تقول أحلام مستغانمي : (( كل شيء ينتظر وقته, لا وردة تتفتح قبل وقتها, ولا شمس تشرق قبل وقتها , فقط انتظر, الذي لك سيأتيك )) , و الوطن ليس بقعة ارض بل هو جمع من القلوب البشرية التي تبحث عن قاسم مشترك تتحسسه وتنعم به , ونحننسقط ونهوي بهذه الحياة , ونفقد الأوطان التي يكون (الحب فيها بالمجان , الخبز فيها بالمجان , والمجد كل المجد للانسان ) , لاننا نولي الامور الكبيرة للصغار , والامور الصغيرة للكبار, فنصبح (واظفارهم في كل امر نواشبٌ —– واظفارنا عن كل امر تقلّم ) .
يقول عبد الرحمن منيف : (( إن الكتابة عن مدينة الماضي التي يحبها الإنسان تحوّل هذه المدينة إلى كلمات والكلمات ذاتها , مهما كانت بارعة زلقة , خطرة , ماكرة , وغالباً لا تتعدى أن تكون ظلالاً باهتة لحياة , أو في أحسن الحالات ملامسة لها من الخارج , أو مجرد اقتراب , علماً بأن الحياة ذاتها كانت أغنى أكثر كثافة ومليئة بالتفاصيل التي يصعب استعادتها مرة أخرى)) .
يقول ادوارد سعيد : أنا فلسطيني , ولكني طردت منها منذ الطفولة , وأقمت في مصر دون أن أصبح مصرياً , وأنا عربي ولكني لست مسلماً , وأنا مسيحي ولكن بروتستانتي , واسمي الأول إدوارد رغم أن كنيتي سعيد , عندها كتب درويش ليصيغ ما قال ادوارد سعيد في قصيدته الرائعة (طباق إلى إدوارد سعيد ) : (( يقول: أنا من هناك , أنا من هنا , ولستُ هناك , ولستُ هنا , لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان , ولي لُغَتان , نسيتُ بأيِّهما كنتَ أحلَمُ ,
لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ طيِّعةُ المفردات , ولي لُغَةٌ من حوار السماء , مع القدس , فضيَّةُ النَبْرِ, لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي , والهويَّةُ؟ قُلْتُ فقال: دفاعٌ عن الذات , إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها , في النهاية إبداعُ صاحبها , لا وراثة ماضٍ , أنا المتعدِّدَ, في داخلي خارجي المتجدِّدُ , لكنني أنتمي لسؤال الضحية , لو لم أكن من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ , فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ)) .
من اروع كتابات جبران خليل جبران : (( قال , وفي صوته هدير مياه غزيرة : (( أنا الثورة التي تقيم ما أقعدته الأمم , أنا العاصفة التي تقتلع الأنصاب التي أنبتتها الأجيال , أنا الذي جاء ليلقي في الأرض سيفاً لا سلاماً )) , ووقف منتصباً وقد تعالت قامته وسطع وجهه وبسط ذراعيه فظهر أثر المسامير في كفيه , فارتميت راكعاً أمامه وصرخت قائلاً : (( يا يسوع الناصري)) , فسمعته يقول إذ ذاك : (( العالم يعيّد لأسمي والتقاليد التي حاكتها الأيام حول اسمي , أما أنا فغريب أطوف تائهاً في مغارب الأرض ومشارقها وليس بين الشعوب من يعرف حقيقتي , للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار , وليس لأبن الإنسان مكان يسند إليه رأسه )) , ورفعت رأسي إذ ذاك ونظرت فلم أر أمامي سوى عمود من البخور , ولم أسمع سوى صوت الليل آتياً من أعماق الأبدية .
كذب من يقول انه يرمي عصفورين بحجرٍ واحد فمن يطارد عصفورين يفقدهما حتما , الشمس تشرق ايضا في الاوحال والنفايات لكنها لا تنجس بل تترك أثرا من التعقيم فيها ,
تقول د. نوال السعداوي : (( يموت المثقفون العلمانيون التنويريون فقراء, ولا يتركون شيئا من متاع الدنيا , ويموت المشايخ و الدعاة وفي أرصدتهم الملايين , وأبناؤهم في أرقى معاهد وجامعات الغرب, ولكن في النهاية نسمع أن العلمانيين ماديون تهمهم الدنيا, والدعاة يحرصون على الآخرة, ورغم أن اللعبة مكشوفة تماما منذ قرون , إلا أن الناس يفضلون الغفلة مع الطمأنينة المغشوشة, على اليقظة والوعي مع قلق السؤال)) .
يقول محمود درويش : ((لديّ ما يكفي من الذكريات لأشرب قهوتي وحدي في مقهى يظنّه الجميع فارغًا ,لكنّه يغصُّ بالغائبين)) , إن اعادوا لك المقاهي القديمة من يعيدُ لكَ الرفاق؟؟
مات الذين تحبُّهُم ,واللوزُ يُزهر كلَّ عامٍ بانتظامْ .