العراق يمر بمرحة عصيبة، في حربه على الدواعش بالمناطق المغتصبة، وهو يتعرض بين الحين والأخر، الى تفجيرات إرهابية في العاصمة بغداد، يذهب ضحيتها الأبرياء، والحكومة تسعى خجلة لإصلاح الوضع السياسي المزري، وبين دواعش الفساد وعصاباتها، وسفاحي العصر أصحاب جهاد النكاح وقطع الرؤوس، وما بين هذا وذاك تجد أن الناس هم الضحية، وسط كل هذه الفوضى، يدفعون الثمن غالياً من أبنائهم وأحبائهم.منذ أكثر من عشر سنين ونيف، والعراق في طاحونة الموت تسحقه دون رحمة، فتركت لنا اليتامى والنساء الثكلى، والأمهات المفجوعات، حتى أمسى البلد أسوأ البلدان في العالم، من ناحية العيش والأمان، وأكثر الدول التي نظمت قصصاً للمصائب والنوائب، وها هو اليوم يشق طريقه، لصناعة نهر ثالث من دماء أبنائه، ليقف نداً مع دجلة والفرات!جيش من الموقوفين والمتهمين بقضايا إرهابية،
بعضهم ثبتت التهم القضائية عليه، وصدرت الأحكام القطعية بحقهم، ولكن دون تنفيذ لأسباب كثيرة منها، أولاً المجاملات الرئاسية، والضعف في إقرار قوانين الإعدام، تحت تأثير الأجندات الدولية المتشدقة بحقوق الإنسان، دون أن يلحظوا مقدار الدمار والدماء، التي حدثت في عراق الصبر والتحدي. أما السبب الثاني هو وجود بعض السفارات، التي تتدخل بهذا الشأن، لأن الإرهابيين من مواطنيها أمثال السعودية وتونس، وبعض الدول الأجنبية التي أصبحت سفاراتها، مقرات لعقد الصفقات المشبوهة، مع ضعفاء النفوس المتنفذين في البلد.السبب الثالث هو حجم الفساد المستشري، في بعض الأجهزة العدلية، التي تقوم بصفقات مشبوهة وبمخططات خبيثة، لغرض تهريب هؤلاء السجناء وبحجج واهية، مقابل حفنة من الأوراق الخضراء، ويتم إطلاق سراحهم بكل وقاحة، ثم تنمو الخلايا من جديد لتنفذ تفجيراتها،
حسب توجيهات أمراء القتل والتكفير.أهم الأسباب هو ضعف الحكومات المتعاقبة، وعدم وجود رجل يكون على قدر المستوى المطلوب، في تنفيذ إحكام الإعدام دون خوف وتردد، أو النظر الى الوراء حفاظاً على كرسيه الحقير الفاني.مقترح جريء بحاجة الى رجل بمعنى الكلمة لتنفيذ الأحكام، بعد تفعيل دور القضاء النزيه، وتطبيقها على وجه السرعة، مهما كانت ردود أفعال الدول، وتعميق الجهد الإستخباري، ومتابعة العناصر الفاسدة في الأجهزة الأمنية، وفتح ملفات الفساد المعطلة، وتنفيذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين والمفسدين. ختاماً: المتصدرون دائماً جبناء، لا يستطيعون أن يكونوا رجالاً بمعنى الكلمة، لأنهم لا يأبهون بهذا الدم المراق، بين الأرصفة، والأسواق، والأزقة، تاركين البلد يغط في السبات الدموي، ويبدو أن لا نهاية لهذه المأساة، وكأن الإرهاب ينقل هزائمه من ساحات المواجهة، مع الجيش العراقي، والحشد المقدس، والحشد العشائري، ليصنع له نصراً دامياً في المدن الآمنة، ألا اللعنة على مَنْ يعطل قوانين الإعدام بحق الإرهابيين كائناً مَنْ كان.