19 ديسمبر، 2024 1:54 ص

مقتدى الصدر ، بين شبهات المبغضين ، وردود الموالين /2

مقتدى الصدر ، بين شبهات المبغضين ، وردود الموالين /2

نكمل في هذا الجزء ما يدور على ألسنة المبغضين من شبــهات حول شخصية السيد مقتدى الصدر وتحركاته في الساحة العراقية ،  ومنها :
الشبهة الثامنة : مقتدى الصدر .. تـسيره إيران !!
الجواب على هذه الشبهة يكون على شكل نقاط 
1/   لو كان السيد مقتدى الصدر تسيره إيران لما قامت إيران بتفتيت أتباعه إلى جماعات كالعصائب والكتائب والنجباء ولواء أبي الفضل العباس و… وما فعلوا ذلك إلا لإضعافه ورداً على رفضه للإنقياد للجمهورية الإسلامية !!!!!  .

2/ لو كان السيد مقتدى الصدر مسيراً لرضخ لأمر إيران بعدم السفر إلى أربيل لسحب الثقة عن المالكي، بل رفض الأمر و قال لهم : ( هل أنا موظف عندكم ؟؟!! ) ، وكشاهد على هذه الحقيقة أنّ أحمد الجلبي قال ما مضمونه : ( ذهبت لزيارة الرئيس طالباني وعاتبته لعدم إكمال سحب الثقة ، فقال :  ( تريد الصدق .. إيران منعتني من ذلك  !!!! فتأمل  )

3 / لو كان السيد مقتدى الصدر مسيراً من إيران ، لما قام بتجميد سرايا السلام ، في وقت كانت كل الفصائل الشيعية تعمل بإمرة إيران  .

4 / لو كان السيد مقتدى الصدر تابعاً لإيران لما بقي أتباعه رازحين في سجون الحكومة التي تدعي التشيع !! حتى لقي عدد من المعتقلين حتفهم ظلماً وهضماً . بينما كل فصيل من الفصائل الشيعية لا تجد لهم سجين واحد في سجون الحكومة كالكتائب والعصائب والنجباء و سرايا الخرساني و …   .
وللتنويه : إنّ السيد مقتدى الصدر يتمتع بعلاقات جيدة وطيبة مع كل دول الجوار وخصوصاً إيران بسبب العلاقة العقائدية ، فإن وجود السيد مقتدى الصدر في إيران لفترات متفاوتة لا ينبغي أن يُفسَّر على أنه تبعية لإيران ، بل هو تواجد طبيعي وتوجد علاقات كثيرة بين سماحة السيد وكثير من الشخصيات الدينية الإيرانية  وهي علاقة رجل الدين برجل الدين  ، كما توجد في نفس الوقت علاقة أخوية مع القيادات السنية المعتدلة في العراق وخارجه . فإذا لم يقبل المعاند بهذه الأجوبة فعلينا وعليه أن نعتبر  إقامة السيد الخميني ( قدس) في فرنسا لسنوات عديدة بأنه تابع لفرنسا  – مثلاً –  والعياذ بالله !!!.

الشبــهة التاسعة : تجميد سرايا السلام .

الجواب :  أ / قام السيد مقتدى الصدر بهذه الخطوة ليفوت الفرصة على المتربصين بالخط الصدري سوءاً من كل الأطراف بعد أن قامت جهة مجهولة بخطف نائب سني وقتل أحد أقاربه ، مما شوه صورة الحشد الشعبي بكل فصائله ، وغيرها من الحوادث ، لذا كان قرار التجميد بمثابة حفظ سمعة السرايا من كل تلك التهم ، حتى تبقى نظيفةً في عيون كل العراقيين وغيرهم  .

ب / السيد مقتدى هو رجل المقاومة الأول  ـ إن لم يكن الوحيد ـ  في العراق ، والجميع يعرف أن أول إنتفاضة شيعية حدثت في العراق هي إنتفاضة جيش الإمام المهدي (ع) بقيادة السيد مقتدى الصدر  ضد الإحتلال الأمريكي ، فعندما يقوم السيد مقتدى بالعمل العسكري فإنه يقوم لسبب ، وعندما يقعد ، فإنه يقعد لسبب ، حسب الظروف وحسب الحكمة التي يراها هو .

الشبــهة العاشرة :
 
تهجُّم السيد مقتدى الصدر على الحشد الشعبي ويصفه بالمليشيات الوقحة .

الجواب : إنّ السيد مقتدى الصدر لم يتهجم على الحشد الشعبي أبداً ـ كما نسمع من المبغضين ـ بل كان مسانداً للحشد ، وكان يصفه بالمطيع للمرجعية الدينية ، ولكنه يستثني كل الذين يسيئون للحشد والمرجعية والمذهب ، من تصرفات مشينة يقوم بها بعض من يدعي أنه مقاوم ( من كل فصائل القاومة )  , وهذا ما أكده السيد السيستاني (دام ظله) عن طريق معتمده الشيخ عبد المهدي الكربلائي من منبر الجمعة ، فهل أنّ السيد السيستاني يتهجم على الحشد الشعبي أيضاً ، أم هو إنتقاد وتحذير  للحشد حتى يتم تطهيره من المندسين والمنتفعين لترسم الصورة الناصعة عن الحشد ، وبالتالي عن المذهب .

ورغم كل الذي حذّر منه السيد مقتدى الصدر  والسيد السيستاني من هكذا تصرفات  إلاّ أنه قد حصل المحذور من بعض ضعاف النفوس المحسوبين على الحشد مع شديد الأسف … وقد شاهدنا هذا النموذج الوقح في تكريت كيف يقوم بسرقة المحال التجارية وحرق بعض المنازل والعبث بممتلكات المدنيين وهذا ماكان يقصده سماحة السيد مقتدى الصدر وحذّرت منه المرجعية الدينية ولكن وقع الفاس بالراس مع شديد الأسف .

 وفي الختام : ندعو كل مبغض لهذا الرجل الطاهر ، أن يتقي الله تعالى ، لأن وراءه حساب وعتاب ، وخاصة بعد ما رأينا كثيراً من تحركات السيد مقتدى الصدر تتماشى مع تحركات المرجعية والمصلحة الدينية والوطنية . ونذكره بقوله تعالى في وصف المنافقين : { … أشحةً عليكم فإذا جآء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحّةً على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيراً * } والسلام على من اتبع الهدى .

أحدث المقالات

أحدث المقالات