…………. الديكتاتوريون الجدد
عراق تحكمه ثلة جائت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من دكتاتورية لتتمسك هي الاخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع.. افكان امير المؤمنين عليه السلام يستطيع النوم وهناك في القرب منه جائع ؟
هذا ما قاله السيد مقتدى الصدر، في بداية خطابه، الأخير، يوم الثلاثاء، 18 شباط 2014 ..
ويمكن مناقشة عدد من القضايا، أهمها:
اولا: ان العناوين والاحزاب التي حكمت العراق في السنين العشر الاخيرة، قد انقلبت على شعاراتها، وخانت الثقة المعطاة لها من قبل جهات الداخل، وخاصة من قبل الصدريين..
وهذا الكلام له مقدمات اهمها..
…………… خيانة الامانة
. ان (ابواسراء) قدم نفسه الى مكتب السيد الشهيد الصدر (رض) عام 2003، بإعتباره مقلدا للصدر الثاني، ومحبا وخادما للخط الصدري، وكان كثير المراجعة للمكتب، متقربا بمن يعرفهم من شخوص، صدرية، تعرف اليها في سوريا..
.. كان يعرض خدماته الى الصدريين، ونجح في احراز ثقتهم، بما لازمه من فقره المادي، وبساطته الريفية، وشعاراته ضد البعثيين، ومزايداته العقائدية..
… وتمكن من الحصول على موافقة الصدريين، لتمثيلهم في التفاوضات مع الائتلاف السياسي (الشيعي) حينها.. وهذا يفسر حصوله على الدعم لرئاسة الوزراء (في الولاية الاولى)..
…. في بداية الولاية الاولى، قدم المالكي طقوس الطاعة للصدريين، وتجسدت تلك الطقوس، بذهابه، مباشرة، بعد استلام المنصب الى النجف الاشرف، لينتظر السماح له بمقابلة السيد مقتدى الصدر..
….. حينها، تعمد سماحته، ان يمنعه من الدخول، ليمتحن طاعته، ووافق رئيس مجلس الوزراء على الانتظار حوالي ثلاث ساعات، جالسا في موكبه الرئاسي، ينتظر الاذن بالدخول، لتقديم الشكر للسيد مقتدى الصدر..
…… لم يلتزم المالكي طويلا بالعهود التي قدمها للصدريين، وفضل ان ينسق مع الجهات الدولية، والاقليمية، لضمان الاستمرار بالحكم، وبالطريقة التي تناسب مزاجه الاستبدادي الجديد، بعد ان اسكرته خمرة الحكم.. وغرق في كرسي السلطة الكبير..
…………… التجارة بالدين
لقد ابتليت المدن المقدسة عموما، بافراد يلبسون اللباس الديني، ويتظاهرون بالاخلاق الحسنة، ويرددون الكلمات المثيرة للعاطفة الدينية.. ليغشوا الوافدين لزيارة المقدسات.. ويسرقوا اموالهم بطرق ملتوية، مغطاة غلاف ديني مصطنع..
هذا السلوك الوضيع، هو ما تمسكت به الاحزاب الشيعية ، غالبا، وخاصة حزب السلطة، ولم يتورع في استخدام الرموز الدينية لاغراضه السياسية الدنيئة، واستمروا باستغلال العاطفة الدينية للقواعد الشعبية، وخاصة ابناء الريف والقبائل..
ثم اثارة الشعور ضد الاخر، وترويج الاشاعات لاثارة الشحن الطائفي، واتهام السيد مقتدى الصدر على انه (سني) ثم (وهابي).. وغير ذلك..
…………… السلطة تلوث سمعة التشيع
وواجه الصدر تجاوزات السلطة، بسعة صدر وصبر، لان الامر قد تعلق بملايين الشيعة الذين حركتهم العاطفة الدينية، وانخدعوا باكاذيب السلطة التي تدعي التشيع..
والشي الاخطر، الذي يخافه الصدر، هو انعكاسات السلوك الفاسد للسلطة على سمعة (التشيع).. ذلك العنوان المقدس الذي حافظ على منظومة القيم العالية المتمثلة بالعدل العلوي والكرم الحسني والايثار الحسيني..
هذا الحرص الصدري على سمعة (التشيع) وسمعة الامام علي (ع) ومحاولة الحفاظ على براءتهما مما قد يلحق به من ملوثات السلطة، هو احد الاسباب الرئيسة للطلاق بين الصدر.. وسلطة علي بابا..
وحسب فهمي، ان ما قاله السيد مقتدى الصدر، ان خوفه على سمعة ابيه، إنما يقصد به الخوف على سمعة ماهو اعلى من ذلك، أي سمعة الامام علي (ع).. الا انه لا يمتلك الحق ليكون ناطقا عن التشيع وعن الامام علي (ع).. فاستخدم حقه العرفي، في بيانه الاعتزالي (15 شباط) ليقول:
كوني الوريث للشهيد الثاني..!!
وللحديث بقية..
[email protected]