كلنا قد سمع او قرأ قصة جحا وحماره حيث كان جحا وابنه يركبان الحمار الذي يملكه جحا وكانت وجهتهم الى السوق فسمع بأذنه الناس يقولون ليس في قلب جحا رحمة انه لا يخاف الله ولا يرفق بالحيوان انظروا الى حماره انه يلهث من التعب لأنه يحمله هو و ابنه والطريق امامها طويل. وعندما سمع جحا بذلك ترجل من على ظهر الحمار وترك ابنه راكب على ظهره فاذا به يسمع بإذنه مرة ثانية الناس يقولون العمى لهذا الولد انه يركب على الحمار و والده يمشي على قدميه انه لا يخجل من نفسه انه لا يخاف الله انه عاق فقام جحا وانزل ابنه من على ظهر الحمار وركب هو فاذا به يسمع ثلة من الناس يقولون انظروا الى جحا انظروا الى هذا الاب القاسي الذي لا يخاف الله هو يركب على الحمار وابنه الصغير يسير على قدميه ليس في قلبه رحمه فبسرعة ترجل جحا من على ظهر الحمار وسار على قدميه هو وابنه وقاد الحمار بيديه فسمع الناس يقولون انظروا الى جحا يملك حمار ولا يركب عليه فاذا كان لا يريد ان يركب عليه فليركب ابنه المهم ان يستفيد من الحمار فاسرع جحا وحمل الحمار على ظهره ومشى بالسوق فعاد الناس يقولون و هم يضحكون جحا اشترى الحمار ولم يستفد منه . وهذه القصة كثيرا ما يتم سردها لإثبات ان رضى الناس غاية لا تدرك , محل الشاهد انه في كل مرة يخرج علينا (زهاد اخر وكت) واباذرية القرن الواحد والعشرين وهم يستكثرون على السيد مقتدى الصدر ان يركب سيارة حديثة او ان يسكن بيتا يليق به او يجلس في مكان يليق بمقامه وانا على يقين تام لو ان السيد خرج بموكب بسيط لا عابوا عليه وقالوا انه لا يعرف كيف يواكب التطور ولو خرج بدون حماية لقالوا انه يتصنع الامان والزهد ولو خرج ماشيا وبدون حماية او سيارات لقالوا ان هناك حماية كثيرة جدا بين الزوار وسياراته قد اخفيت قريبة منه لو جلس في بيته ولم يخرج لقالوا لماذا لا يخرج فيواسي الزوار وهكذا فالقوم لا يعرفون ماذا يفعلون لهذا الرجل وماذا يقولون بحقه وهم ومن حيث لا يشعرون يفضحون انفسهم ويكشرون
عن انيابهم ويظهرون قبح وجوههم وهزالة تفكيرهم حيث ستكون النتيجة خسارتهم لا خسارة غيرهم وكثيرا ما تذكرني مواقفهم هذه بموقف المبغضين لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) حيث انهم لم يجدوا شيئا يعيبونه فقالوا ان اباه ابي طالب قد مات كافراً !! .