23 ديسمبر، 2024 8:17 ص

مقبرة الضمائر الميتة…..!    

مقبرة الضمائر الميتة…..!    

شيء مألوف جدا ان يموت عزيز لنا ، اب او ام او اخ او قريب….، ويصار الى مأتم  عراقي يتجمع فيه الاقارب والجيران والاصدقاء لثلاثة ايام بطيئة ، مثقلة بالحزن يتقادم خلالها ابناء المدينة و المحلة والاصدقاء والاقارب من امكنة بعيدة لاداء واجب قراءة الفاتحة على روح الفقيد وهذه ممارسة اجتماعية راقية يمتاز بها العراق عن دول العالم والمنطقة بشكل اجمع …وفاة الانسان نهاية حتمية يختم الخالق بها حياة المخلوق بشكل قدري حتمي متوارث ، لا يفقد من مات انسانيته او ضميره  في هذا الفعل الالهي فهي سنة وحتمية قدرية.
اما ان يموت الضمير هو شيء اعنف واعمق حين يفقد صاحبه انسانيته ويصبح كاسرا لا يفرق خيرا من شر فيها يحتاج ذوي الفقيد مأتما كبيرا وحزنا اشد واعنف ، فوفاة الفقيد ، رحمه الله ، هذه المرة ستحمل الابرياء من ابناء الشعب كوارث مأسوية كبرى من الجوع والقتل والموت والتهجير وهتك الاعراض وبيع النساء والاطفال و تشريد الناس من بيوتهم ،  فموت الفقيد هذا لم تسوقه ارادة الهية هذه المرة بل دناءة بشرية وهنا يكمن فرق واسع بين الاثنين ما وضع العراق على جادة الهدم والضياع حين عاث اصحاب الضمائر الميتة فسادا وهدما في هذا البلد ، فقد نهبوا امواله ولاكوا ثرواته بين اسنانهم  المفترسة حتى لبس العراق رداء مهلهلا من الخراب والدمار والبؤس والعوز…و القادم اكبر واخطر…!؟
اصبح مجلس النواب هاجسا مرعبا للشعب العراقي فهو يضم تحت قبته ذئابا جائعة تلتهم اليابس والاخضر، تقترف العجائب والغرائب وكبائر الاخطاء ، بجلس الخائن و القاتل برأس مرفوع وبربطة عنق وبدلة انيقة يحاذي اللص والقاتل يتشدق بخيانته و مقدار غنيمته في عملية بيع الموصل او الانبار واي منصب سيتسنم جزاء لتلك الخيانة وهنا ينتحر الحق تحت اقدام الباطل و يداس الصدق تحت اقدام الكذب والنفاق ويرفع الشر راياته مبشرا بالفناء ويتمنى الشرفاء في العراق الموت عن رؤية هذا القبح ويستمر تساؤلهم قائما عن كيفية محاسبة لص او قاتل من قاض عراقي في اي بقعة من مدن العراق اذا كانت الرؤوس الكبيرة التي تحكمه لصوصا وخونة وقتلة دفنوا ضمائرهم الميتة في رؤوسهم بعد ان كفنت بسحت الحرام وتجمعوا تحت قبة مجلس النواب للدفاع عن حقوق ضحاياهم وهذه عجيبة من عجائب الدنيا صاحبها قاتل يدافع عن المقتول وسارق يدافع عن المسروق …!؟ وانحسر رغيف الخبز من يد الفقير عند موت ضمير الحاكم….!