بعد إعلان اعتزاله العمل السياسي وحل كتلة التيار الصدري ،شن مقتدى الصدر هجوما هو الأعنف على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ،واصفا إياه (بالدكتاتور والطاغوت المتسلط على الرقاب )،وان (وطننا تحكمه الذئاب المتعطشة للمال والدماء والقتل )،وان الأموال قد أعمت حكومة المالكي ويجب عدم ترك العراق لأهل الباطل في الانتخابات القادمة ،وان حكومة المالكي تصف كل من يعارضه بالإرهاب ،كما يصف البرلمان بالعاجز حتى عن الدفاع عن نفسه ،فما هي خلفية هكذا تصريحات نارية وفاضحة لحكومة المالكي (وشهد شاهد من أهلها )،وهذا اعتراف خطير جدا، لحكومة تعتقل وتقتل كل من يعارضها من أبناء الشعب العراقي دون أن تستثني طائفة او احد من المكونات العراقية ،وتعاملها بدكتاتورية طائفية مقيتة،هنا قراءة لهذا الخطاب والاعترافات والشهادة التي قدمها مقتدى الصدر ،وهل هي صحوة ضمير عراقي ام ضغوط إيرانية مورست عليه لضمان فوز نوري المالكي في ولاية ثالثة وفسح المجال أمامه للفوز الكاسح،هذا ما سيتطرق إليه مقالنا بالتحليل السياسي ،ابتداء وبغض النظر عن إن هذه التصريحات هي مؤقتة وجاءت بضغوط إيرانية او هي تقية او صادقة وحقيقية او هي صحوة ضمير ،فهي بالنسبة لنا كعراقيين اعتراف صريح وشهادة تاريخية على حكم طائفي لدكتاتور وطاغية متسلط على رقاب شعب العراق بالمال والقوة الخارجية ،وان من يحكم شعب العراق هم (ذئاب متعطشة للمال والقتل والدماء)،شهادة قدمها احد أركان تحالف صنع هذه الحكومة المتعطشة للمال والقتل ،وهذا لا يعفيه من المسائلة التاريخية والمسؤولية عن دماء العراقيين التي سفكها هذا النظام الطائفي في ظل سلطة طاغية دكتاتورية فردية ،لاسيما وان التيار الصدري كان بيضة ألقبان في ترجيح كفة رئاسة الوزراء لنوري المالكي وإزاحة زعيم القائمة العراقية الفائزة الأولى في الانتخابات والحاصلة على أعلى الأصوات لولا انحياز مقتدى الصدر لطائفته وخضوعه لاملاءات وضغوطات إيرانية دينية وسياسية ،واليوم يأتي خطاب مقتدى الصدر ليؤكد للعالم اجمع أن سياسة نوري المالكي تجاه خصومه هي سياسة استقصائية ودكتاتورية طائفية ،وان ما كان يعاني منه أهل الفئة الأخرى من إقصاء وتهميش وقتل على الهوية واجتثاث أبنائها من الوزارات مع تجاهل لمطالب الاعتصامات والانتفاضات التي مضى عليها أكثر من سنة ،هي في حقيقتها مشروعة ويؤكد أن حكومة المالكي كانت حكومة طائفية بامتياز ،تحكم على أسس طائفية وتقتل وتهجر وتقصي وتفجر على أسس طائفية ،وان من حق فئات الشعب أن تنتفض وتثور على هذا الظلم الطائفي ،والتسلط الطائفي والحكم الطائفي ،وهذا ما تفعله الآن عشائر العراق وثوارها في الانبار ونينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين وبغداد وبابل وغيرها ،بعد أن وصل الإجرام الطائفي مداه من الاغتيالات والإعدامات الميدانية وعلى الشبهة والهوية بدواع ساذجة وانتقامية تطلقها حكومة المالكي على خصومها ومعارضيها أنهم (دواعش) ،بعد أن كانت تعتقلهم بتهمة (4سنة )،إذن وضع مقتدى الصدر النقاط على الحروف سواء كانت الدوافع (تقية او ضغط إيراني أو تكتيك سياسي أو صحوة ضمير عراقي)،وهذا أبدا لا يغير من نظرة الشعب العراقي إلى تيار مقتدى الصدر ودوره المخزي في ترسيخ الفساد والقتل وبمشاركته في جرائم بحق العراقيين في الحرب الأهلية الطائفية عام2005و2006 وبعدها على يد ما سمي جيش المهدي ،او فساد نواب كتلته في مجلس النواب وآخرها توقيعهم على رواتب الرئاسات والبرلمان التقاعدية وكذبهم على زعيمهم وفضحه أمام العراقيين بأنه هو وراء التصويت ،حقيقة يأتي اعتراف مقتدى الصدر واعتزاله الحياة السياسية في وقت شديد الحراجة ،لشعب العراق المنتفض ضد دكتاتورية وطغيان حكومة نوري المالكي في سلطة غاشمة متعطشة للمال والقتل والدماء ،ليؤكد شرعية الثورة ضد الطغيان والدكتاتورية والفساد والإجرام المنظم من خلال القصف الممنهج ضد المدنيين العزل في المدن والقصبات العراقية المنتفضة في محافظات العراق ،ان ذئاب السلطة قد افزعهم هذا الخطاب لانه فضح ممارساتهم واجرامهم وطائفيتهم البغيضة ضد شعب العراق،وعلى العراقيين ان يوحدوا كلمتهم وارادتهم لمواجهة هذه الذئاب والتخلص من شرهم المستطير وتخليص شعب العراق من هذا الشر الظلامي .،انها ليست معركة مقتدى الصدر مع الذئاب ولكنها معركة شعب العراق كله وبكل طوائفه واقلياته واديانه وعشائره الاصيلة ،في رفض الظلم ودحره واعادة العراق الى حضن العراقيين الشرفاء الوطنيين ،ممن يضعون العراق واهله في حدقات عيونهم ،وتخليص العراق ممن جعل العراق ساحة للحرب الطائفية البغيضة في المنطقة وضيعة لايران وميليشياتها وحرسها وفيلق قدسها ومرجعها الخامنئي وتدخلاتها في مصيره …نعم حان الوقت للتخلص من ذئاب السلطة واصنامها ومفسديها ومجرميها ……