لم يبقْ لموعد الإنتخابات المحلية، إلاّ 15(يوماً)،ومازال المشهد السياسي الإنتخابي ضبابياً، وملتبساً ومجهولاً، بسبب تهديدات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي أعلن مقاطعته للإنتخابات،مهاجماً أحزاب السلطة الفاسدة، التي تخوضها لأغراض الهيمنة، ونهب الثروات والإستحواذ على المناصب،قائلاً ( لا إنتخابات في ظلِّ حكم الفاسدين)،ودعا جمهوره للمقاطعة التامة لها،وهنا إذا نفّذ السيد مقتدى ، تهديداته في مقاطعة الإنتخابات ، ستكون الإنتخابات ناقصة وفاقدة للشرعية،لأن جمهور الصدريعدُّ بالملايين،وهل سيكتفي جمهورالصدر بالمقاطعة، والجلوس على التلّ للتفرّج على خصومه، وهم يلعبون(شاطي باطي)، بصناديق الإقتراع، ويوصلون التزّوير(لأبو موزة)، كما في كلِّ مرّة،خاصة وإنّ مفوضية الإنتخابات يسيّطر عليها حزب السلطة بشكل كامل،،أعتقد سيقوم جمهور الصدر، بأعمال لتخريب وتشويش وإسقاط عملية الإقتراع،داخل مراكز الإنتخابات، وخاصة المناطق الصدرية في المحافظات ،التي تضمُّ كثافة سكانية عالية من جمهوره،وقد شاهدنا قبل يومين قيام الصدريين، بالهجوم على صور مرشحي حزب الدعوة، وتمزيقها في أغلب المحافظات الجنوبية،وفي بغداد، بل زدّ عليها الهجوم على مقرات حزب الدعوة، وتمزيّق صور نوري المالكي ومرشحيه، كما حصل في مدينة الصدر،وكلّ الإحتمالات مرشحّة ، من قيام السيد مقتدى بإطلاق تظاهرات مليونية كبرى لإجتياح المنطقة الخضراء ، كما حصل سابقاً،نجزم أن السيد مقتدى، هو وجمهوره،لن يبقيا مكتوفي الأيدي،ولن يسكتا،إزاء مايجري الإعداد له في الإنتخابات ،وإصرار الإطار التنسيقي على إجراء إنتخابات مجالس محلية ، يرفضها الصدر، وغالبية الشعب العراقي، لأنه يعدُها باباً واسعاً لفساد الأحزاب وتمويلها ،التي تسيّطر على مجالس المحافظات،بالتزوير والترغيب والترهيب،وبهدذا نعتقد أنّ تمرير إنتخابات هادئة ،لن يحصل أبداً في ظل مقاطعة وتهديد مباشر للصدر،هذا فيما يخص مقاطعة السيد مقتدى الصدر وجمهوره الغاضب المنفجر،أما عاصفة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، فهي عاصفة هوجاء ،ستحرق الأخضر واليابس وتقطع جميع حبال التواصل، بين حزب تقدم(المهدّد بالإجتثاث)،والذي يرأسه الحلبوسي، وله حضور طاغ في عموم المحافظات الغربية،وبين جماعة (الحسم الوطني)،الذي يمثّله (الكربولي والعيساوي وصهيب الراوي ومحمود المشهداني ومشعان الجبوري وحيدر الملاّ وليث الدليمي وبطانتهم)،حيث بدأ العاصفة الحلبوسي في مؤتمرات أنتخابية ،عرّى فيها جماعة الحسم الوطني، واحداً واحداً، وفضح سيرتهم وفسادهم، وتأريخهم السياسي المشبوه(حسب زعمه)،فيما ردّ عليه الكربولي ومشعان والملاّ بأقسى مايمكن، وتوعدوه بالويل والثبور، كما توعدهم بعد الإنتخابات وقبلها، إذن العاصفة بينهما تحوّلت الى معركة كسرالعظم،والأيام المقبلة حُبْلى بمفاجآت الطرفين، فهي في تصاعد محمّوم، وتراشق بأحجار كبيرة تفشخ الرأس،هذا الصراع سيفضي الى خللّ واضح في صناديق الإقتراع، يضعف الطرفين،وربما تشتعل مواجهات مسلحة بينهم،في مناطق ساخنة من المحافظات الغربية، هدّد بها الحلبوسي، في أول يوم من خروجه من رئاسة مجلس النواب، وخروج تظاهرات غاضبة جداا في (الكرمة) والفلوجة ،تهاجم خصوم الحلبوسي ،وترفض قرار المحكمة الإتحادية ،وتعتبره تسقيطاً سياسياً للحلبوسي ومرشحيه،وتتساءل لماذا في هذا الوقت ، صدر قرار المحكمة الجائر، والذي يقف خلفه قسم من الإطار التنسيقي ،وجماعة الحسم الوطني، وفي مقدمتهم النائب السابق ليث الدليمي،صاحب الدعوة القضائية ضد الحلبوسي،نجزم أيضاً أن الإنتخابات في المدن الغربية، لن تمرّ (بسلام)، كما يريدها الحلبوسي،وخصومه،ولكن تفاعل الأحداث العراقية عموماً، وفتح جبهة الفصائل الولائية مع الأمريكان في العراق ، ربما سيعقد الأوضاع ،وتذهب بإتجاهات خطيرة، تعقّد المشهد وتفسد عملية الانتخابات، إن لم نقلْ تؤجلها،وهو السيناريو الأرجح، فالدبلوماسية العراقية ، ورئيس الوزراء ، وأحزاب السلطة فشلت ولم تستطع (إقناع)، أومنع الفصائل الولائية ،من التوقّف عن قصف القواعد العسكرية الأمريكية ومدن إسرائيلية،وهي في تصعيد خطير جداً، بعد هدنة مؤقة، لم تدم أياماً،في وقت يعيش الإطار التنسيقي إنقسامات واضحة، بين مؤيد لقصف الفصائل،مثل زعيم دولة القانون وزعيم منظمة بدر وزعيم حركة العصائب ،المشاركين في الحكومة ،وبين مَن يرفض القصف أصلاً ،مثل الحكيم والعبادي والسوداني،ويفضّلون الحوار مع السفيرة ،وهذه الإنقسامات، ستلقي بظلالها على عملية الإنتخابات ،وعلى العلاقة المتوتّرة أصلاً مع واشنطن، والتي تهدّد بالإنفجار بأية لحظة ،بين واشنطن والفصائل الولائية ،بسبب قصف القواعد العسكرية اليومي، وربما تأخذ الأوضاع ،الى قيام واشنطن بضربة خاطفة، لبعض رموز الإطار التنسيقي الداعم للقصف، كما حصل في حادثة المطار،أو كما حصل في جرف الصخر والطارمية قبل أسبوع،إذن المواجهة بين الفصائل وأمريكا ،حتمية لامحالة، وقريبة جداً، وعلى نطاق أوسع ،من قصف خجول لقاعدة حرير أو عين الأسد، وهذا يتوقّف على الحرب الصهيونية على غزة، فكلمّا إتسعتْ هناك، إنفجرت في العراق وسوريا واليمن، وهكذا تتوقف عملية الإنتخابات المحلية ، على طبيعة الأوضاع وسخونتها في العراق وحرب غزة، وهذا ما لم تستطع أي جهة ،التحكم فيه،أو التكهن لنتائجه، وهو مرهون في لجم وإيقاف حرب غزة الوحشية ،التي أحرقت الاخضر واليابس في غزة، وحواليها من مدنٍ وبلداتٍ، قتلاً وتهجيراً،لذلك نقول جميع السيناريوهات الأمريكية مفتوحة على مصاريعها، ونعتقد أن واشنطن لن تسكت ،عن مايجري لقواعدها في المنطقة، وصبرها الإستراتيجي نفذ تماماً، وهذا ما أكدته عملية جرف الصخر، وما سيعقبها من عمليات أقوى وأقسى ،كما يهدّد النتاغون، ووزير الخارجية بلينكين ،ولن يطول سكوتها ، فهي تمارس الصبر الإستراتيجي ،مع طهران أيضاً منذ سنوات،وتراقب مايجري في مضيق عدن وباب المندب وهرمز،من أعمال استفزازية ضد سفن الملاحة ،وماحصل لبارجة ايزنهاور العابرة لمضيق باب المندب ،والتي تعرضت لإستفزازات بطائرة مسيرة، وإطلاق نار حوثي، كل هذا يجري أمام أنظار العالم ، لهذا نرى أن الأحداث تمضي الى التصعيد العسكري والاعلامي، في ظل غياب حوار وتفاهم سياسي واضح،سيذهب بالمنطقة كلها ،الى مستقبلٍ مجهولٍ، والعراق ،لن يكون بمنأى عنه، إنْ لم نقلْ، أرضهُ ستكون ساحةَ إنطلاقتِه….!!!!