18 ديسمبر، 2024 10:14 م

مقتدى الصدر وقبله صدام حسين, على خطى جدهما علي بن ابي طالب واولاده المعصومين الحسن والحسين!-3

مقتدى الصدر وقبله صدام حسين, على خطى جدهما علي بن ابي طالب واولاده المعصومين الحسن والحسين!-3

–إن حضارة إسبانيا العربية، القريبة منا حقاً، المتحدثة إلى حواسنا وذائقتنا أكثر من روما واليونان، قد كانت عرضة لدوس الأقدام (وأؤثر ألا أنظر فى أى أقدام!) – لماذا؟ لأن تلك الحضارة استمدت نورها من غرائز أرستقراطية، غرائز فحولية، ولأنها تقول نعم للحياة، إضافة إلى طرائق الرقة العذبة للحياة العربية، لقد حارب الصليبيون من بعد عالماً كان من الأحرى بهم أن ينحنوا أمامه فى التراب، عالم حضارة إذا قارنا بها حتى قرننا التاسع عشر فإن هذا الأخير قد يظهر فقيراً ومتخلفاً! لقد كانوا يحلمون بالغنائم، ما فى ذلك من شك، فالشرق كان ثرياً!، لننظر إذن إلى الأشياء كما هي! الحروب الصليبية؟ إنها قرصنة من العيار الثقيل، لا غير.

(نيتشة)

 

–اي امة تدنس ابطالها التاريخيون الذين صنعوا المجد والعزة والقوة والعظمة والدولة وتعبد من قاتل اولئك الابطال واطاح بهم انما هي امة مريضة بداء الجرب الفكري الذي يعود لاسباب خارجية او دينية! ويجب ان تستفيق وتقدس العظمة والقوة بدلا من تقديس الضعف والدجل والكذب!

( الكاتب)

–القائد الفاشل هو الذي يمتلك موارد هائلة ولايحقق الا الهزائم ثم يرمي باخطاء قيادته نحو اتباعه! القيادة ابداع والهام وذكاء وقوة اما القادة العظماء امثال جورج واشنطون فقد استطاعوا بموارد محدودة جدا من تحقيق انتصارات مدوية.

من لايستطيع القيادة فعليه التنحي لمن هو اهل لها بدلا ان يخرب الدولة والشعب في مغامرات صبيانية وتجارب فاشلة لاتنتهي.

(الكاتب)

 

(10)

في عام 1963 بعد انقلاب شباط اعترف البعثيون والقوميون الحاكمون, باستقلال الكويت عن العراق بعد مطالبة الزعيم قاسم بها في حزيران 1961 بعد الانسحاب البريطاني منها, ولم يوافق الاتحاد السوفيتي على دخولها للامم المتحدة ولكن عبد الناصر ادخلها للجامعة العربية! وانسحب العراق من الجامعة تلك!

كانت الكويت مستعدة قبل الانقلاب لتقديم تنازلات كبيرة جدا للعراق ومنها اتحاد فدرالي او كونفدرالي وان تكون هناك وزارات مهمة, اتحادية! ولكن الزعيم رفض, فلم يدر بخلده ان هناك اجلاف كلاب مجربة يمكن ان تخون العراق بهذا الشكل!

ولكن تاريخ العراق من قبل ومن بعد, سيخبرنا الكثير عن امثال هولاء واكثر منهم!

لقد باعوا الكويت دون ثمن, وكان لديها مع ايران والموساد يد طويلة في تمرد ناكر الجميل, برزاني في ايلول 1961 الذي كان احد اسباب سقوط الزعيم, وقد ارسل برزاني الاب برقية للانقلابيين يهنئهم بالانقلاب الدموي ويقول التقت الثورتان الكردية والعربية!

ولم يدر بخلده ان عصر الانفالات قد بدا للتو وان كل الانظمة السابقة كانت تمارس الاحماء فقط ولم تمارس العملية الاجرامية الحقيقية المضادة لهم.

بعد ذلك الحدث الجلل الذي غطته بحار الدماء ولم ينتبه له الشعب العراقي كثيرا…

كما هو الان من فرط الاوضاع المزرية, لايرى المخاطر الهائلة التي تتهدد وجود العراق كدولة, من الفساد ونهب الاموال وقطع المياه والمخدرات والتزايد السكاني والتامر الخارجي والداخلي…

بعد ذلك ب 27 عاما في اب 1990 قرر صدام ان يرجع الفرع للاصل, الذي الفرع الذي تنازل رفاقه عنه!

ولم يكن ذلك عملا وطنيا خالصا ابدا, بل عملا انتقاميا ارعنا,مما قامت به الكويت مع غيرها من تخفيض اسعار النفط الى 8 او 10 دولار وسحب النفط العراقي بطرق مائلة وكل ذلك لايبتعد عن التدبير الامريكي وفي اعطاء الضوء الاخضر لصدام الغبي في عمل ذلك ليتم سحقه مع العراق كله.

لم يفهم صدام ان الوقت الملائم لمثل هذا العمل كان قد ولى, بعد بداية انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الشرقية بداية من عام 1989 او قبل ذلك, وانه دون التفاهم مع امريكا او بامتلاك العراق للقنابل والصواريخ النووية ولقوى جبارة اخرى وتحالفات دولية خطرة ووسائل ناعمة ومطاولة واللعب على الحدود المقبولة دوليا كما تفعل ايران الان ذلك, فان النجاح في ذلك, هو عمل غير ممكن ابدا! لا بل انه مجرد انتحار مدفوع بحب الظهور ومرض جنون العظمة الذي يعاني منه صدام! وغيره من قادة عراقيين اخرين! كما سنرى!

وفي عام 1980 بدا صدام الحرب الواسعة النطاق ضد ايران في امل لنصر ساحق سريع!, بعد ان بدات ايران الحرب صغيرة النطاق غير محددة الاتجاهات ضد العراق مع وصول نظام الملالي والموامنة الماسونية للسلطة في طهران عام 1979 بتدبير غربي امريكي لاهداف محددة في الشرق الاوسط..

ودام القتال المدمر 8 اعوام حتى انتهى والقوات العراقية داخل الاراضي الايرانية, وايران منهارة عسكريا ونفسيا واقتصاديا وحقق صدام نصرا مدويا في تركيع العمايم التي راهنت على نصر ساحق, وفي حالة رعب وخوف غربية اسرائيلية مما حصل.

كانت العمامئم تظن زيفا, ان طريق القدس يمر من كربلاء! بينما كان طه ياسين رمضان يقول ان طريق القدس يمر من عبادان!

انتهى العراق الى نصر ساحق مع قوات مسلحة قوية واقتصاد منهار يعتمد على النفط فقط وديون هائلة, وكان يمكن لصدام مع شعب تعداده اقل من 18 مليون نسمة ان يحقق قفزات صناعية وزراعية وعمرانية وسياحية ولكنه لم يهتم كثيرا الا بالقوات المسلحة والصناعة العسكرية! والطلايب واسعة الاتجاهات!

اجتاح صدام الكويت في 8 اب 1990 وسماه يوم النداء! وقدم تنازلات كبيرة لايران وكأن الحرب لم تندلع معها, وغامر مرة اخرى في كشف ظهر العراق امام ايران التي لاتوتمن – ومعها فقط وقف اطلاق النار وليس معاهدة سلام ولم تتحقق حتى الان!- وفي الشمال هناك عصابة اجرامية برزانية عبثت بتاريخ العراق مع كل زناة الارض!

من بين المصادرحول المراسلات بين صدام وايران هو:

رفسنجاني في رسالة لصدام: تتحدث عن القومية العربية وتنتقد رفضنا لاحتلال الكويت (الحلقة السابعة) | الشرق الأوسط (aawsat.com)

كان صدام قد اعلن عن مبادرة الاعلان القومي في 8 شباط 1980:

الفقرة 2 منها تتضمن تحريم اللجوء إلى استخدام القوات المسلحة من قبل أية دولة عربية ضد أية دولة عربية أخرى وفض أية منازعات يمكن أن تنشأ بين الدول العربية بالوسائل السلمية وفي ظل مبادىء العمل القومي المشترك والمصلحة العربية العليا.

ولكنه بعد 8 سنوات بلع مبادرته!

وكان اجتاح الكويت اقسى زلزال تعرض له العراق والامة العربية, وادى لنتائج كارثية على كل الاصعدة ومازال العراق يئن منها للان وغير ذلك كل المعادلات والمسارات والمستقبل للعراق وللمنطقة!

وبعد كل الخسائر والاثمان الفادحة للاجتياح, قبل صدام بعد الحرب المدمرة للعراق بين 17 يناير إلى 28 فبراير 1991 كل القرارات الدولية, التي قوضت العراق ودمرته وحاصرته وحطمت صناعته العسكرية وقواته المسلحة وقوات ردعه الصاروخية وبرامجه الكيمياوية والصاروخية والبايولوجية وصناعاته وحوصر العراق ودمر وعاد برزاني للسيطرة على شمال العراق كله كما لم يحدث من قبل ودخلت ايران وافشلت انتقاضة الشعب ضد النظام عبر تسيدها للحركة ورفع صور خميني , كما تسيد الصدر كل الانتفاضات بعد عام 2003 ليسحقها! وهكذا وضع العراق بين الذلة والذلة!

لقد بدا عصر الهيمنة الفارسية على المشرق العربي بعد تلك الحرب! ودفع بقوة بعد اسقاط امريكا للعراق في عام 2003!

ولو راينا الفرق الشاسع بين مطالب صدام وطروحاته وسياساته اولا ومن ثم قبوله بكل شي عدا الاطاحة به, بين عامي 1980 الى عام 2003 لراينا اي منقلب قد انقلب الرجل…

لم يجري احد تحليل نفسي وتاريخي وسياسي عميق عن سبب كل ماحدث في العراق, وكيف يمكن تجنب كل ذلك مستقبلا, لقد دفع العراق ثمنا باهضا جدا لفترات طويلة وسالت الدماء انهارا وعبر العراقيون بحور الدماء والمعاناة التي لم يبلغها ربما اي شعب اخر, وضاعت فرص التقدم والحياة والثروات والحياة الحرة الكريمة, ولم يتحدث احد ربما عن الاسباب الحقيقية التي ادت لذلك ولا عن كيفية تجنب ذلك في المستقبل!

 

(11)

في عام 35هـ قتل عثمان بثورة شعبية بسبب فساد النظام والاثرة- وهل هناك نظام بلا فساد!, وحتى علي بن ابي طالب الذي جاء بعده جلب للسلطة المقربين له! من عديمي الكفاءة, ومنهم من سرق الميزانية وهرب مثل ابن عباس حبر الامة!

وفتح ذلك القتل الابواب امام الفتنة الكبرى التي كان يمكن تجنبها بالحكمة او بالعمل الفني المحدود الفعال, اي بسم او قتل عثمان دون معرفة الفاعل كما يحدث في العراق الان, وعلى نطاق واسع, او اقناعه بالتنحي او استبداله برجل مقبول للجميع وربما كانت هناك عدة خيارات تمنع انزلاق الامة للمجهول والحرب, بدلا ان تتوقف الفتوحات وينشغل الناس بقتال بعضهم البعض وظهور حركات خطرة استمرت لفترات طويلة.

كان بناء الدولة الجديدة على علاتها قد بدا على يد النبي محمد في جزيرة العرب وتوسعت تلك الدولة بشكل خارق ضد اقوى امبراطوريتان في العالم الفارسية والبيزنطية في عهد ابو بكر وعمر وعثمان ذاته! وبعده في عهد معاوية وبني امية ومن ثم بني العباس!

وحسب المصدر

عثمان بن عفان – ويكيبيديا (wikipedia.org)

(في خلافة عثمان فتحت العديد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية، فقد فتحت في أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.)

 

كان ذلك الرجل مع الشيخين نموذج صارخ لرجل الدولة العظيمة – ضمن الظروف الدولية انذاك وحتى مابعدها عندما كان الغزو او الفتوحات والتوسع هو ديدن كل الدول., وبدلا من ان يكون العرب قوة محتلة يتلاعب بها اباطرة واكاسرة العالم اصبحوا قوة يحسب لها الف حساب وعاشت الامة عزيزة قوية مكرمة ….على الرغم من راينا الشخصي عن ان الفتوحات هي اعمال نهب للشعوب الاخرى ولكنها امر لابد منه ربما في وقتها وظروفها فالعالم كان ملكا مشاعا لكل الاقوياء وبدلا من ان تكون ضعيفا فان الافضل ان تكون قويا!

هنا جاءت الفتنة الكبرى ولكن كيف دبرت ومن ورائها!

المهم, قتل عثمان ببشاعة وكان يمكن منع ذلك العمل او تحويل القوة الثورية لطريق اخر على الرغم من علات عثمان واثرته مع بني معاوية ولكن هولاء الناس رجال دولة وحضارة وتقدم وقوة!

بعد ايام انتخب الثائرون او انتخبت المدينة علي بن ابي طالب فقرر, كما اسلفنا تنحية معاوية من بلاد الشام التي اصبحت حصنا له ليس من السهل ازالته الا بالدهاء والمكر والحكمة خدمة لمصالح الامة!

كما هو حال الحشد الفارسي الذي صنعه المالكي اولا واطاح بثلث العراق والموازنة وارواح عشرات الاف من الشباب من اجل ذلك في حزيران 2014.

لو كانت الدماء التي سالت بين فريقي علي ومعاوية قد استخدمت للفتوحات, لكان العرب قد وصلوا الى امم اخرى وامتدت دولتهم الى مناطق شاسعة اخرى.

هذا النموذج سيتكرر في التاريخ, نموذج الحقد والتخريب ضد اي قائد يسعى لقوة الدولة وتوسعها وثرائها! لا بل انه دخل في صلب التفكير والعقيدة الدينية لبعض الطوائف! وعبر الزيف والخداع والتضليل وعدم ذكر الانجازات والاعمال الخارقة لهولاء بل التركيز والتثقيف على اعمال بسيطة مدانة ولكنها لاترقى الى الحط من عظمة هولاء القادة الابطال ومنهم خالد بن الوليد وعمر وابو بكر وعثمان وغيرهم.

لم يقبل علي بن ابي طالب النصيحة, بترك معاوية في منصبه – على ان يكون هو الخليفة الوحيد- ولكنه بعد معركة صفين قبل (وافق) على الحكمين! اي قبل ان يكون بمستوى معاوية!

وزاد الطين بلة ان الحسن لما صار الخليفة في عام الجماعة! في 41 هـ تنازل عن السلطة الى معاوية بدلا من ان يتفق مع معاوية على ان تكون لطرف ثالث تتفق عليه الامة!

ومن ثم زاد البلل, ان الحسين قد طالب بالخلافة مرة اخرى بعد وفاة معاوية وقام بحركة ثورية فاشلة ادت لتصفية ال البيت! واذلالهم مع العراقيين, دون داعي في ثقة عمياء من اجل السلطة باهل العراق, وقد تحمل العراق والشام ويلات الحرب الاهلية التي اراد الحسين اعادتها من جديد, وقد سبق لعلي والحسن ان اشتكوا من غدر او تلكوء او خيانة اهل العراق لهم فكيف يعود مرة اخرى ولمصلحة من!

كان نجاح ثورته يعني عودة الحرب الاهلية مجددا! وعودة الدماء وتوقف الفتوحات!! وليس هناك اي دليل على ان حكم ال البيت هو اكثر قوة وابداعا وعظمة للدولة من حكم غيرهم.

لابل تثار علامات استفهام خطيرة عن الطريقة التي نفذ بها الحسين حركته البطيئة وجلبه اهله! معه.

انها لاتشي باي عبقرية ولا سياق صحيح لتنفيذها وهذا ماكلف العراق والعرب الكثير!

لقد كانت تلك الثورة لعنة ابدية على العراق وتاريخه ومستقبله ولاندري لماذا لم يختر بلدا اخرا غير العراق!

هناك خلل تاريخي في اهل العراق يجب ان يصحح يوما ما بالاعتماد على الدراسات النفسية والعلمية الموثوقة!

اما انجازات معاوية فهي حسب المصدر

معاوية بن أبي سفيان – المعرفة (marefa.org)

(بعد قيام الدولة الاموية وعاصمتها دمشق وتولي معاوية بن ابي سفيان الخلافة وتقوية الدولة الإسلامية استأنف الفتوحات الإسلامية ، في عهد معاوية بن أبي سفيان اتسعت رقعة بلاد المسلمين جهة بلاد الروم، وبلاد السند ، وكابل ، والأهواز ، وبلاد ما وراء النهر، وشمال أفريقيا ، حتى وصلت إلى أكبر اتساع لدولة في تاريخ الإسلام الدولة الاموية )

 

(12)

من اجل المزيد من الاطلاع

حسب المصدر

عام الجماعة – ويكيبيديا (wikipedia.org)

(عام الجماعة هو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان عام 41 هـ – 661م، وسمي «عام الجماعة» بسبب اجتماع الناس على معاوية.

كان معاوية واليًا على بلاد الشام منذ عهد عمر بن الخطاب، كان معاوية بن أبي سفيان قد امتنع عن تقديم البيعة لعلي، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين.. فتوجه علي بجيشه إلى الشام وعسكر الجيشان حين التقيا بموقع يسمى صفين، ثم بدأت مفاوضات بين الطرفين عبر الرسائل، واستمرت لمدة مائة يوم لكنها لم تأت بنتيجة، فبدأت مناوشات بين الجيشين أسفرت عن قتال استمر لمدة أسبوع فيما يعرف بمعركة صفين (36 – 37 هـ / 657م.

ثم اتفقا على التحكيم، ثم عاد القتال من جديد واستطاع معاوية أن يحقق بعض الانتصارات وضم عمرو بن العاص مصر بالإضافة إلى الشام.

لما قُتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي، بايع أهل الكوفة الحسن بن علي بالخلافة في سنة 40هـ. واستمر الحسن بعد بيعته خليفة على الحجاز واليمن والعراق وخراسان وغير ذلك نحو سبعة أشهر. وبعد مراسلات بين الحسن ومعاوية، وتنازل الحسن، واستقر الأمر لمعاوية فأصبح خليفة المسلمين، وقامت الدولة الأموية التي تنتسب إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فحكمت نحو تسعين عاما (41 – 132 هـ) الموافق (661 – 750م.)

ومن المصدر

معركة صفين – ويكيبيديا (wikipedia.org)

(وموقعة (صفين هي معركةٌ وقعت في منطقة تُعرف حالياً بالحدود السورية العراقية … في شهر صفر سنة 37 هـ, بعد موقعة الجمل بسنة تقريباً. وانتهت بالتحكيم في شهر رمضان من نفس السنة….

لمّا رأى معاوية انتصارات جيش علي على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات. فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم، ليدعوا جيش علي إلى التوقف عن القتال ويدعون علياً إلى حكم القرآن.

وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش علي حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: «يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تجبهم» وكان علي في هذا الموقف أمام خيارين: فإما المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل معاوية. وإما القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً. فقبل علي بن أبي طالب التحكيم وترك القتال.. فتعاهدوا على ذلك، واتفقوا على ألا ينقض أحد عهده، وأنهم سوف يذهبون لقتلهم، أو يموتون، وتواعدوا أن يقتلوهم شهر رمضان، وكتموا الأمر عن الناس جميعًا إلا القليل، ومن هؤلاء القليل من تاب وحدّث بهذا الأمر. وتوقف القتال وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام، وأمر كل منهما بإطلاق أسرى الفريق الآخر وعاد كُلٌّ إلى بلده.

قُتل من الطرفين خلال المعركة سبعون ألف شهيد، فمن أصحاب معاوية بن أبي سفيان قتل خمسة وأربعون ألفاً، ومن أصحاب علي بن أبي طالب خمسة وعشرون ألفاً.

ذهب كل من الحكمين إلى كل فريق على حدة، وأخذا منهما العهود والمواثيق أنهما أي الحكمان آمنان على أنفسهما، وعلى أهليهما، وأن الأمة كلها عونٌ لهما على ما يريان، وأن على الجميع أن يطيع على ما في هذه الصحيفة، فأعطاهم القوم العهود والمواثيق على ذلك، فجلسا سويًا، واتفقا على أنهما يجلسان للحكم في رمضان من نفس العام، وكان حينئذ في شهر صفر سنة 37 هـ.)

 

 

[email protected]