في ظل الجهل والخوف والنفعية تضخمت في العراق ظاهرة الزعامات القائمة على الإنتماء العائلي الديني ومنها عائلة آل الصدر وآل الحكيم حيث في ( تربة الوعي الغيبي وهي محدودة الأفق وتضرب بجذورها عميقا ً في المجاهيل , مجاهيل في الطبيعة وفي الحياة الإجتماعية بليخانوف ) , ,(هذه الزعامات الدينية أرادت المضي الى القرون الوسطى فأحذروا السلع المغشوشة كثيرة فالح عبد الجبار المادية والفكر الديني ) ومامقتدى الا تكرار لهذه الحالة وهي حالة قائمة على الاستبداد الديني لايفكر فيه إلا واحد فقط والآخرون لايحق لهم التفكير والحالة أن موجة الحداثة الأولى في العراق قد تعثرت وكان لفشلها عوامل داخلية وخارجية حيث ضرب الإحتلال الأميركي وبالتعاون مع إيران بقايا أسس المجتمع المدني الضعيفة في الصميم وتم التأسيس للمحاصصة الطائفية والترويج للحرب الأهلية ومنذ 2003 زادت نجومية أمراء الطوائف ومقتدى واحد منهم وبدأت إحتجاجات في ساحة التحرير منذ عام 2011 وكان يقودها شباب مثقفون وطلبة وقد تعرضوا للخطف والإغتيالات وعلى رأسهم المسرحي والكاتب هادي المهدي ومن قام بهذه الجرائم الأحزاب الإسلامية الشيعية , وحين اشتدت المظاهرات رأينا كيف أن مقتدى ركب موجتها وعاد الشباب الى البيوت وعادت السلطة أبشع من سابقتها واستمرت هذه الوتيرة وكلنا يتذكر ماحصل في عام 2015 وفي عام 2018 ولكن في الحراك التشريني رأينا أن الشباب أصر هذه المرة أن لايعود الى البيوت ويقاوم لمدة أكثر من 100 يوم ورأينا كيف كانت القوى المضادة تترقب أي حادثة للتشهير بالثوار وكيف لفقت التهم ومنذ البداية كتبنا أن مقتدى هو آخر ورقة سوف تستخدمها إيران لتدمير الحركة الثورية الشعبية العراقية ذات البعد الانساني المسالم ,وكان مقتل سليماني وابو مهدي المهندس وكلاهما تابعان لولاية الفقية خامنئي بمثابة طوق نجاة قدمه ترامب للميليشيات كي ترفع صوتها , ورأينا خطاب مقتدى الصدر 99 % يدور فقط حول الخلاف الاميركي والايراني ولاناقة ولاجمل للعراقيين في هذا النزاع, ويدعو الى فكرة زيادة التغول في السلطة بدمج الحشد فيها , رأيناه يأمر بسحب القبعات الزرق والخيم من ساحة التحرير وأنه لن يتدخل لا بالسلب ولا الايجاب بشأن المتظاهرين ولكن بعد أن إختارت إيران محمد علاوي والميليشات معها وظهر توقيعه مع توقيع هادي العامري رغم أن الثوار وضعوا مواصفات رئيس الوزراء القادم وبأغلبيه شعبية , أمر مقتدى القبعات الزرق بالعودة وأراد أن يستخدم القوات الأمنية العراقية لصالحه في قمع المتظاهرين بل وحاول تسخير أصحاب القبعات الزرق في التأثير على مديريات التربية في المحافظات وعلى الجامعات لكسر الإضراب , ورأينا كيف إحتل أصحاب القبعات الزرق المطعم التركي وهم مسلحون بالعصي والسكاكين والمسدسات وتكررت هذه الظاهرة الإجرامية في البصرة وكربلاء وبقية المدن العراقية ثم يدلس لنا قائلا ً : أن الشعب هو من أختار رئيس الوزراء وهذا كذب علني ثم يريد فرض أجندته على ساحات التحرير , كل هذا والقمع مستمر ببنادق الصيد وبكل الطرق الخسيسة والجبانة , الجميع يعرف أن معظم قادة الميليشات فاسدون , ومقتدى نسأله ماهو دورك في السلطة والبرلمان منذ 2003 ؟ ومن أين لك هذه السيارات الباهضة الثمن والحمايات وماذا أنت تعمل ؟ كم مرة تدخلت في المظاهرات العراقية وقمت بتخريبها لصالح الفاسدين والقتلة في المنطقة الخضراء ؟ ثم هذا الدورالآن يجعلك مشاركا ًفي الجريمة وهي التحريض على ثوار تشرين ولن يعفيك من المحاكمة القانونية والدولية إختباؤك خلف اسم مستعار هو صالح محمد العراقي , وأما الثوار فنقول لكم هذه الموجة الحداثية الثانية ولايجوز أن يتدخل الدين في الشأن العام ويجب أن يكون بينكم الحواروالنقاش ونبذ الطائفية لاشيعية ولاسنية دولة مدنية علمانية وأن لايستخدم الدين في السياسة ويجب التثقيف لشعبنا خارج وداخل الخيم والذهاب الى القرى في حركات لاعنفية ويجب رفع شعارات باللغات الأجنبية حتى يسمع العالم صوتكم وقد رأينا كيف تعرض الطلبة والطالبات للضرب بالهراوات والسكاكين في ساحة التحرير وكيف وضعت العبوة الصوتية في أحدى الخيم في ساحة الحبوبي , هذه الأعمال الجبانة لأتباع مقتدى الصدر بهدف تدمير الحراك الشعبي التشريني ستزيد من قوة الثورة وستكون وبالا على مقتدى ومن يتبعه بلا تحكيم للعقل والضمير والعمليات القذرة لولاية الفقية أصبحت مشكوفة في العراق , التأريخ يسجل والعار سيلاحقكم.