17 نوفمبر، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

مقترح اضعه بين يدي المالكي لانهاء كل ازمات العراق

مقترح اضعه بين يدي المالكي لانهاء كل ازمات العراق

يقول المثل العراقي الاثير (من تملا البطون تعمة العيون) ، اذ ان هذا المثل قابل للتطبيق على اكثر من موقف، ويخضع لتفسيرات عدة ، منها بان البطن الممتلئة بالطعام ، لا تشعر بالبطن الخاوية ، ومنها بان البطن الخاوية لا تهتم بالاخطاء التي تدور حوله … والخ من التفسيرات.

لكن هذا المثل اجزم بانه يمكن ان يكون قاعدة رصينة لبناء استراتيجية لحل جميع مشكلات الشعب العراقي ، الاقتصادية ، الاجتماعية والسياسية ، على ان تبدأ هذه القاعدة بالانسان العراقي ، ببناءه بناءا جديدا يختلف كليا عن كل النهج الذي استخدم من قبل حكومات الدولة العراقية الحديثة .

على الحكومة اولا ان تدرس نفسية الانسان العراقي وحالته المعاشية بصورة دقيقة بعيدا عن الاحصائيات والارقام التي ربما يكون بعضها منطقيا ، وبعضها مبالغا فيه ، وكذلك دراسة تركيبته الاجتماعية ، والتي ستبين جميعها ، على ان هذا الانسان مليء بالتناقضات في شخصيته ، وهذه التناقضات (لسنا بصدد مناقشتها) لم تتواجد في شخصيته عن طريق الصدفة ، انما تواجدت نتيجة مروره بتاريخ طويل من القهر والحرمان والمعاناة والعيش في ظل الظلم واهانة شخصيته وكرامته ، التي كان يتلقاها من حكوماته ، التي عودته على ان لا ينظر ابدا لاي مستقبل مشرق ، سوى النظر للدماء التي لطالما ملأت شوارع البلاد ، وكذلك الحروب التي زج فيها دون ارادته ، والاحتلالات التي تعرضت لها بلاده .

وعلى الحكومة ان تعي جيدا بان هذا الشعب ، لا يشعر بقيمته ابدا في ظل الاحباط من الحالة الاقتصادية المتدنية والخدمات الشبه معدومة ، وامواله التي يراها بام عينه تذهب في جيوب المفسدون ، فضلا عن حالة الخوف والرعب التي يعيشها بشكل يومي جراء الصراعات السياسية التي اثبتت قدرتها على زج هذا الشعب بحرب طائفية محتملة (لا سمح الله) .

فاي انسان يفقد الامل بمستقبله وقيمته ، يمكن ان ينجرف بكل سهولة للتيارات الفكرية السلبية او التنظيمات المسلحة التي توهمه بان قيمته تكون كبيرة من خلال العنف والقتل والممارسات الغير انسانية .

لذا على الحكومة ان تجرب تطبيق هذا المثل (من تملا البطون تعمة العيون) ، وتعمل على انهاء معاناة هذا المواطن بقرار بسيط ، بان تملأ بطون هذا الشعب بطريقة جديدة ومبتكرة ، بتخصيص نصف ميزانية البلاد السنوية البالغة تقريبا 100 مليار دولار وتوزع بالتساوي على كل فرد ، وتستخدم الدولة النصف الاخر بما شائت ، وبهذا ستحقق الدولة :

اولا – رفع الحالة المعاشية للفرد العراقي ، والتي سوف تدفعه الى غض النظر عن كل المشكلات التي تحيط به ، وكذلك عن كل الاخطاء في الدولة ، لانها لن تهمه في ظل انشغاله بتطوير حالته المعاشية ، وربما السفر للسياحة والاستجمام .

ثانيا – سوف يجنب الشاب العراقي من الانجرار وراء التيارات السلبية التي تحدثنا عنها انفا.

ثالثا – هذه الحالة سوف تساعد بشكل كبير على استتباب الوضع الامني ، لانها سوف تُفقد الارهابيين لكل حواضهم ، وتحث المواطن على تعقبهم ، والذي سيكون اكثر اقتناعا ورفضا لهذه التيارات .

رابعا – ستضمن الدولة عدم زج المواطن العراقي نفسه في المشكلات السياسية ، كما يحدث الان من التظاهرات المتناقضة في عدد من محافظات البلاد .

وغيرها من النقاط التي لا يسع هذه المقالة البسيطة قولها .

ومن العدالة ان نقول : ان هذه الفكرة تستخدمها دول الخليج التي تعيش شعوبها في ظل دكتاتورياتها ، لكن هذه الشعوب بنفس الوقت لا تهتم لحكوماتها ، بسبب ان هذه الحكومات (اعمت عيون شعوبها) عن الاخطاء والسرقات التي ترتكبها عوائلهم المالكة ، بسبب تخصيصها لبعض الواردات المالية لشعوبها .

وهنا اسئل حكومتنا … هل هذا كثير على شعبنا العراقي العريق ؟ فلو خطت الحكومة هذه الخطوة ستكون قد حققت انجازا تاريخيا ، وسيقوم هذا الشعب بذكرها لالاف السنين ، وسيقول الفرد العراقي لنجله ان الرفاهية التي تعيش انت بظلها هي بفضل فلان الذي حكمنا في الفترة الفلانية ، في حالة شبيهة بالطفل الاماراتي المولود حديثا الذي يذكر الشيخ زايد (رحمه الله) دون ان يراه .

أحدث المقالات