قصـة المثل الشعـبي : كله بالورق إلا الزلق , ويروى (( كلـه كـتبته بالورق إلا الزلـق )) , و (( كل شي مكتوب بالورق إلا الزلق )) , ويضرب هذا المثل لمن لايمكنه حصره من المكائد والحيل , يحكى أن رجلاً كان زير نساء فأكـثر من مواصلتهن , و كان يسأل كل من يواصلها عن الحيلة التي تذرعت بها للخروج من دارها , فتذكـرها له و يسجلها في دفـتر إحتفـظ به لهذه الغاية , فتجمع لديه كـثير من الإجابات و الحـيل بعضها مما لا يخطر على بال إنسان , فتصورأنه بلغ النهاية في جمع مكائد النساء وحيلهن , وأنه إذا تزوج فلا تفـوته حيلة من حيلهن , و لذا قـررالزواج , فتـزوج من إمرأة إعتقد إنها شريفة , و مع هذا الإعتقاد فكان لا يدعها تخرج من الدار لشدة حرصه عليها , و لتخـوفه من إنزلاقها في حماة الرذيلة , فإذا سألته الخروج إلى الحمام أو إلى الخياطة , أو طلبت زيارة أهلها , كان يقــول لها في كل مرة أراجع الدفـتر ثم أعـطي الجـواب , فإذا طالع الدفتر وجد فيه ما يشابه طلبها حينذاك لا يسمح لها بالخــروج , وتضايقـت زوجته من تشدده و تشككـه , و إستغربت من قضية الدفـتر وما شابه في أمـر خروجـها من الدار, فلما سألته عن علاقة الدفـتر بخروجها , قص لها قصته وقصة الدفـتر , فأرادت أن تلقنه درساً جديداً لا ينساه ,
و ذات يوم طلبت زيارة إلـى أهلها شريطة أن يصحـبها , فوافـق في الحال وخرجا معاً , وبينما كانت سائرة وجدت في طريقـها ماءاً مراقاً بكـثرة فأوقعـت نفسها في الوحـل موهمة زوجها أن قدمها زلت , ثم تطينت عباءتها نتيجـة سقوطها , فطلبت من زوجها الدخول إلى الدار المقابل لغسل عباءتها فوافـق , فدخلته و بقى زوجها ينتظرها قرب الباب , فغـسلت عباءتها , و قالت له : إنني إتصلت بعشيقي في هذه العجالة , فهـل هذا الشيء مدوّن في دفـترك ؟ فقال غاضباً : كله بالورق , إلا الزلـق , فذهب مثلاً , ثم أفهمته الحقيقة وإنها لم تتصل بأي أحد وإنما عمدت إلى هذا القــول لتفهـمه أن المرأة إذا كانت غـير شريفـة لا يفيد معها تشدد , أو مراقبة , أو مطالعة دفـتر , و إذا كانت شريفة فلتتركها و شأنها , فإقـتنع الرجل من عفاف زوجته و مزق دفتره و عاشا معاً عيشة سعيدة .
يا له من مثل شعبي ثاقب , (( كله بالورق إلا الزلق)) , فن الموازنة بين العقل والعاطفة , هل فكرت يومًا أن هذا المثل قد يكون مفتاحًا لفهم فنون ذكاء المرأة وقدرتها الفائقة على التعامل مع الرجل ؟ ربما كل (( الورق )) الذي نراه في حياتنا , من خطط ومبادئ وقواعد , هو مجرد واجهة , أما (( الزلق )) الحقيقي , الذي لا يمكن حصره بورقة , فهو تلك اللمسة الأنثوية الخفية , تلك الشرارة غير المتوقعة التي تقلب الموازين وتجعل الأمور تسير بطريقة لا يفسرها منطق الرجال , لنركز الآن على ذكاء المرأة وقدرتها على التلاعب (بمعناها الإيجابي أو السلبي) بعقل الرجل , ودعونا نتخيل (( الرجل المخطط )) , هذا الكائن الذي يوثق ب (( الورق )) يضع خططًا محكمة ليومه , لمستقبله , لعلاقته , يرى أن كل شيء يجب أن يكون مدونًا , واضحًا , ومنطقيًا , يعتقد أن كل مشكلة يمكن حلها بـ(( ورقة )) إضافية , بقانون جديد , أو بتسلسل خطوات مدروس , إن عالمه منظم , ومبني على أسس صلبة من الحقائق , يقول لنفسه : (( سأتبع هذه الخطوات , سأقدم هذه الحجج المنطقية , وسأحصل على النتيجة التي أريدها )) , هو يجهز أوراقه جيدًا , يوثق , يجمع كل الأدلة , وكأنه يدخل قاعة محكمة حيث الكلمة الفصل للعرف وللقانون المدون .
يأتي دور (( الزلق)) الأنثوي , لمسة السحر غير المتوقعة , وهذا (( الزلق )) ليس خطأ أو فشلًا , بل هو تلك اللمسة الساحرة , تلك القدرة الفطرية للمرأة على فهم ما وراء (( الورق )) , إنها تعرف أن عقل الرجل , مهما بدا منطقيًا ومنظمًا , لديه نقاط ضعف , أماكن يمكن (( الزلق )) منها إلى القلب , أو إلى مناطق التأثير غير المباشر , فقد تكون ابتسامة في الوقت المناسب , أو كلمة عفوية غير متوقعة , أو نظرة تحمل ألف معنى , قد تكون القدرة على قلب الموازين بمجرد تغيير نبرة الصوت , أو الإشارة إلى شيء عاطفي يمس وترًا حساسًا , وبينما الرجل يجهز (( أوراقه )) المنطقية , تكون المرأة قد أعدت (( زلقها )) العاطفي أو النفسي الذي يتجاوز كل الحسابات , هي تعرف متى تكسر الروتين , متى تبتعد عن الخطوط المستقيمة , ومتى تستخدم الحدس بدلًا من الدليل القاطع .
تخيل نقاشًا بين رجل وامرأة , الرجل يمتلك ملفًا كاملاً من (( الأوراق )) , والحجج المنطقية لإقناعها بشيء ما , هو مستعد تمامًا , نقاطه واضحة , وبراهينه دامغة , بينما هو يورد حقائقه ورقة تلو الأخرى , قد تبتسم هي ابتسامة بسيطة , أو تهمس بكلمة فيها عاطفة , أو ربما تذكر ذكرى مشتركة , فجأة , يرى الرجل كل (( أوراقه )) تتطاير , حججه تتلاشى أمام هذا (( الزلق )) العاطفي , يجد نفسه يوافق على ما كانت تريده , ليس لأنه اقتنع بمنطقها , بل لأنه (( انزلق )) عاطفيًا ,هذا لا يعني أن المرأة تتلاعب بسوء نية دائمًا , بل هو اعتراف بقدرتها الفريدة على فهم الديناميكيات البشرية المعقدة التي تتجاوز مجرد الحقائق المجردة , إنها تعرف أن الحياة ليست مجرد مجموعة من (( الأوراق )) الجامدة , بل هي تفاعلات بشرية , وعواطف , ومشاعر تتدخل في كل قرار.
المثل (( كله بالورق إلا الزلق )) , ان (( الزلق )) الأنثوي او لمسة السحر غير المتوقعة , يذكرنا بأن الحياة ليست مجرد قواعد ونظم , هناك دائمًا جانب غير متوقع , لمسة سحرية , أو قدرة فطرية تتجاوز كل التخطيط , وفي عالم الرجال , قد يكون هذا (( الزلق )) هو الفن الذي تتقنه المرأة في التعبير عن ذكائها وقدرتها على التأثير , هذا المثل قد يكون مفتاحًا لفهم فنون ذكاء المرأة وقدرتها الفائقة على التعامل مع الرجل , ربما كل (( الورق )) الذي نراه في حياتنا , من خطط ومبادئ وقواعد , هو مجرد واجهة , أما (( الزلق )) الحقيقي , الذي لا يمكن حصره بورقة , فهو تلك اللمسة الأنثوية الخفية , تلك الشرارة غير المتوقعة التي تقلب الموازين وتجعل الأمور تسير بطريقة لا يفسرها منطق الرجال , وهنا يأتي دور (( الزلق )) , هذا (( الزلق )) ليس خطأ أو فشلًا , بل هو تلك اللمسة الساحرة , تلك القدرة الفطرية للمرأة على فهم ما وراء (( الورق )) , إنها تعرف أن عقل الرجل , مهما بدا منطقيًا ومنظمًا , لديه نقاط ضعف , أماكن يمكن (( الزلق )) منها إلى القلب , أو إلى مناطق التأثير غير المباشر , قد تكون ابتسامة في الوقت المناسب , أو كلمة عفوية غير متوقعة , أو نظرة تحمل ألف معنى , قد تكون القدرة على قلب الموازين بمجرد تغيير نبرة الصوت , أو الإشارة إلى شيء عاطفي يمس وترًا حساسًا , بينما الرجل يجهز (( أوراقه )) المنطقية , تكون المرأة قد أعدت (( زلقها )) العاطفي أو النفسي الذي يتجاوز كل الحسابات , هي تعرف متى تكسر الروتين , متى تبتعد عن الخطوط المستقيمة , ومتى تستخدم الحدس بدلًا من الدليل القاطع .
عندما تفوز (( الزلقة )) على (( الورقة )) , فيتجاوز تأثير المرأة الخفي أو جمالها الذي يتجاوز المنطق كما يقول الشاعر : (( ولكنَّ العيونَ لها خفاءُ تُصيبُ القلبَ منْ غيرِ حسابِ , فكمْ ورقاتُ عقلٍ قد تلاشتْ ببسمةٍ أوْ رقيقٍ منْ عتابِ )) , ولك ان تتخيل نقاشًا بين رجل وامرأة , الرجل يمتلك ملفًا كاملاً من (( الأوراق )) , والحجج المنطقية لإقناعها بشيء ما , هو مستعد تمامًا , نقاطه واضحة , وبراهينه دامغة , بينما هو يورد حقائقه ورقة تلو الأخرى , قد تبتسم هي ابتسامة بسيطة , أو تهمس بكلمة فيها عاطفة , أو ربما تذكر ذكرى مشتركة , فجأة , يرى الرجل كل (( أوراقه )) تتطاير , حججه تتلاشى أمام هذا (( الزلق )) العاطفي , يجد نفسه يوافق على ما كانت تريده , ليس لأنه اقتنع بمنطقها , بل لأنه (( انزلق )) عاطفيًا , وهكذا فالمثل (( كله بالورق إلا الزلق )) , يذكرنا بأن الحياة ليست مجرد قواعد ونظم , هناك دائمًا جانب غير متوقع , لمسة سحرية , أو قدرة فطرية تتجاوز كل التخطيط , وفي عالم الرجال , قد يكون هذا (( الزلق )) هو الفن الذي تتقنه المرأة في التعبير عن ذكائها وقدرتها على التأثير , وهذا لا يعني أن المرأة تتلاعب بسوء نية دائمًا , بل هو اعتراف بقدرتها الفريدة على فهم الديناميكيات البشرية المعقدة التي تتجاوز مجرد الحقائق المجردة , إنها تعرف أن الحياة ليست مجرد مجموعة من (( الأوراق” الجامدة , بل هي تفاعلات بشرية , وعواطف , ومشاعر تتدخل في كل قرار )) , وفي بيت شعري يلخص فوز الزلق على الورق : (( فكلُّ الأمرِ قدْ خطتْهُ يَدٌ ولكنَّ الزِّلْقَ أدهى في الصِّعابِ , يُلينُ الصَّخرَ أوْ يُعمي عيونًا فلا منطقٌ يدومُ على الضَّبابِ ))