8 أبريل، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر في مواجهة التاريخ

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان خلط الدين بالسياسة كان وبالا على البشرية  في كل العصور  التاريخية  التي مرت بها واخرها الموجة المدمرة التي تعصف بدول وشعوب الشرق الاوسط اليوم بين ( السنة والشيعة ) والتي حدثت فيها عمليات ابادة و تهجير وتغيير ديمغرافي يهدد الجغرافيا السياسية للمنطقة  بصورة ابشع مما جرى للفلسطينيين  على يد ( العنب الاسود ) عام 1948 بكثير.. وكانت تجربة  الاسلام السياسي في العراق بعد عام 2003 تستحق ان تسمى ( ام الكوارث ) لما حوته من الاخطاء والخطايا قسمت العراقيين على اساس (المقدس )ولم يشفع لهم لا إسلامهم ولا لغتهم الواحدة  لان الدين في العراق اسلامي في المظهر مذهبي في الجوهر ( الدين السني –الدين الشيعي ) . ولهذا عجزت الاحزاب الدينية العراقية بجمع العراقيين  و العبور من الطائفي الى الوطني  لا نها لا تستطيع  ان تطيق الاخر عقائديا .. خذ مثلا انا سني كيف انتمي لحزب ديني شيعي يعتقد أعضائه ان الخلافة الراشدة اساس كل خراب  . واذا كنت شيعيا كيف انتمي لحزب ديني سني أعضائه يعتبرون الخلافة الراشدة مثلهم الاعلى . واذا ادعى حزب اسلامي في العراق انه لا شيعي  ولا سني  فكيف سيتفق  أعضائه على  منهاجه العبادي و الفكري السياسي وهل يستطيعون التخلي عن النبش في الماضي بما يحتويه من متناقضات بحثا عن اليقين .. هذا كلام فارغ لقد رئينا كيف ذهبت بعض الاحزاب الدينية في العراق تشتري بالدولار افراد معدودين  من الطائفة الاخرى حتى تجمل صورتها  الطائفية لا نها عجزت عن كسبهم بوسائل اخرى . والمشكلة الاخرى التي تمنع هذه الاحزاب الدينية العراقية للعبور الى الوطنية هي التبعية  تمويلا وتوجيها  لمرجعيات خارجية تحكم دول اخرى  لا نها ضعيفة ومنبوذة بسبب طائفيتها داخل العراق ولهذا فان اغلبها يملك مليشيات مسلحة لفرض يقينها المقدس بالعنف المقدس .  فمثلا  حينما تختلف الاحزاب السنية  يحل مشاكلها المرشد العام الذي يحكم تركيا وحينما تختلف الاحزاب الشيعية  يحل مشاكلها آيات الله الذين يحكمون ايران . وتركيا وايران  دول ثقيلة في الشرق الاوسط غير منقسمة مذهبيا تستغل الانقسام المذهبي الحاد في العراق بأبشع صورة حيث تتقاتلان الان على النفوذ في شوارع العراق بكل الاسلحة القذرة بواسطة اتباعهم  من الاحزاب الدينية العراقية بينما التبادل التجاري بينهما اكثر من 33 مليار دولار .. ويبدوا ان السيد مقتدى  قد ادرك هذه اللعبة في العمق  وان تجاربه المرة علمته بانه ليس من الاسلام جمع الاسلام وهو الماء الطاهر بالسياسة وهي الماء القذر وان الاسلام مبادئ وقيم وان السياسة هي فن العب على الحبال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب