22 ديسمبر، 2024 2:16 م

مقامة حكاية العملية السياسية

مقامة حكاية العملية السياسية

صباح الحكايات التائهة التي ضلت الطريق الى حناجر رواتها فماتوا في ربعها الخالي , قافلة أثر قافلة , ظمأى .

صباح الحكايات الآثمة التي لن يرويها الاي , أنا المقصي , ولن يقرأها الاك أيها المنبوذ ,حكاية ثكلى كالخنساء , وبلهاء كهنبقة , جشعة كأشعب , ممسوسة كجحا , ثملة كأبي نؤاس , هجاءة كأبن الرومي , متطيرة كالمعري , متعجرفة كالمتنبي , أسيرة كأبي فراس , قابعة في زاوية كواصل بن عطاء .

أعتزلهم لأني سأقص عليك في رسالة انترنيتية فيسبوكية تأتيك حافية تعبر قارة ومحيطا , وحين تصلك جففها , وربت على كتفها من عناء المسافة , وحين ترتاح عندك , جرب شيئا غير قرائتها , فما المغري في التكرار حين يعز القرار ؟ 

في وطني تؤسس الأحزاب بأسم الله , ويدخلون الأنتخابات بأسم الله , وحين يصلون الى المجلس , يفضون الشراكة مع الله , فالسياسة لديهم فن الممكن , وفي الحكومة يتوافقون على تأليفها بأسم الله :

وزارة المياه : (( فتيمموا صعيدا طيبا )) .

وزارة الطاقة : (( الله نور السماوات والأرض )) .

وزارة الصحة : (( كل من عليها فان )) .

وزارة الدفاع : (( فأذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون )) .

وزارة الخارجية : (( وأن جنحوا للسلم فأجنح لها )) , وان جنحوا للحرب ؟ (( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة )) .

وزارة الداخلية : (( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) .

وزارة الثقافة : (( القراءة تؤدي الى عواقب وخيمة )) .

وزارة الأعلام : (( علموا أولادكم أذكار قنوات روتانا والبلو موفيز )) .

وزارة المواصلات : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون )) .

صباحك عطش , فقد خرج ولاة الأمورالمسلفنين لصلاة الأستسقاء بلا مظلات , فأنى يستجاب لهم ؟ وامام المسجد العتيق يقول لهم انه ماقلت الأطباق على الموائد الا لأن اطباقا اخرى كثرت على اسطح المنازل , وانه ماغلت لحوم البهائم عند الجزار الا لأن لحوم النساء رخصت في الطرقات , وان الناس في عهد سليمان امطروا بدعاء نملة قالت (( اللهم انك تعلم ان البلاء لا ينزل الا بذنب ولا يرفع الا بتوبة , وانا خلق من خلقك , وعبد من عبيدك , فلا تهلكنا بذنوب بني آدم )) .