18 ديسمبر، 2024 11:06 م

مقتطفاتٌ ما من الجبهة الداخليّة الإسرائيلية .!

مقتطفاتٌ ما من الجبهة الداخليّة الإسرائيلية .!

بدا وما انفكّ يبدو وبتجلٍّ أنّ للإسرائيليين ” وحكومتهم وحاخاماتهم وجنرالاتهم ” بشكلٍ اكثر خصوصية ” , أنّهم او لديهم سعة خيالٍ يبتغون تطبيقها على ارض الواقع , بينما وقائع الواقع تعكس عكس ذلك , وبكلّ الإتجاهات المتضادة والمتقاطعة .!

فعلى ضوء ارتفاع نسبة خسائر الجيش الإسرائيلي في الأرواح والدبابات والآليات العسكرية الأخريات , وعلى الإرتفاع النوعي لأصوات ساسة اسرائيليين رفيعي المستوى في التذمّر من ديمومة الحرب دون تحقيق ايٍّ من اهدافها < ولعلّ تصريح زعيم المعارضة الإسرائيلية الأخير” يائير لابيد ” كأنموذجٍ على الأقل , بقوله مؤخراً : بأنه لو كان رئيساً للوزراء في 7 اكتوبر – تشرين الماضي وحدث ما حدث لإستقال فوراً .! , كدليلٍ مجسّمٍ على سوء ادارة او قيادة نتنياهو للمعركة , وإدخال الشعب الإسرائيلي في دهاليز المتاهات والملاجئ جرّاء الصواريخ الفلسطينية على الأقل ايضاً .!

  سعة هذا الخيال الصهيوني متمثّلاً بقياداته المتفرّعة او المتنوعة ” المشار اليها اعلاه , دفعته مؤخراً او في الأيام الأخيرة الماضية الى تقديم مقترحاتٍ ما الى دولة قطر ” وكأنها ستعلنها بأسمها ! ” وتارةً اخرى عبرَ احدى الصحف كَ ” يديعوت احرونوت او ها آرتس , وايضاً اخيراً من خلال القناة الفضائية 13 الإسرائيلية , يقدّم فيها مقترحاً جديداً تتضمّن فحواه الى ” إفراج حماس عن الجنود والمجندات الإسرائيليات والفتيات الأخريات ” مقابل 2 من أسرى فلسطينيين محددين من القادة السابقين في المكتب السياسي لفتح , ويرافق ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكّان في قطاع غزّة ( دونما ايّ اشارةٍ لضمان او التأكيد على عدم عودتها اليها ! ) , ومع هدنة تمتد الى اسبوعين ” وقابلة لتمديدها ! ” – وهي ايضاً قابلة لعدم تمديدها او حتى خرقها كما متوقّع –

  مرّةً اخرى , وربما اخرى بعد اخرى , فسعة وحجم ومساحة خيال ورؤى القيادة الإسرائيلية , أنّها تجرّأتْ بصلفٍ الى عدم الإشارة المباشرة وغير المباشرة بعدم ذكر فقرة او عبارة < وقف اطلاق النار > كليّاً , ووقف الغارات الجويّة الهمجية على تجمّعات المدنيين الفلسطينيين في مدن ومناطق القطّاع وارغامهم قسراً للإنتقال والتهجير الى مناطقٍ اخرى متباعدة عن بعضها , ومن ثَمّ اعادة قصفهم بالطيران .!

 مجمل المقترحات الإسرائيلية الأخيرة , أثارتْ قهقهةً ازدرائيّةً خفيفة من الإستخفاف المتندّر لدى كلّ القيادات الفلسطينية داخل وخارج قطّاع غزّة , وعلى عموم الصعيد القومي , وبضمنه شعوب دول التطبيع العربية !