يستمد النظام الإيراني منذ تسلمه السلطة اثر مجيء خميني من باريس عام 1979 ديمومته من خلال مدّ أذرعه في دول المنطقة والتدخل في شؤونها بشكل في غاية التعقيد والعمل على تكوين جبهات داخل الدول التي يتغلغل عملاؤه فيها ، بهدف خلق صراعات بين الجبهة التي يدعمها وبقية الجبهات (التي قد يدعمها في الخفاء ايضا).
فالنظام الإيراني على سبيل المثال دعم الميليشيات الشيعية بشكل معلن في العراق في فترة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ، كما دعم خصومهم الافتراضيين (تنظيم القاعدة) في الخفاء ، وقام أيضا بتشكيل ميليشيات الحشد الشيعي بعد سقوط الموصل بدعوى محاربة تنظيم داعش الإرهابي ، فيما دعم داعش سراً لاستغلال هذا الاقتتال في دعم أركان نظامه والمحافظة على تواجده ونفوذه القوي في العراق، فهو في النهاية نظام يعتاش على الحروب والأزمات .
لقد عمل هذا النظام منذ سيطرته على الحكم في إيران وإلى يومنا هذا على تشكيل خلايا تجسسية وإرهابية في الدول التي امتدت اليها أذرعه ، ومعظم تلك الخلايا ذات طابع محلي يمولها النظام من موارد الدولة التي أنشأها فيها ، فيعمل على تسليحها وتجهيزها والإنفاق عليها من ثروات الشعوب لتقوم بقتل أبناء تلك الشعوب ، وإذا لزم الأمر يقوم بتمويلها من موارد الشعب الإيراني المغلوب على أمره .
واليوم ، ميليشيات إيران تنشط وتتحرك على هواها وتخوض المعارك وتقتل وتأسر وتحاصر المدن وتسلب وتنهب وتهتك الحرمات وتشعل الفتن الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين بإسم الدفاع عن الشيعة ، كما تتحرك الخلايا التجسسية التابعة لإيران على مساحة واسعة من الأرض ، في السعودية ودول الخليج وصولاً الى أفغانستان وباكستان وحتى نيجيريا .
كل هذه التحركات والصراعات والفتن والحروب الأهلية التي أشعلها النظام الإيراني في دول المنطقة والعالم أو كان طرفاً فيها هي سر ديمومة هذا النظام ، فهو على ارض الواقع نظام إجرامي رجعي منبوذ من قبل الشعب الإيراني وآيل للسقوط في أية لحظة ، ولابد له للحفاظ على ديمومته أن يصنع ايديولوجيا أو فلسفة معينة يحاول من خلالها إضفاء نوع من القدسية على نفسه ، وهذه القدسية الزائفة ابتدعها خميني عندما نصب نفسه وكيلاً لله على الأرض ومدافعاً وهمياً عن الإسلام (الإسلام الخميني الذي لاعلاقة له بدين الإسلام) .
إن قطع رأس الأفعى المتمثلة بالنظام الإيراني يتطلب من دول المنطقة قطع علاقاتها بشكل نهائي مع هذا النظام السرطاني الذي جلب للمنطقة الدمار والخراب ، على غرار الخطوة المباركة التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية التي ذاقت الويلات من تدخلات هذا النظام الإرهابي ، فقطع العلاقات معه هو اختصار الطريق لإسقاطه والمجيء بحكومة إيرانية ديمقراطية منتخبة تكون مصدراً للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة .
وهنا ، لابد من التركيز على ضرورة بدء الدول العربية بإقامة علاقات متينة مع قوى المعارضة الوطنية الإيرانية ، وفي طليعتها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الثورية التحررية التي تتمتع بشعبية واسعة في الشارع الإيراني ، تلك الشعبية الكبيرة التي جعلت نظام الملالي يخشاها كل الخشية.
إن قطع رأس الأفعى التي تحكم إيران وتعبث بأمن المنطقة وتصدر الإرهاب هو مسؤولية كل الدول العربية وكل دول العالم ، لقد آن الأوان لبدء عهد جديد من السلم والاستقرار في المنطقة، من خلال محاصرة النظام الإيراني وخنقه وطرد كل سفرائه الجواسيس وإنهاء أي تمثيل دبلوماسي معه ، والعمل الجاد لفتح مكاتب للمعارضة الإيرانية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج وكافة دول المنطقة والعالم ، والإعتراف رسمياً منذ اللحظة بأن المعارضة الإيرانية هي الممثل الشرعي للشعب الإيراني .