23 ديسمبر، 2024 2:26 م

لعل الذي حصل أخيرا هو نتاج لمرحلة صراعك مع المتشبثين بالكرسي لأسباب خارج مصلحة الوطن والأمة . كنت الصوت الملعلع والإعلامي الشجاع , وبقدر ما كنت كان الذين ناصبتهم العداء هم أشد منك في عزلك عن ساحة المواجهة التي أثرتها بشجاعة وبسالة , فليس سهلا أن تحارب حاكما لا يرى إلا نفسه , أنت بصوتك وهو بجبروته وأدوات قمعه ,ولكن  حين  تنتهي جعجعة التصريحات  والأوامر يتكشف للعيون التي لا ترى إلا ما يعجبها  الأمر الشديد الخطورة . أن الواحد مهما رأى نفسه كبيرا  هو في حقيقته ليس إلا فردا خدمته الصدفة التي كثيرا ما تحقق أمل الخائبين

تمنيتك الآن تطل من على شاشتك وأنت تهدي ابتسامة التشفي  لمن أرادوك أن تكون متجهما  ليس أنا  الوحيد الذي يتمنى تلك الابتسامة , بل هو  حال العراقيين جميعا , ذلك هو قدر المغرورين بدنياهم .

–                                                           واخيرا اعطاها صاغرا :

من لم يدرك متغيرات الحياة  بوعي  سيكون ضحيتها يوما ما  , يوم قالها الرجل كان بنشوة المنتصر الذي لم يحسب حساب الأيام القوادم جيدا ,لأن الدنيا جاءته بما لم يكن في حسابه أبدا , لقد وضعته الصدفة الملعونة بقمة السلطة وبدلا من أن يكون خادمها صار جبارها , وما أسهل سقوط الجبابرة  في علم النفس  الإجتماعي هناك نظريتان لرجال السلطة , فإن كان من الذين توارثوها أبا عن جد يعرف مزاياها بقدر ما يعرف سيئاتها ولهذا تنازل الشاه عن طاووسه بلا ضجيج  , كذلك كان حال الملك فاروق في مصر, أما الذين تأتيهم السلطة بغفلة من الزمن فهولاء يتصورون أنهم باقون لأنهم الأفضل ,غير مدركين أن للحياة لعبة قد تؤدي إلى الموت بقدر ما أدت  للسلطة , ولعل مشكلة الوطن العربي الأساسية هوس حكامه  بالسلطة والتسلط و فهم  يعرفون من السلطة بقدر ما تمنحهم لا بقدر ما تريد منهم  واخيرا رحم الله أمرء عرف قدر نفسه .

طالحون بلباس صالحون :

وقف بلحيته صارما قاسما أن  رسول الله قال : أن الخلافة قادمة وتلك هي الخلافة , يقصد خلافة البغدادي (لعنه الله) هؤلاء الناصبين أنفسهم فقهاء للامة إذا كانوا يعرفون أنها الخلافة التي تحدث عنها الرسول لماذا لا يلتحقون بها , بل لماذا يسولون للشباب  من غير أبنائهم تلك النعمة ,  ولا يشملون ذويهم  بنيل هذا  الشرف ؟ .  

 في الحرب العراقية الإيرانية وقف رجل دين إيراني  في إحدى الجامعات يحرض الطلاب على الالتحاق لنيل الشهادة قائلا تلك فرصة قد لا تتكر , سأله أحدهم هل تأتي معنا يا شيخ كي تنال الشهادة وأنت ضامن الجنة . رد الشيخ : لا يابني  نحن دعاة وأنتم مقاتلون .

 دعوتي للدول التي ينادي فقهاءها بذلك أن يلزموهم الإلتحاق ولهم حسنة على ذلك .

هل الواحد يساوي الألف مثلا ؟.

على موقع التواصل اليو تيوب شريط للشيخ العريفي يقابل رجلا عجوزا تعدى السبعين  دخل الإسلام حديثا , يبدو الشيخ متحمسا باسما هاشا بوجه الرجل المسيحي معتبرا ذلك نصرا للدين , وهو نفسه الذي أفتى وحرض وتنقل من بلد لبلد يدعوا الشباب الى الجهاد والإلتحاق بما يعبر عنهم المسلمون الحقيقيون , في دعوته تلك سبب في قتل الآلاف سواء من المتطوعين أو من شعوب البلدان  التي أبتليت بهم والتي زرعوا فيها هذه الحركات المشبوة , ترى ماذا ينفع أن يدخل الإسلام رجل تجاوز السبعين مقابل الآلاف من الذين ماتوا بلا سبب ولا مبرر , أذا كنتم حريصين على زيادة عدد المسلمين حافظوا على شباب الأمة من الضياع  يا شيوخ  نكاح الجهاد .

السيد رئيس الوزراء الجديد :

مبروك لك المنصب , تذكر دائما صورة الرجل الذي أخذته منه , تذكر تقلبه وأسلوب حياته عندما كان في المكان الذي ستشغله أنت , تذكر أن الله يعطي للأنسان فرصة , جاها أومالا أوعلما , فإن رعى ذلك زاده وإن تصرف به عكسيا أخذه منه أخذ عزيز مقتدر , إرفع عن عينيك عصابة التحزب ,وأنظر للناس بعين الله  لا بعين الإنسان الممتليء حقدا فالذي أوصلك هو الذي ازاحه عنه فالتنكر للشعب كفر , وخدمة الناس عبادة , وهذا الشعب المبتلى بحاجة لمن يمسح عنه تعب عشر سنين عجاف , بمباركة المظلومية التي نسجوا منها قصة إضطهاد الآخرين , فتلك حوبة الآخرين بلا شك .