6 أكتوبر، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر تعظيم سلام

مقتدى الصدر تعظيم سلام

في العام (2008) أصدر السيد مقتدى الصدر أمراً بتجميد جيش المهدي التابع له، من أجل فسح المجال للحكومة العراقية، بفرض سيادتها على الوطن، وبالتالي قطع الذرائع أمام المحتل، من إبقاء قواته على الأراضي العراقية.
منذ ذلك الحين، لم يصدر من السيد مقتدى الصدر، سوى قرارات إتصفت بالحكمة، كمثل قرار تجميد جيش المهدي، كما إن قراراته جاءت دوماً متطابقة مع رؤية المرجعية الدينية.
ومن الملاحظ أن المرجعية الدينية، المتمثلة بالسيد السيستاني، قد بعثت أكثر من مرة وبأوقات مهمة، الى السيد مقتدى الصدر، وتحاورت معه بشأن قضايا مصيرية، ولم يكن للسيد الصدر رأياً مخالفاً للمرجعية، سيما في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ودعوة التغيير!
بعد إصدار المرجعية الدينية، فتوى الجهاد الكفائي، تأنى السيد مقتدى الصدر قليلاً في المشاركة، وكأنه تعمد جس النبض، وبالفعل صرح ذات مرة بأن ثمة مؤامرة تحاك على المرجعية، وعلى الوطن من قبل بعض الجهات!
بعد ذلك وفي توقيت وظروف معينة، شكل سرايا السلام، وأخذ بالمشاركة في القتال ضد داعش، حيث لم يكن له من بد، إلا المشاركة في القتال، وكانت مشاركة سرايا السلام، رويداً رويدا، وكان العنوان العريض لمشاركتهم، هو حماية المراقد المقدسة.
اليوم وبعد أحداث طرأت على المشهد العسكري، في جبهات القتال، حيث بلغ الحشد الشعبي حداً، لا يستطيع التقدم أكثر، كون المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، هي مناطق سنية مكتضة بالسكان، والحدث الذي وقع في ديالى دلل على ذلك!
بهذا إستشعرت المرجعية أن خللاً ما يحدث، وأن عليها التصدي لدرء الفتنة، حيث نادت بضرورة تحرير ما تبقى من المناطق على يد أبنائها، وبمساعدة الجيش العراقي، ولم يكن النداء زهداً من المرجعية، في زج فصائل الحشد الشعبي في القتال، ولكن قراءة المرجعية لتعقيدات الواقع، جعلها تدفع في هذا الأتجاه.
كما إن إطلاق المرجعية لعشرين من التوصيات للحشد الشعبي، في ذلك التوقيت وعبر وسائل الإعلام، مشعر بحجم الخطر الذي يحيق بالحشد، والمؤامرة التي تحاك لضرب الروح المعنوية له، ولضمان بقاء ولاء الحشد للمرجعية، التي أصدرت فتوى الجهاد الكفائي.
ثمة نية سيئة، لم تكن الجمهورية الإسلامية تعلم بشأنها، حتى طفت الأمور الى السطح، لذلك بعثت نائب رئيس الجمهورية “جهانغيري” ليطمئن المرجعية والشعب العراقي.
القرار الأخير للسيد مقتدى الصدر، بتجميد سرايا السلام، ظاهره التجميد، وحقيقته حماية النجف والمرجعية، حيث أنه ليس من المعقول؛ أن تأمر المرجعية بسحب قوات الحشد، ما لم تنجز مهمتها وفقاً لفتواها الشهيرة، لأن ذلك سيؤدي الى خلل كبير ربما يطيح بالوضع الأمني، فكان سحب سرايا السلام تكتيكاً بديلاً، ولهذا ينبغي أن نقول للسيد مقتدى الصدر عرفاناً منا: تعظيم سلام.

أحدث المقالات