23 ديسمبر، 2024 2:03 ص

على الرغم من صدورالقرار الاميركي الذي نص على “قانون تشريع السفارة” منذ 1995، فإن الرؤساء السابقين لدونالد ترامب كانوا يؤجلون تطبيقه، حيث انحازت السياسة الخارجية بشكل عام إلى سياسة الأمم المتحدة والقوى الكبرى الأخرى التي لا تعتبر القدس عاصمة لإسرائيل ولا تعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية العربية بعد احتلالها في حرب عام 1967، على أمل إنجاح مفاوضات السلام بناء على حل الدولتين.
غير أن ترامب لم يكن يترك فرصة تمر خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016 ودعم اللوبي الصهيوني له اثناء حملته الانتخابية دون أن يؤكد أنه سيبادر فور فوزه بالرئاسة إلى نقل سفارة بلاده إلى القدس. وهذا ما سعى اليه من خلال التخطيط له من قبل المؤسسات اليهودية مما يترك الباب مفتوحا امام موجة الغضب الشعبي العربي العارمة التي احدثتها زوبعة قراره الجديد وان كانت تتطلب الاجراءات الخاصة بنقل السفارة الكثير من الوقت ولعدة مراحل من خلال توفير البنايات اللازمة ومستلزماتها وتخصيص المبالغ المكلفة واجراءات نقل الموظفين واقناع المجتمع العالمي بقانونية ودستورية الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وعملية نقل سفارة اميركا من تل ابيب الى القدس ومن حيث اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، واصدار أمر الى وزارة الخارجية الأميركية بالبدء في إعداد خطة لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس في عملية لا يحدد جدولها الزمني. ماهي الا مرحلة من مراحل المخطط المشبوه الاميركي الصهيوني بعد اضعاف دور العرب وضرب كبرى الدول العربية التي كانت تعيق حركة مشاريعهم التوسعية في “فلسطين المحتلة”
وبما ان عدد من الزعماء العرب قد حذروا ترامب من عواقب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والتي ستكون حتما امام مرمى استهدافها من المعارضة الفلسطينية وفصائلها المسلحة لكن المؤشرات والوقائع تشير ان ما يمر به الوطن العربي اليوم من مشكلات وتجاذبات سياسية وحروب وصراعات داخلية من جراء ما يسمى بحركة التغيير او” الربيع العربي” التي جعلت من الامة مقسمة ومهشمة وضعيفة جراء الصراعات الداخلية وموجة العنف الدائرة في المحيط العربي وتغلغل الارهاب في جذوره وسلبياته الخطيرة وتداعياته الخطيرة التي افرزتها الحروب والصراعات وضعت الامة الاسلامية امام منعطفات خطيرة من التوتر والصراع الطائفي والاثني والقومي وان كل هذه العوامل والاسباب جعلت من الامة العربية اليوم في اسوأ مشاهدها من الجبن والتخاذل امام قضايا الامة المصيرية ومن اهمها قضية فلسطين والاستيلاء على بيت المقدس الشريف ومكانته المقدسة لدى المسلمين . وامام موجة التصعيد في الرفض العالمي تجاه هذه القضية المعقدة والتي ستكون اشبه بالقنبلة الموقوتة في المنطقة والشرق الأوسط عموما.وخصوصا بعد التصريحات الحادة التي اطلقها الزعيم العراقي مقتدى الصدر الذي يقود أكبر جيش من الفصائل الإسلامية المقاومة في المنطقة “سرايا السلام” والذي قد يطلق ساعة الصفر في أية لحظة في دك معاقل تل ابيب او ضرب بعض السفارات والمصالح الأميركية في المنطقة ضمن مجال المنطقة العربية المجاورة لإسرائيل لتوفر الامكانيات والقدرة العسكرية والدعم المطلوب بالتعاون المشترك مع “حزب الله “والجانب السوري وهذا ما يشير اليه في عدة خطابات وتصريحات خاصة بشان القضية الفلسطينية وموضوع القدس الذي يعتبرها من القضايا الإسلامية المصيرية والذي اعلنها مؤخرا في خطابه الأخير بقوة مخاطبا قوى الشر والظلام بالتراجع عن القرار او استخدام الوسائل الدفاعية للدفاع عن مقدسات المسلمين وعدم التجاوز عليها ومصادرتها من غير وجه حق ومخاطبا الأمة الإسلامية بمقاطعة السفارات الأميركية وعدم التخلي عن القدس العربية باعتبارها شرف الأمة وعزها وتاريخها الاسلامي .وان العراق كان له دورا بارزا وفاعلا في القضية الفلسطينية وصمودها ومقاومتها ودعمها وان قدرات العراق ومواقفه العربية والاسلامية في اعلى مقاييس التضحية في الذود عن شرف الأمة عبر مراحل التاريخ وضربه تل ابيب بصواريخ “الحسين” في احداث التسعينات من شواهد العصرالتي لقنت تل ابيب درسا قاسيا وان العراق بصفوة رجاله المؤمنين والمخلصين قادر اليوم ايضا وفي اي وقت يشاء ان يدك معاقل الصهاينة وقوى الشر الظلامي وربما ستكون فعلا الحرب المرتقبة الاخيرة بين العرب والصهاينة والتي ستمتد الى افاق بعيدة في شرارة اطلقها زعيم المقاومة في العراق “مقتدى الصدر” إذ لم تتراجع اميركا عن قرارها بعد اعمال الشجب والاستنكار والتنديد بقرارها المشؤوم وان كانت ماضية في شرها المطلق ستكون هنالك عواقب وخيمة ستشهدها المنطقة وستنجر الى حرب ستحرق اليهود في عقر دارهم.