوا ايضا بأن الاعلام التركماني لا يخاطب الا نفسه.
نقد الاعلام التركماني بشكل عام يحتاج الى متابعة دقيقة واعداد دراسة لبحث جوانب عدم وصول هذا الاعلام الى المستوى الذي يطمح اليه الشعب التركماني وقضيته,ومن غير المعقول القول بأن الاعلام التركماني لا يخاطب الا نفسه لان المواقع الكترونية التركمانية من اوسع المواقع متابعة لو اجرينا مقارنة مع المواقع الاخرى وخاصة تلك التي تخاطب العرب وبلغة عربية جيدة المستوى .
قضائية توركمن أيلي
الكل كان يتوقع ان تحتل فضائية توركمن ايلي قمة المناقشة الساخنة في جلسات المؤتمر لكن هذا لم يحدث حيث لم يتطرق احد الى  أسلوب تعامل هذه الفضائية  مع حقوق الشعب التركماني ومطالبه السياسية لا سيما ان الفترة الماضية قد شهدت فقدان فضائية توركمن أيلي  لعدد كبير من برامجها السياسية لكن العاملين في الاعلام التركماني وفي جلسات جانبية اكدوا على ضرورة انشاء فضائية تركمانية جديدة وذلك لخلق تنافس بينهما وبالتالي قد يساعد هذا الحدث الى تطوير ملموس في عمل الفضائية.
غموض في السياسية التركمانية:-
د.أسامة مهدي صحفي عراقي متألق يقيم في العاصمة الانكليزية لندن وهو محرر في جريدة ايلاف الالكترونية اول جريدة الكترونية في الشرق الاوسط وكان احد المشاركين في المؤتمر قال لي في احدى الجلسات الجانبية بأن هنالك غموض في السياسية التركمانية من خلال البيانات التي تصدر في الاعلام وبالتالي هذا الغموض يؤثر نشر هذه البيانات في الاعلام مما يجعل العملية السياسية في العراق تفتقد الى رؤية تركمانية حقيقة لاحداث والمجريات.
 الثورة في مصر
قد يتوقف القراء عند مروره من هذا العنوان ويتسأل ما علاقته بالمؤتمر الخامس للصحافة التركمانية ,حقيقة للصحفي المصري أبو بكر ابو المجد دور بارز في الدفاع عن القضية التركمانية من خلال نشره العديد من المقالات في الصحف المصرية وحتى الصحف التركمانية وله أيضا مشاركة بارزة في المؤتمرات السابقة وفي لقاء صميمي معه سالته  هل الثورة في مصر قد انحرفت عن مسارها الحقيقي ؟ .
رغم انه قد تعجب من السؤال لكنه قال مبتسما بأن الثورة مازلت بخير ونصحني بعدم الاهتمام بما يصدر في الاعلام المصري لانه لا يمثل الحقيقية.
محطة يشار صبحي:
رغم انني تأثرت بالعديد من الصحفيين والكتاب التركمان والذين اعتبرهم مثالا لي في مهنتي الصحفية لكن للفنان الساخر ورسام الكاريكاتير يشار صبحي مكان خاص بين هؤلاء لانه استطاع ان يضيف لونا خاصا للإعلام التركماني عندما  قام برسم العديد من الكاريكاتيرات ذات مواضيع مهمة وذات مهنية صحفية تساعد في ايصال الرسالة الى المقابل المستهدف بكل سهولة ولطف.
د.نصرت مردان ود.محمد عمر قزانجى والصحفي قاسم صارى كهية.
عندما كنت أشاهد الأسماء الذين ذكرتهم وكأني اشهد المرحوم والدي لانه كان يعزهم كثيراً وكان يذكرهم دائما بكل خير وفي احدى حواراتي معهم خلال مجريات المؤتمر قلت لهم بأنهم كثيرا ما أشاهدهم يلزمون الصمت ولا يشاركون في المناقشات وقلت أيضا هل هذا السكوت دليل على دعم رضاهم عن المؤتمر وكانت إجاباتهم ب(كلا) وأكدوا لي بأن المؤتمر جيدا ويليق بعراقة الإعلام التركماني.
مسك الختام:
المؤتمرات والاجتماعات والحوارات وسائل لتطوير الواقع الذي يخدمه المرء وهي إيصال إعداد خطط مستقبلية للمؤسسات التي تحاول التقدم والعمل بالمستوى الذي يطمح إليه الأفراد
المؤتمر الخامس للصحافة التركماني هو ليس إلا محاولة تركمانية لتقريب وجهات النظر بين أصحاب الأقلام والعاملين في الصحافة التركمانية وتحديد معالم الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب التركماني والكرة ألان في ساحة الهيئة الجديدة للاستمرار في النهج الذي سلكه أعضاء الهيئة السابقة الذين بدورهم سعوا  بكل جهد ومهنية لكي ترقى الهيئة إلى مستوى تنافس فيها المؤسسات الإعلامية العراقية الأخرى.
اسطنبول        

أحدث المقالات

أحدث المقالات