مسلسل الخيانات لا ينتهي أو يتوقف ما دامت المصالح القذرة تعشعش في عقول وقلوب الخونة وتتغلب على كل صيحات الاستهجان والتنديد والاستنكار بعد أن صادرة منهم كل ذرة ضمير أو حس وطني وأنساني !! ولم تشفع كل الألام والمعاناة والأثار والتبعات من ردع الخونة عن أرتكاب القبائح والمفاسد التي باتت تلازمهم وتتحكم بافعالهم !ولدينا منهم نماذج وقحة شكلت تهديد حقيقي لوجود العراق ومازالت تشكل خطراً دائماً لا يتوقف عند حدود العراق والمنطقة !, وما قام به (مقتدى الصدر) من خيانة جديدة تضاف لقائمة الخيانات السابقة في سجله الأجرامي وصفحة السوداء في تاريخ العراق!! عندما ضرب كل المواقف والمشاعر والتضحيات التي حددت مساراتها دماء الشهداء والمعتقلين والمغيبين والاوفياء , وكم طبل بأسمهم وتاجر بتضحياتهم وتسبب بمعاناتهم وفرط بالحقوق وانتهك العهود والمواثيق التي استغفل بها السذج وغرر بهم ونصبه نفسه قائداً ومصلحا ووطنياً!! لكن فعلته الشنيعة بزيارة (السعودية ) نسفت كل شعاراته وطمرت كل خطاباته وأقصته عن منصة الرمزية التي سعى وتسلق اليها على جماجم الأبرياء ودماء الشهداء, وما زيارته للسعودية إلا مصلحة شخصية لها إبعاد خاصة لا مصلحة للوطن فيها! بل اراد مها تسجيل حضور ووجود وسط زحمة التنافس والصراعات التي فتحت مزادها وسوف تطيح بعناوين جاثمة على صدور العراقيين تستمد وجودها من إضعاف الوطن بنشر الفوضى فيه, ونريد أن نستعرض توقيت ومناسبة الزيارة كي نعرف أهدافها وغاياتها فاذا عرفنا السبب بطل العجب !! والقصة واضحة ومكشوفة تعتمد المكر والخداع وفق كل مرحلة لاتمت للثوابت بصلة ولا ترتبط بالاخلاق لا من قريب ولا من بعيد بل تحكمها المصالح الضيقة والقذرة!! ولو عدنا لخطاب مقتدى السابق في تحريض الشارع ضد السعودية واستغلال كل فرصة وبدون فرصة لاثارة التوتر تحت ذرائع عده وحجج متعددة !! تارة هدم قبور ائمة البقيع أو دعم ثوار البحرين أو الوقوف مع الحوثيين ضد السعودية والأهم من كل ذلك أتهامها بدعم (داعش) وزعزعت الاوضاع في العراق كل هذه الخطابات وغيرها تبناها مقتدى ضد السعودية وبسبب ذلك أسس له جمهور وتيار يقف خلفه وكيف اختار مقتدى المعسكر الأيراني بعد 2003 وتم تدريب مليشياته في معسكرات إيران حتى انشطرت اليوم الى فصائل إجرامية تعيث بارض العراق الخراب والفساد!! واكثرها تتبع (المرشد الأيراني) عقائديا وعسكرياً!! ونتذكر كيف هرب مقتدى بعد صولة الفرسان الى ايران بعد أن قتلت مليشياته العشرات من قوات الامن العراقية والمدنيين الابرياء وكانت مرحلة تجنيد أيرانية لمقتدى شكلت تيار سياسي حقق نفوذ في السلطة التشريعية والتنفيذية برعاية ومباركة ايرانية وقد حدد مقتدى خطابه ضد السعودية بلهجة حادة وقاسية كي يرضى ويقبل عنه المرشد!! وعلى هذا الاساس حصل على الدعم , اما اليوم والعلاقات الايرانية السعودية في اسوء حالاتها تمثل زيارة مقتدى طعنة الى ايران وخروج على طاعة المرشد والدخول في جلباب الملك سلمان!! فماذا يعني ذلك سوى أن مقتدى ايقن ان ايران ورقة محترقة ولا يمكن الاعتماد علها في المرحلة القادمة وكسب رعاية السعودية تمنحه فرصة للبقاء في دائرة اهتمام(المحتل الامريكي) الذي اصدع رؤوسنا مقتدى بمحاربة وجوده في العراق واليوم لم نسمع له صوت أو موقف تجاه الارتال الجرارة للمحتلين في انحاء العراق المختلفة!! وزيارة مقتدى هي صفقة اميركية برعاية السعودية وتحالف جديد يجمع علاوي وجناح العبادي وعمار الحكيم وغيرهم وهذه الامور ليست وليدة بل تم التنسيق عليها لفترة طويلة وباعلان زيارة مقتدى نجحت السعودية في توجيه ضربة موجعة لايران!! والضربات قادمة وقوية, وقصة ان السعودية تحتاج لمقتدى او غيره فهذه نكته مضحكة ولن تنسى السعودية افعال مقتدى وهي خسارة لمقتدى ومكسب للسعودية بكل المقاييس!!