عام 1995 كان عاما شاقا على العراقيين بسبب الحصار الظالم , وعرقلة الأدارة الأميركية لجهود التوصل الى صيغة أتفاق النفط مقابل الغذاء مع الأمم المتحدة , كلفت حينها بمهام المرافقة والترجمة لسناتور أميركي متقاعد وصل بغداد لحلحلة الموضوع وتسهيل العقد والصعوبات لأمرار وتبسيط أجراءات العمل بالقرار , بالطبع بعلم الأدارة الأميركية وطمعا منه بالحصول على قسم من عقوده .
رافقته في معظم لقائاته مع وزراء ومسؤولين مترجما او مسجلا لفقرات وتفصيلات مايتحدث به , وكنت اعود به الى فندق الرشيد حيث اسكناه حينها .
في مرة من المرات وبسبب انهاء جدول مقابلاته مبكرا , أخذته الى نادي الصيد حيث تناولت معه طعام الغذاء , وجرى حوار بيننا شرح لي كيف تقوم الدول الكبرى بنهب الشعوب , وتقوم بتكديس الأموال لديها , والتي تنعكس بتلك الرفاهية والحياة الرغيدة لشعوبها , قال لي : نحن نشتري برميل النفط من منطقتكم بسعر تلك الأيام 18 الى 22 دولار , ولنقل انه يصلنا بسعر 40 دولار , تقوم مصافينا بفرزه الى مشتقاته المعروفه لتبيعه بسعر 440 دولار للبرميل , ثم تقوم معامل البتروكيمياويات في أميركا وأوروبا بأدخاله في الصناعات المختلفة ( البلاستك والاصباغ واللدائن والأسمدة والمبيدات ….الخ) ليصبح سعر هذا البرميل 1640 دولاراً ! لاحظ الفرق بين سعر الشراء 18 دولار وسعر البيع 1640 دولار ! .
عدت الى دائرتي وكتبت تقريرا الى رؤسائي , وتذكرت وانا اكتب الموضوع كيف أن مشروع مصنع البتروكيمياويات لدينا قصف بشدة ودمر مرتين الأولى عام 1980 من قبل ايران , والثانية عام 1991 من قبل التحالف الدولي وعرفت وقتها فقط السبب في ذلك .